«غوسترايدر».. أمريكا تختبر «الشبح القاتل» في كوريا الجنوبية
يمكن لكاميرا طائرة "AC-130J" الأمريكية رصد ما بداخل النوافذ في الطوابق العليا، بينما تحلق فوق المباني السكنية بكوريا الجنوبية.
كما يمكن لطاقم الطائرة ذات المحركات الأربعة، الملقبة بـ"غوسترايدر"، رصد الأهداف على بعد 50 ألف قدم، أي على بعد 10 أميال تقريباً، وكلها أهداف محتملة لأكبر مدفع على الإطلاق مثبت على طائرة ثابتة الجناحين.
والطائرة مخصصة لقيادة العمليات الخاصة للقوات الجوية، وحلقت في أوائل يونيو/حزيران الماضي، من قاعدتها الرئيسية في هورلبورت فيلد بولاية فلوريدا، لإجراء تدريبات مشتركة في كوريا الجنوبية، وفق تقرير حصري لشبكة "سي إن إن" الأمريكية.
وفي تمرين بالذخيرة الحية، أطلق مدفع الهاوتزر عيار 105 ملليمترات الذي تتميز به الطائرة، قذائف تزن 43 رطلاً في ميدان رماية شرق سيول، وكانت قوة كل انفجار قوية للغاية.
وبعد حوالي 8 ثوانٍ من إطلاق القذائف، أصابت ميدان الرماية من على ارتفاع 10,000 قدم، مما أدى إلى تصاعد الدخان في السماء، بينما كان مراقبو المدفع الكبير يشاهدون نتائج عملهم على شاشات فيديو كبيرة في منتصف الطائرة.
وقال الكابتن الطيار جون إيكنبيري، إن وجود طائرة AC-130 في التدريبات بكوريا الجنوبية يهدف إلى إرسال رسالة بسيطة إلى الجار الشمالي، وزعيمه كيم جونغ أون: الردع.
وتابع إكنبيري: "هذا يظهر أننا مستعدون".
سياق التصعيد
ويتزامن ظهور "غوسترايدر" في ساحة التدريبات بكوريا الجنوبية، في سياق تصاعدت التوترات في شبه الجزيرة الكورية في الأشهر الأخيرة.
إذ أرسلت كوريا الشمالية، بالونات مليئة بالقمامة إلى مناطق في سيول وبالقرب منها وتختبر صواريخ باليستية، فيما أطلقت القوات الكورية الجنوبية طلقات تحذيرية عندما عبر جنود كوريون شماليون من الشمال خط ترسيم الحدود العسكرية في منتصف المنطقة منزوعة السلاح.
وخلال هذا الأسبوع، انتقدت كوريا الشمالية مناورات بالذخيرة الحية في الجنوب في أواخر يونيو/حزيران وأوائل يوليو/تموز باعتبارها "استفزازاً صريحاً لا يمكن تبريره".
وفي الوقت نفسه، حافظت واشنطن على تدفق مستمر من المعدات المتجهة إلى كوريا الجنوبية لإجراء تدريبات برية وجوية وبحرية تسبق واحدة من أكبر المناورات السنوية، وهي مناورات "درع الحرية أولتشي" المقرر أن تبدأ في وقت لاحق من هذا الصيف.
وتختبر طائرة "AC-130J"، وهي أحدث نسخة من طائرات هيركوليز المسلحة التابعة للقوات الجوية الأمريكية، قوتها في كوريا الجنوبية للسنة الثانية على التوالي.
ويقول الرائد هيث كورتيس، ضابط الأنظمة القتالية على متن طائرة هيركوليز، إنه من المهم أن تقوم الطائرة الحربية بالرحلة عبر المحيط الهادئ لأنها توفر تجربة التدريب على خوض صراع في ظروف لا يمكن تكرارها في ميادين الرماية التقليدية بالولايات المتحدة.
ويتابع كورتيس، أن سلاسل الجبال والمرتفعات الجبلية في شبه الجزيرة الكورية توفر ظروف رياح لا توجد في أي مكان آخر، وهذا يمكن أن يحدث فرقاً حتى بالنسبة لقذيفة تسير بسرعة تزيد على 800 ميل في الساعة.
مميزات متعددة
وفي داخل الطائرة، تُظهر الشاشات التلفزيونية الضخمة ساحة المعركة في الأسفل عن قرب بكل بالوضوح العادي والأشعة تحت الحمراء. كما يمكن للكاميرات المثبتة خارج الطائرة تكبير التفاصيل لضمان دقة إطلاق القذائف.
إلى جانب مدفع الهاوتزر عيار 105 ملم، تحمل الطائرة مدفعاً من عيار 30 ملم، ويمكنها إطلاق صواريخ وقنابل دقيقة التوجيه من أبراج على أجنحتها.
وبفضل دقة الأسلحة، يمكنها إطلاق النار على مواقع العدو على مسافة قريبة من القوات الصديقة، مما أكسب الطائرة لقب "أفضل صديق للمشاة" في بعض الدوائر.
ومع الطراز الأحدث "AC-130J"، الذي تم تقديمه في عام 2017، قامت القوات الجوية بإزالة المدافع الرشاشة، لصالح الذخائر الموجهة بدقة أكبر.
وعلى الرغم من القوة النارية الهائلة التي تحملها الطائرة، إلا أنها تطير على ارتفاع منخفض وبطيء، مما يجعلها عرضة للنيران المضادة للطائرات.
وفُقدت سبع طائرات حربية من طراز AC-130 على مر السنين، كان آخرها في 31 يناير/كانون الثاني 1991، عندما أسقط صاروخ أرض-جو عراقي طائرة من طراز AC-130H خلال عملية عاصفة الصحراء، وفقًا للبيانات الإخبارية للقوات الجوية.
وبفضل التزود بالوقود في الجو، يمكن للطائرة، نظرياً، البقاء في الموقع لدعم القوات البرية طالما كان الطاقم والذخيرة متوفرين.
aXA6IDMuMTQ0LjExNi4xOTUg جزيرة ام اند امز