الساعة المثالية لعلاج الربو.. سر الفترة بين الثالثة والرابعة عصرا

في اكتشاف طبي واعد، كشف باحثون من جامعة مانشستر البريطانية أن توقيت استخدام بخاخ الربو الوقائي قد يحدث فرقا كبيرا في الوقاية من النوبات القاتلة.
والدراسة التي نُشرت في مجلة "Thorax" أوضحت أن استخدام البخاخ في فترة ما بعد الظهر، وتحديداً بين الساعة الثالثة والرابعة مساء، يعزز من كفاءة الرئتين خلال الليل، وهي الفترة التي تزداد فيها احتمالية حدوث نوبات ربو شديدة.
وخلال التجربة، طُلب من 21 مريضا استخدام البخاخ بثلاث طرق مختلفة: صباحا، مساءً، أو مرة واحدة بعد الظهر. وبينت النتائج أن الجرعة المسائية الواحدة كانت الأكثر فاعلية في تحسين وظائف الرئة ليلا، مقارنة بباقي الأنماط.
وقالت الدكتورة هانا ديرينغتون، الباحثة الرئيسية في الدراسة، إن "هذا التوقيت الدقيق يمكن أن يقلل من الحاجة إلى جرعات عالية من الستيرويدات، وبالتالي الحد من آثارها الجانبية".
وأضافت: "نتائجنا تُظهر تأثيرا وقائيا حقيقيا دون أي كلفة إضافية أو مخاطر صحية ناتجة عن استخدام جرعات أعلى".
من جهتها، وصفت الدكتورة إريكا كينينغتون من مؤسسة "الربو والرئة في المملكة المتحدة"، الدراسة بأنها "بسيطة وعبقرية في آن واحد"، مؤكدة أن مجرد تغيير توقيت استخدام البخاخ إلى فترة بعد الظهر "قد يُنقذ حياة".
وتُعد هذه الدراسة الأولى من نوعها التي تربط بين توقيت العلاج والساعة البيولوجية لجسم الإنسان، خصوصا أن التهابات الرئة عند مرضى الربو ترتفع خلال الليل بشكل طبيعي.
والربو يصيب أكثر من 7.2 مليون شخص في المملكة المتحدة، ويتسبب في وفاة ثلاثة أشخاص يوميا في المتوسط، وتكمن خطورته في تضييق الشعب الهوائية نتيجة الالتهاب، مما يؤدي إلى أعراض مثل ضيق التنفس، الصفير، والسعال.
ويُعد البخاخ الوقائي أداة رئيسية في السيطرة على المرض، حيث يعمل على تقليل الخلايا المناعية المسببة للالتهاب في الرئتين، وبالتالي تقليل احتمالية حدوث النوبات.