الذهب يتربع وحيدا على عرش الأسواق.. الخسائر للنفط والدولار والأسهم
أداء الأسواق يعكس المخاوف من عودة كورونا مجددا وسط ضبابية سياسية وأيضا عودة طبول الحرب.. لكن الناجي الوحيد هو الذهب.
الذهب هو الفائز الوحيد مستهل تعاملات الأسواق العالمية اليوم الثلاثاء، بينما تراجع الدولار والنفط، وهو نفس الوضع للأسهم الأوروبية واليابانية.. لكن ما السبب؟
فيما يتعلق بالذهب فقد قفز 1% متخطيا الألفي دولار على حساب هبوط العملة الأمريكية، أما النفط فقد تراجع بسبب هبوط الطلب بفعل الفيروس بعد مكاسب بفعل التزام أوبك+ بتخفيضات الإنتاج.
وبالنسبة لأسواق الأسهم فقد كان الأساس هو فقدان شهية المخاطرة لدى المستثمرين، ما دفع نيكي للهبوط بقوة عند الإغلاق بضغوط الضبابية السياسية، أما أسهم أوروبا تكبدت خسائر في المستهل بفعل توترات أمريكية صينية وتنامي إصابات الفيروس.
الذهب يقفز
ارتفعت أسعار الذهب 1% لتتجاوز حاجز الألفي دولار اليوم، في ظل تراجع العملة الأمريكية إلى أدنى مستوى في أكثر من عامين، وتركيز المتعاملين على محضر أحدث اجتماع لمجلس الاحتياطي الاتحادي الأمريكي والمقرر صدوره هذا الأسبوع.
وبحلول الساعة 0717 بتوقيت جرينتش، كان السعر الفوري للذهب مرتفعا 0.7% إلى 1999.26 دولار للأوقية، بعد أن سجل في وقت سابق ذروة أسبوع عند 2007.19 دولار.
وصعدت عقود الذهب الأمريكية الآجلة 0.5% إلى 2007.60 دولار.
وقالت فاندانا بهارتي، نائب الرئيس المساعد لبحوث السلع الأولية لدى إس.إم.سي كومتريد، "هشاشة بيئة العملة والأرقام الاقتصادية الضعيفة في الولايات المتحدة يحجبان جاذبية الذهب كملاذ آمن."
وبالنسبة للمعادن النفيسة، زاد سعر الفضة 2.1% إلى 27.97 دولار للأوقية، وتقدم البلاتين 1.5% مسجلا 963.29 دولار، في حين نزل البلاديوم 0.4% إلى 2190.20 دولار للأوقية.
النفط يتراجع بعد مكاسب
حافظت أسعار النفط على معظم مكاسب الليلة الماضية، اليوم الثلاثاء، بعد أن قالت مجموعة أوبك+ إن الأعضاء التزموا التزاما شبه تام بتخفيضات الإنتاج المتفق عليها لدعم الأسعار وسط تراجع في الطلب على الوقود بسبب جائحة فيروس كورونا.
وبحلول الساعة 0702 بتوقيت جرينتش، كان خام برنت منخفضا 18 سنتا بما يعادل 0.4% إلى 45.19 دولار للبرميل، بعد أن صعد 1.3% أمس الاثنين.
ونزل الخام الأمريكي 26 سنتا أو 0.6% ليسجل 42.63 دولار للبرميل، عقب صعود بنسبة 2.1% في الجلسة السابقة.
بلغت نسبة الالتزام بتخفيضات إنتاج أوبك+ حوالي 97% في يوليو/ تموز الماضي، حسبما قاله مصدران في التحالف لرويترز. وقلص منتجو النفط الإنتاج تقليصا غير مسبوق لخفض المخزونات العالمية، في ظل انهيار الطلب جراء الجائحة.
وفي أغسطس/ آب الجاري، بدأت منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) وحلفاؤها، فيما يعرف بمجموعة أوبك+، تقليص تخفيضات الإنتاج المتفق عليها إلى 7.7 مليون برميل يوميا من 9.7 مليون برميل يوميا.
وبدأت أسعار النفط ترتفع في الأشهر الأخيرة، مما حدا بي.إتش.بي بيلتون الأسترالية للتعدين وإنتاج النفط إلى إبداء نبرة متفائلة عندما أعلنت أرباحها اليوم.
وقالت بي.إتش.بي "نرى أن معظم المخاطر الكبيرة في سوق (النفط) الحاضرة قد انقضت.
وتابعت: "الأسعار قد تواصل الصعود بعد تعافيها في الآونة الأخيرة، إذا استمر تحسن حركة النقل عالميا." لكنها حذرت أيضا من أن "وتيرة المكاسب قد تكون متواضعة في ضوء الرياح المعاكسة التي تثيرها عودة الإمدادات."
الدولار قرب أقل مستوى في عامين
نزل الدولار الأمريكي أمام سلة من العملات الرئيسية لجلسة التداول الخامسة على التوالي اليوم الثلاثاء، مقتربا من أقل مستوى له في عامين تحت ضغط عائدات السندات المنخفضة وبيانات اقتصادية قاتمة في الولايات المتحدة.
سجل الدولار مكاسب على مدار سنوات لكن جائحة فيروس كورونا أضرت بأكبر اقتصاد في العالم بشدة، مما دفع المستثمرين للبحث عن فرص النمو في أصول أخرى.
وفي أحدث التعاملات، نزل مؤشر العملة الأمريكية 0.3% ليسجل 92.55، مقتربا من أقل مستوى في عامين عند 92.49.
وانخفض الدولار 0.2% مقابل اليورو الذي سجل 1.1865 دولار، وفقدت العملة الأمريكية 0.5% أمام نظيرتها اليابانية لتبلغ 105.40 ين وهو أقل مستوى في أسبوع ونصف الأسبوع.
ومقابل الإسترليني نزل الدولار 0.5% أيضا إلى 1.1370 وهوأقل مستوى لها في نحو أسبوعين.
وارتفع اليوان الصيني إلى 6.9192 للدولار في التعاملات الخارجية، وهو مستوى لم يشهده منذ التاسع من مارس/ آذار الماضي، رغم تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن فرض مزيد من القيود على عملاق التكنولوجيا الصيني هواوي.
نيكي يهبط
أغلق المؤشر نيكي القياسي منخفضا اليوم، ليبتعد عن ذروة 6 أشهر التي لامسها الأسبوع الماضي، حيث أدت الضبابية السياسية في أنحاء العالم إلى عزوف المستثمرين عن المخاطرة.
وفقد نيكي 0.2% ليهبط إلى 23051.08 نقطة، بعيدا عن ذروة يوم الجمعة 23338 نقطة، أعلى مستوى منذ أواخر فبراير/ شباط الماضي. وأغلق المؤشر توبكس الأوسع نطاقا منخفضا 0.06% إلى 1610.85 نقطة.
قاد ارتفاع الين إلى مبيعات لجني الأرباح في سوق تكبحها قيم مرتفعة بالفعل وتصاعد التوترات بين الولايات المتحدة والصين وشكوك إزاء التحفيز المالي الأمريكي.
وقال ماساتو كوجوري من توكاي طوكيو للأوراق المالية "موسم النتائج ولى وهي لم تدعم حقا الاتجاه الصعودي الذي شهدناه في السوق. إنما تعززت السوق بارتفاع الأسهم الأمريكية".
وقال المحللون لدى أوكاسان للأوراق المالية في تقرير إن صافي أرباح الشركات اليابانية المدرجة هبط أكثر من 50% مقارنة به قبل عام في أحدث ربع سنة، متوقعين أن يقتصر نمو الأرباح على شركات الأدوية والمواد الغذائية في السنة المالية حتى مارس/ آذار المقبل.
ونزلت أسهم شركات الطيران 1.7% بعدما أعلنت عن ضعف في حركة نقل الركاب خلال فترة عطلة "أوبون" في وقت سابق من الشهر الحالي بسبب تنامي الإصابات المحلية بمرض كوفيد-19.
ونزل قطاع البنوك 1% مع تراجع عائدات السندات الأمريكية، في حين تضررت شركات التصدير من ارتفاع الين مقابل الدولار بما في ذلك شركات صناعةالسيارات التي صعدت أسهمها في وقت سابق من الشهر الحالي.
ونزل سهم مازدا 2.3% في حين فقد شركة مكونات السيارات دنسو 2.2%.
انخفاض أسهم أوروبا
تراجعت الأسهم الأوروبية الثلاثاء، في ظل تخوف المستثمرين من تصاعد التوترات الأمريكية الصينية وعودة إصابات فيروس كورونا للارتفاع، مما نال من أسهم الشركات الحساسة للدورة الاقتصادية.
ونزل المؤشر ستوكس 600 الأوروبي 0.5% بحلول الساعة 0713 بتوقيت جرينتش، حيث انخفضت أسهم البنوك وشركات الطاقة والتأمين وصناع السيارات بين 0.8 و0.9%.
وحققت الأسهم الآسيوية مكاسب محدودة بعد أن قالت إدارة ترامب إنها ستشدد القيود على هواوي تكنولوجيز الصينية، مستهدفة التضييق على توريد الرقائق لها، وسط تصعيد للتوترات مع بكين.
ونزل سهم مجموعة بي.إتش.بي للتعدين المدرجة في لندن 2.2% مع إعلانها تراجع الأرباح السنوية أربعة بالمئة، في نتائج أسوأ من تقديرات المحللين. وحذرت الشركة من أن الاقتصادات الرئيسية عدا الصين ستعاني من ركود بسبب فيروس كورونا هذا العام.
وهوى سهم باندورا الدنمركية لصناعة الحلي 5.9% بعد أن قالت إن عدد المتاجر المغلقة زاد قليلا في أغسطس/ آب الجاري، وإن مستوى ارتياد متاجرها "أقل كثيرا" عنه قبل الإغلاقات.
وارتفع سهم ماركس آند سبنسر البريطانية 1.8% بعد أن كشفت عن خطة جديدة لإلغاء 7 آلاف وظيفة، في أحدث صفعة لقطاع التجزئة المكروب من جراء أزمة كوفيد-19.
aXA6IDMuMTQ0LjI0NC4yNDQg جزيرة ام اند امز