بعد قراري ترامب حول القدس والجولان..أطماع إسرائيل تمتد للضفة الغربية
وزارة الخارجية الفلسطينية حذرت من أن قرار الجولان "يُمثل قاعدة استباقية يمكن البناء عليها مستقبلاً لقرار بشأن الضفة الغربية".
يأمل مستوطنون إسرائيليون أن يشكل قراري الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل وسيادتها على مرتفعات الجولان السورية المحتلة مدخلا لضم الجزء الأكبر من الضفة الغربية.
وتدعو أحزاب يمينية إسرائيلية إلى ضم المنطقة المصنفة (ج) والتي تشكل أكثر من 60% من مساحة الضفة الغربية وتقع الآن تحت السيطرة الإسرائيلية.
- عاهل الأردن يحذر من التصعيد الإسرائيلي بالقدس ويجدد تأييده حل الدولتين
- "قرار الجولان".. ترامب يعمق جراح سوريا ويبدد مساعي السلام
ويخوض حزب"اليمين الجديد" اليميني الانتخابات الإسرائيلية العامة على أساس برنامج يدعو إلى ضم المنطقة (ج) في الضفة الغربية.
وسبق لحزب "الليكود" اليميني، الذي يتزعمه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أن دعا إلى تبني قانون في الكنيست الإسرائيلي بضم أجزاء واسعة من الضفة الغربية.
ووفق اتفاقية أوسلو الثانية 1995، تم تقسيم الضفة الغربية إلى 3 مناطق "أ" و"ب" و"ج".
المنطقة "أ" تمثل 18% من مساحة الضفة، وتسيطر عليها السلطة الفلسطينية أمنيا وإداريا، أما المنطقة "ب" فتمثل 21 % من مساحة الضفة وتخضع لإدارة مدنية فلسطينية وأمنية إسرائيلية، وأخيرا فإن المنطقة "ج" والتي تمثل 61% من مساحة الضفة تخضع لسيطرة أمنية وإدارية إسرائيلية.
42 % من الإسرائيليين يؤيدون
وأظهر استطلاع حديث نشرته صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية أن 42% من الإسرائيليين يؤيدون ضم الضفة الغربية.
ووجد الاستطلاع أن "مؤيدي حل الدولتين الذين يصوتون لصالح أحزاب يسار الوسط الإسرائيلية مثل حزب العمل، وأزرق أبيض الذي أسس حديثًا برئاسة بيني جانتس، رئيس الأركان الأسبق، لا يستبعدون ضم الضفة الغربية جزئيًا على الأقل لإسرائيل".
واستنادا إلى الاستطلاع، الذي شمل 800 إسرائيلي، فإن 34% منهم يؤيدون حل الدولتين و19% يؤيدون حل الدولة الواحدة و9% مع الكونفيدرالية بين فلسطين وإسرائيل و18% يفضلون حلولا أخرى لم يحددوها و20% قالوا إنهم لا آراء محددة لهم.
ولكن بالمقابل قال 16% إنهم يؤيدون ضم الضفة الغربية بالكامل بدون منح الفلسطينيين أي حقوق، و11% أكدوا تأييدهم ضم الضفة الغربية بالكامل مع منح الفلسطينيين حقوقا، و15% قالوا إنهم يؤيدون ضم المنطقة (ج) وفقط 28% قالوا إنهم يعارضون الضم و30% قالوا إنهم لا آراء محددة لهم.
وكانت هذه هي المرة الأولى التي يجري فيها استطلاع آراء المواطنين الإسرائيليين بشأن ضم الضفة الغربية قبيل الانتخابات الإسرائيلية العامة.
وكان قرار الرئيس الأمريكي في السادس من ديسمبر/كانون أول 2017 بالاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل شجع قيادة حزب "الليكود" على اتخاذ قرار في الحادي والثلاثين من ذات الشهر على تبني قرار يطلب من نواب الحزب الدفع في اتجاه ضم الضفة الغربية.
ومنذ ذلك الحين كثف مسؤولون إسرائيليون على رأسهم نتنياهو، استخدام تعبير "أرض إسرائيل" عند الإشارة إلى الضفة الغربية.
ولاحقا، أوقفت وزارة الخارجية الأمريكية استخدام مصطلح" أرض محتلة" عند الإشارة إلى الضفة الغربية وقطاع غزة ومرتفعات الجولان السورية.
نائب إسرائيلي: نأمل دعم ترامب لضم الضفة
وبإعلانه قراره الاعتراف بسيادة إسرائيلية على الجولان فإن الرئيس الأمريكي ترامب أحيى الآمال في نفوس اليمين الإسرائيلي بإمكانية قرار أمريكي بالاعتراف بضم إسرائيلي للضفة الغربية.
فقد كتب عضو الكنيست من حزب "البيت اليهودي" اليميني بتسلئيل سموتريتش في تغريدة على "تويتر" للرئيس الأمريكي: "منذ 52 عاما، ازدهرنا في يهودا والسامرة، وهي أيضا ذات أهمية استراتيجية وتاريخية وأمنية، لقد حان الوقت لنعترف بسيادتنا. بعون الله، سنعمل على تقدم هذا الأمر قريبًا، ونأمل دعمكم أيضًا".
و"يهودا والسامرة" هو الاسم التوراتي الذي يستخدمه المتشددون الإسرائيليون للضفة الغربية التي احتلتها إسرائيل عام 1967.
وبحسب تقديرات إسرائيلية فإن أكثر من 460 ألف مستوطن يعيشون في الضفة الغربية وبما لا يشمل القدس الشرقية التي يعيش فيها أكثر من 220 ألف مستوطن.
ويخشى الفلسطينيون من أن يكون ضم أجزاء من الضفة الغربية جزءا من الخطة الأمريكية المنوي الإعلان عنها بعد الانتخابات الإسرائيلية.
تحذيرات فلسطينية
بدورها، حذرت وزارة الخارجية الفلسطينية من أن يشكل القراران الأمريكيان بشأن القدس والجولان مقدمة لقرار بشأن الضفة الغربية.
وقالت، في بيان وصلت إلى "العين الإخبارية" نسخة منه، إن اعتراف ترامب بسيادة إسرائيل على القدس المحتلة، ومن ثم الاعتراف بسيادتها على الجولان "لأسباب أمنية على حد تعبيره"، يُمثل قاعدة استباقية يمكن البناء عليها مستقبلاً لإقدامه على الاعتراف بـ"السيادة الإسرائيلية" على الضفة الغربية المحتلة".
ورأت الوزارة الفلسطينية في القرار الأمريكي "تمادياً في انقلاب الإدارة الأمريكية على مواقف وسياسة الإدارات السابقة، وعدواناً صريحاً على الحقوق العربية، وانتهاكا صارخاً للشرعية الدولية وقراراتها".
وكتب صائب عريقات، أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، في تغريدة على "تويتر": "إذا ما أراد رؤوساء الحملة الانتخابية لنتنياهو جرينبلات (جيسون جرينبلات، مبعوث الرئيس الأمريكي إلى الشرق الأوسط) نتيجة الانتخابات الاسرائيلية بإعلانه الرابح قبل إجرائها فى نيسان/أبريل عليهما أن يطلبا من الرئيس ترامب أن يعلن اعترافه بالسيادة الإسرائيلية على الضفة الغربية، ولاحقا يعلنون دولة غزة تحت راية حماس المظفرة".
وأضاف عريقات: "القدس والجولان تحت السيادة الإسرائيلية، وإبقاء الوضع على ما هو عليه (وفقا لمعايير ترامب) تحت الاحتلال الإسرائيلي (وفقا لمعايير القانون الدولي) تعنى أمراً واحداً أن إسرائيل سوف تستمر بالعيش بالسيف لا بالسلام.. أعان الله هذه المنطقة".
وكان الرئيس الفلسطيني محمود عباس شدد على أنه "لا توجد شرعية لأي أحد دون قرارات مجلس الأمن، والجمعية العامة للأمم المتحدة، ومبادرة السلام العربية".
وقالت الرئاسة الفلسطينية، في تصريح مساء أمس الإثنين، "سيلقي الرئيس محمود عباس، خطابا هاما في القمة العربية التي ستعقد نهاية الشهر الجاري في تونس، ليكون الرد العربي تماما كما كان "لا تنازل عن القدس ولا عن أي أرض عربية، وأن الطريق التي ترسمها الإدارة الأمريكية ستعزز التوتر وعدم الاستقرار، ولن تحقق السلام والأمن لأحد".
والإثنين، وقع ترامب، خلال مؤتمر صحفي في واشنطن مع رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، على قرار اعتراف واشنطن رسميًّا بسيادة تل أبيب على مرتفعات الجولان.
واحتلت إسرائيل هضبة الجولان السورية عام 1967، وفي 1981 أقر الكنيست (البرلمان) قانون ضمها إلى إسرائيل؛ لكن المجتمع الدولي لا يزال يتعامل مع المنطقة على أنها أراضٍ سورية محتلة.
aXA6IDE4LjIxOS4yMDcuMTE1IA== جزيرة ام اند امز