109 جنيهات خسائر جرام الذهب في مصر خلال 50 يوما.. نشتري أم نبيع؟
فقد جرام الذهب في السوق المصرية نحو 12% من قيمته خلال الـ50 يوما الأخيرة تأثرا بقوة الدولار عالميا وضعف الطلب محليا
بعد أن حلق الذهب عاليا في مصر منذ نهاية العام الماضي محققا أرقاما قياسية بالوصول إلى أعلى مستوى في تاريخه عند 925 جنيها لجرام عيار 21 الأكثر شعبية بالسوق المصرية في 5 أغسطس/آب الماضي، تراجع تدريجيا حتى فقد 109 جنيهات من رصيده خلال آخر 50 يوما، ليسجل 816 جنيها للجرام اليوم الخميس.
هذا التراجع الملحوظ والذي يقدر بنحو 11.8% أثار اهتمام الكثير من المتعاملين في المعدن الأصفر بالسوق المصرية، لا سيما بعد أن ارتفعت أسهمه مؤخرا كوعاء استثماري لمدخرات المصريين.
وبحسب خبراء ومتعاملين في سوق الذهب المحلي، فإن هناك تباينا في توقعات حركة أسعار الذهب خلال الأيام والأسابيع المقبلة، وهو ما يعني أن قرار الشراء أو البيع هو الآخر محل خلاف.
ويرتبط أداء الذهب الفترة الحالية بعاملين رئيسيين، أحدهما خارجي يرتبط بأداء الاقتصاد العالمي والانتخابات الأمريكية وقوة الدولار، والآخر محلي يعود إلى ضعف معدلات الشراء الآن.
عالميا، انخفضت الأسعار الفورية للذهب في التعاملات الصباحية الخميس بمعدل 0.7% إلى 1851.51 دولار للأوقية وهو أدنى مستوى منذ 22 يوليو/تموز الماضي حين سجل 1847.99 دولار، وإن كان المعدن النفيس ما زال محققا عائدا يقدر بنحو 22.04% منذ بداية العام الحالي 2020.
من جانبه، قال الدكتور وصفي أمين واصف، رئيس شعبة المصوغات والمجوهرات بالاتحاد العام للغرف التجارية المصرية، إن الذهب يمر الفترة الراهنة بتراجعات حادة في الجلسة الواحدة بعد أن كان يعيش أفضل فتراته التاريخية بتحطيم حاجز 2000 دولار للأوقية في الأسبوع الأول من يوليو/تموز الماضي.
وحقق مؤشر العملة الخضراء منذ 1 سبتمبر/أيلول الجاري حتى نهاية تعاملات أمس الأربعاء، ارتفاعا من مستوى 91.8 إلى 94.45 بارتفاع 2.89%، وهو المؤشر الذي يقيس قوة الدولار مقابل سلة عملات ذات أوزان مختلفة تضم اليورو والين والجنيه الإسترليني والدولار الكندي والكرونا السويدي والفرنك السويسري.
وأضاف أن هناك أسبابا عالمية ومحلية لتراجع أسعار المعدن النفيس في السوق المصرية، حيث تأثرت الأسعار بالتراجع العالمي للذهب نتيجة ارتفاع سعر الدولار خلال الأيام الأخيرة، والذي يرتبط بعلاقة عكسية مع المعدن الأصفر.
وأوضح أمين أن استمرار المخاوف من الموجة الثانية لفيروس كورونا وعدم حسم الولايات المتحدة الأمريكية ضخ حزم تحفيز أخرى لمساندة الاقتصاد، دفع المتعاملين بالأسواق العالمية لبيع كميات كبيرة من الذهب، والاحتفاظ بالدولار الذي يستفيد من ذلك الموقف.
كما حصل الدولار على دفعة من تصريحات رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي في شيكاغو تشارلز إيفانز يوم الثلاثاء، بأن المركزي الأمريكي قد يرفع أسعار الفائدة قبل الوصول إلى متوسط معدل التضخم المستهدف عند 2%.
وأشار رئيس شعبة المصوغات والمجوهرات إلى أن الأسعار في السوق المصرية تأثرت أيضا بضعف الطلب على الذهب وعدم وجود رغبة للشراء.
ونصح المتعاملين بالتريث في عمليات الشراء خلال هذه الأيام لحين وضوح الرؤية بشأن حركة الأسعار عالميا وأية قرارات جديدة للاحتياطي الفيدرالي الأمريكي.
على الجانب الآخر، أوصى نادي نجيب سكرتير عام شعبة الذهب بغرفة القاهرة التجارية، باستفادة المتعاملين من الانخفاض الحالي في سعر الذهب، والذي يوفر فرصة جيدة للشراء.
وتوقع أن يعاود الذهب الصعود مرة أخرى لأن المشهد الاقتصادي العالمي ما زال متأثرا بجائحة كورونا التي تنعكس على معدلات النمو، ومن ثم تخلق طلبا على المعدن الأصفر كملاذ آمن للاستثمارات.
ويتفق ذلك مع رؤية بنك سيتي جروب الذي توقع أن تسجل أسعار الذهب مستويات قياسية جديدة قبل نهاية العام الحالي، في ظل حالة عدم اليقين والمخاطر المحيطة بالانتخابات الأمريكية.
ورجح البنك قفزة العقود الآجلة للذهب بأكثر من 200 دولار لأوقية في ظل تزايد قلق المستثمرين من معركة الرئيس الأمريكي ترامب مع المرشح جو بايدن، بالإضافة إلى أسعار الفائدة المنخفضة من قِبل الاحتياطي الفيدرالي.