جمهوريون يحاولون إقناع ترامب بحماية رجاله السابقين.. التهديد قائم
يشعر عدد متزايد من الجمهوريين بالقلق إزاء قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بسحب الحماية الأمنية من مساعديه السابقين، رغم استمرار تهديدات إيران.
ووفقا لمجلة "بوليتكو" الأمريكية أثيرت هذه القضية خلال اجتماع سياسات الحزب الجمهوري في مجلس الشيوخ، حيث رأى بعض الأعضاء أن القرار غير حكيم، لكن إقناع ترامب بالعدول عنه يظل تحديا، خاصة أن المواجهة المباشرة قد تدفعه إلى التمسك بموقفه.
وألغى ترامب بالفعل الحماية الأمنية لأربعة مسؤولين سابقين تعتقد الاستخبارات الأمريكية أنهم مستهدفون من إيران، على خلفية دورهم في اغتيال قائد فيلق القدس الإيراني قاسم سليماني عام 2020.
اغتيال سليماني أثار غضب طهران ودفعها على ما يبدو للتخطيط إلى هجمات انتقامية ضد كبار المسؤولين الأمريكيين، من بين المستهدفين ترامب نفسه، حيث تم إحباط مؤامرة إيرانية لاغتياله هذا الصيف، حسب تصريحات أمريكية.
لكن الخلافات الشخصية تجعل المسألة أكثر تعقيدا، إذ إن اثنين من المسؤولين الذين شملهم قرار رفع الحماية جون بولتون ومارك ميلي، على خلاف معلن مع ترامب، ما يجعل الجمهوريين مترددين في الدفاع عنهما علنا.
وفي المقابل يحاول الجمهوريون التركيز على حماية مايك بومبيو وبريان هوك، اللذين يعتبران أكثر ولاءً لترامب، رغم تعرض الجميع لنفس مستوى التهديد.
وقال أحد مساعدي مجلس الشيوخ الجمهوريين "التحدي هو كيفية إقناع الرئيس دون إثارة رد فعل سلبي منه"، مشيرا إلى أن التهديدات لا تزال قائمة، وأن قرار ترامب قد يرسل رسالة مقلقة لمسؤولي الأمن القومي الحاليين، مما قد يؤثر على استعدادهم لتنفيذ سياساته أو تقديم مشورة صريحة له في المستقبل.
وفي الأسبوع الماضي، جرى إبلاغ بولتون، وبومبيو، وهوك بسحب حمايتهم الأمنية.
كما ألغى البنتاغون حماية الجنرال ميلي، وهو ما أثار قلق الجمهوريين في الكونغرس، حيث كان يُنظر إلى تلك الحماية على أنها ضرورية ضد العملاء الإيرانيين.
وكان رئيس لجنة الاستخبارات في مجلس الشيوخ السيناتور توم كوتون، والسيناتور ليندسي غراهام من بين القلة الذين طالبوا علنا بإعادة الحماية الأمنية، لكنهما تجنبا انتقاد ترامب مباشرة أو ذكر المسؤولين المتضررين بالاسم.
في المقابل، أعرب بولتون عن إحباطه من اعتبار قضية بومبيو وهوك أكثر أهمية، قائلا "إذا انتقدت ترامب ترفع الحماية عنك، ولكن إذا لم تنتقده تتواصل الحماية، كيف يتم تبرير ذلك؟".
وعندما سُئل ترامب عن قراره، قال إن المسؤولين السابقين لا يمكنهم توقع حماية أمنية مدى الحياة.
أما المتحدث باسم مجلس الأمن القومي، فقد أكد أن إيران ستواجه "عواقب مدمرة" إذا استهدفت أي أمريكي.
