غولشيفته فرحاني.. من أشرطة السينما المهرّبة في طهران إلى رئاسة مهرجان دوفيل

على السجادة الحمراء في مدينة دوفيل الفرنسية، تتقدّم الممثلة الإيرانية غولشيفته فرحاني المشهد رئيسةً للجنة تحكيم الدورة الـ51 من مهرجان السينما الأمريكية، لتسطر محطة جديدة في مسيرة فنية انطلقت من قلب طهران قبل أن تعبر حدود السينما الإيرانية إلى العالمية.
فرحاني، التي عرّفها الجمهور الدولي عبر أفلام بارزة مثل «أكاذيب الدولة» لريدلي سكوت (2008)، و«بيترسون» لجيم جارموش (2016)، وأحدث أعمالها «ألفا» للمخرجة جوليا دوكورنو، تستعيد في هذا المهرجان ذكريات الطفولة حين كان شغفها بالسينما الأمريكية بمثابة محظور.
ففي حوار مع صحيفة ليزيكو الفرنسية، روت كيف كان بعض الباعة في شوارع طهران يخبئون أشرطة الأفلام ويعرضونها سرًا، كما لو كانوا يتاجرون بالكحول أو المخدرات، وسط مخاطر عقوبات قاسية.
وتقول فرحاني: «رغم المخاطر، كان لتلك السينما السرية سحرها الخاص. هؤلاء الباعة لم يكونوا مجرد موزعين عشوائيين، بل نقّادًا بدائيين يختارون الأفلام وفق أهوائهم، يرفضون بيعك (باتمان) إذا كانوا من عشاق غودار، ويقترحون عليك قوائم خاصة كأنهم مستشارون سينمائيون».
هذا المزيج من الحرمان والمتعة، كما تصفه، صاغ جزءًا كبيرًا من شخصيتها الفنية. فالرقابة التي أحاطت بها في إيران زادت شغفها بالسينما، بينما منحتها الحرية التي وجدتها لاحقًا في أوروبا والولايات المتحدة مساحة للإبداع والانطلاق. وهكذا أصبحت رمزًا لجرأة تتحدى القيود وتجدد مستمر على الشاشة.
واليوم، وهي تعود إلى الأضواء في دوفيل على رأس لجنة التحكيم، تجسّد غولشيفته فرحاني قصة فنانة حوّلت حبًا محظورًا إلى حرية كاملة، مؤكدة أن السينما ليست مجرد فن، بل فعل مقاومة ووسيلة عبور نحو عالم بلا حدود.