ثروات أفريقيا.. كنوز ترسم خارطة أطماع أردوغان
ثروات هائلة تزخر بها أفريقيا تجعلها مستقبل الطاقة العالمية، ومحور صراع القوى الدولية، ومحط أطماع تركيا الباحثة عن مرتع لهوسها
ثروات هائلة تزخر بها أفريقيا تجعلها مستقبل الطاقة العالمية، ومحور صراع القوى الدولية، ومحط أطماع تركيا الباحثة عن مرتع لهوسها بالتوسع والسيطرة على ثروات المعمورة.
قارة غنية نهبها مستعمروها على مر العصور، قبل أن توجه أنقرة بوصلتها إليها وتجعلها بقلب مخططاتها الاستعمارية الجديدة، طمعا في ما يزخر به سطحها وباطنها من موارد معدنية وطبيعية هائلة.
النفط والغاز
بحسب تقارير متفرقة، تملك القارة نحو 75 بليون برميل من احتياطي النفط، و9 بالمئة من الاحتياطيات العالمية لهذا المورد الحيوي، كما تنتج حوالي 300 مليون برميل منه لتوليد الطاقة.
أما أرقام صندوق النقد الدولي، فتشير إلى أن المناطق شبه الصحراوية في القارة السمراء سجلت بالسنوات الأخيرة اكتشافات نفطية من شأنها أن ترفع من معدلات إنتاجها من النفط في المدى القريب.
كما أن أفريقيا تنتج 22 مليون قدم مكعب من الغاز الطبيعي يوميا قابلة للزيادة بل المضاعفة مع استكشافات الغاز في دول شمال القارة، بنسبة 7.5 بالمئة من إجمالي الإنتاج العالمي من هذا المورد الاقتصادي.
ويبلغ احتياطي الغاز الطبيعي في إفريقيا نحو 477 تريليون قدم مكعب، ما يمثل 6.9 بالمئة من الاحتياطي العالمي، أما بالنسبة للطاقة الشمسية، فإن القارة تمتلك أكبر مخزون لهذا النوع من الطاقة، حيث تضم أكبر وأوسع صحارى العالم التي تعد المصدر الأساس لتوليد الطاقة الشمسية.
الذهب والألماس
تمتلك القارة الأفريقية أيضا 95 بالمئة من احتياطي الماس في العالم، وتنتج نصف معدل الإنتاج العالمي من هذا المعدن الثمين.
كما تنتج 70 بالمئة من معدل الإنتاج العالمي من الذهب، و33 بالمئة من النحاس، و76 بالمئة من الكوبالت، فيما تمتلك 90 بالمئة من احتياطي العالم من البلاتين، وتنتج حوالي7 75 بالمئة من هذا المعدن.
أفريقيا تنتج أيضا 9 بالمئة من إنتاج العالم من الحديد، ويتراوح احتياطيها من المعدن إضافة للمنجنيز والفوسفات واليورانيوم من 15 إلى 30 بالمئة من إجمالي الاحتياطي العالمي من هذه المعادن والموارد الطبيعية.
وتفيد توقعات المؤسسات الدولية أن هذه النسب والمعدلات مرشحة للارتفاع، وذلك بالنظر إلى أن أجزاء كثيرة من القارة لم تشملها المسوحات الجيولوجية.
وتبين من الدراسات والأبحاث العلمية المختصة أن هذه الأجزاء تحتوي على تركيبة جيولوجية مكونة من الصخور البلورية والمتحولة القديمة، وهي أكثر الصخور التي تحوي في تكوينها نسباً عالية من المعادن المتنوعة.
ومن هنا، يمكن القول إن أفريقيا ستكون المورد الأساسي للصناعة في العالم مستقبلاً، ووفق توقعات المؤسسات الدولية، فإن القارة في حاجة إلى قرابة 100 مليار دولار سنوياً لتلبية خططها الاستثمارية في البُنى التحتيّة، إضافة إلى عامل النمو في عدد السكان، والذي تجاوز الـ 1.3 مليار نسمة.
أردوغان وخطة التسلل والاستنزاف
الإحصائيات الرسمية لثروات أفريقيا أسالت لعاب الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، ودفعته نحو التخطيط للاستيلاء على كنوز القارة المدفونة منها والظاهرة، فكانت خطة التوغل الكبير من كل الاتجاهات.
وأعلنت تركيا 2005 «عام أفريقيا"، وفي المقابل، أعلن الاتحاد الأفريقي، في 2008، تركيا شريكا إستراتيجيا له، وفي نفس العام عقدت قمة التعاون الأولى بين تركيا وأفريقيا في إسطنبول بمشاركة 49 دولة أفريقية.
وهدفت القمة لتقييم المرحلة التي وصلت إليها العلاقات بين أنقرة ودول القارة السمراء، واقتراح سبل تعزيزها، لتسقط القارة في الفخ الكبير لاستنزاف ثرواتها تحت غطاء رسمي.
وأصبحت تركيا عضواً في «المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا» المعروفة اختصارا بـ«إيكواس»، وكذلك في «مجموعة دول شرق أفريقيا»، وفي عام 2008، تمّت المصادقة على الطلب الذي تقدمت به أنقرة من أجل نيل عضوية بنك التنمية وصندوق التنمية الأفريقيين.