ذهب أفريقيا.. سبائك يستنزفها هوس أردوغان
دائرة أطماع أردوغان تتوسع يوما بعد يوم، ووصلت إلى أفريقيا التي تحتكر نصف احتياطي العالم من الذهب
"أفريقيا ملك للأفارقة.. لسنا هنا من أجل ذهبك".. عبارة أطلقها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان خلال زيارة أجراها قبل سنوات إلى بلدان بالقارة السمراء، نضحت طياتها بحقيقة الأطماع التركية في مناجم الذهب الأفريقية.
وفي 2018، تصدرت غانا قائمة الدول الست الكبرى المنتجة للذهب في أفريقيا، بإجمالي إنتاج بلغ 158 طنًا، فيما حل السودان ثانيا بإنتاج بلغ 127 طنًا، بينما حلت جنوب أفريقيا في المرتبة الثالثة، متخلية عن موقع الصدارة في إنتاج الذهب الأفريقي، بإجمالي إنتاج وصل 119 طنًا، وفق مجلة "جون أفريك".
وبالمركز الرابع، جاءت مالي بإنتاج قدر بـ49 طنًا، تلتها غينيا بـ47 طنًا، فيما حلت بوركينا فاسو بالمرتبة السادسة بإنتاج بلغ 44 طنًا، وفق المصدر نفسه.
المعدن الأصفر تحت مجهر أنقرة
أفريقيا التي تحتكر نصف احتياطي العالم من الذهب، دخلت منذ سنوات دائرة أطماع أردوغان، وباتت بمرمى مخططاته الخبيثة لوضع يده على ثروات المعمورة.
جولات متعددة أجراها الرئيس التركي، منذ بداية العقد الثاني من هذه الألفية، وسط وغرب وشرق أفريقيا، متنقلا بين إثيوبيا والصومال وغانا ومالي وكوت ديفوار والسنغال وغامبيا وغيرها، ضمن مساعٍ لوضع يده على ثروات الذهب، تحت غطاء التنمية وتشييد مشروعات البنية التحتية.
الأطماع تهدد السودان
لم يفلت السودان من أطماع أنقرة، في ضوء توقيع شركة «دنزلي» التركية، في 2018، اتفاقا للتنقيب عن الذهب في ولاية البحر الأحمر.
ورغم تعهد مدير الشركة شاهين تين بتسريع عملية الإنتاج وإكمال الاستكشاف، إلا أن إنتاج السودان من المعدن الأصفر تراجع بشدة.
وبعد أن سجل إنتاج البلاد 107 أطنان في عام 2017، تراجع إلى 93.6 طن في عام توقيع اتفاقية التنقيب التركية.
وحاليا، لم يتجاوز إنتاج السودان حاجز 8.41 طن في الربع الأول من 2020، وهو ما يعادل 34% من الإنتاج المستهدف خلال تلك الفترة بنحو 24.5 طن.
تحذير أوروبي
صحيفة «ليبراسيون» الفرنسية حذرت، في تقرير مطول لها، من التوغل التركي في الدول الأفريقية تحت ستار المساعدات الإنسانية لإحياء طموحات خبيثة في القارة.
ولفتت الصحيفة إلى أن تركيا تحشد وكلاء لها عبر 20 مكتبا في أنحاء أفريقيا، أدت إلى تطور تواجدها في السنوات الأخيرة، زاعمة أن وجودها في القارة السمراء عادل أكثر من الدول الغربية، وأقل صرامة من الدول الأخرى التي تستثمر في أفريقيا، إلا أنه في حقيقة الأمر توغل له نوايا استعمارية قديمة.
وأوضحت أن تركيا تعمل على استنزاف موارد القارة السمراء باستغلال الموارد الطبيعية والثروات الأفريقية، مستشهدة على ذلك بما فعلته أنقرة مع السودان والصومال.
الإرهاب لنهب الثروات
تحذير جديد أطلقه موقع «نورديك مونيتور» السويدي من وقوف تركيا خلف تمويل الجماعات الإرهابية التي تسطو على الثروات الطبيعية بالبلدان الأفريقية.
وأوضح الموقع أن سياسات دعم الجماعات المسلحة لتنفيذ ما يسمى بـ«إرهاب الدولة»، تم الإعلان عنها بوضوح في 2014 من خلال الجنرال التركي المتقاعد عدنان تانفردي، وهو كبير المعاونين العسكريين السابقين للرئيس أردوغان.
وأشار الموقع إلى أبرز الدول المتضررة من تمويل الكيانات الإرهابية الناهبة للثروات، وهي أفريقيا الوسطى ومالي ونيجيريا.
aXA6IDMuMTI4LjE3MS4xOTIg جزيرة ام اند امز