رغم انهيار الليرة.. لبنان يرفع سعر الخبز المدعوم وعينه على "صندوق النقد"
رئيس وزراء لبنان، قال إن حكومته ملتزمة بخطة الإنقاذ المالي وأرقام الخسائر الواردة فيها مؤكدا أنها الأساس للمحادثات مع صندوق النقد
قال رئيس وزراء لبنان حسان دياب، الثلاثاء، إن حكومته ملتزمة بخطة الإنقاذ المالي وأرقام الخسائر الواردة فيها، مؤكدا أنها لا تزال الأساس للمحادثات مع صندوق النقد الدولي.
ولم يعط دياب رقما لكن خطة الإنقاذ التي أقرتها الحكومة بعد شهور من المساومات ترسم بتعمق صورة توضح كيف راكم لبنان ديونا تزيد بضع مرات عن حجم اقتصاده.
وأكد دياب بعد جلسة للحكومة "ملتزمون بالخطة المالية وأرقام الخسائر الواردة فيها، وقد تجاوزنا ذلك".
وتابع: "نبحث الآن في كيفية توزيع الخسائر بالتواصل مع حاكم المركزي والقطاع المصرفي ووزير المال حتى نجد السيناريو المناسب، وليس هدفنا تركيع القطاع المصرفي أو مصرف لبنان ولن يدفع المودعون الثمن".
ومسودة خطة الإنقاذ الحكومية بمثابة ركيزة للمحادثات مع صندوق النقد الدولي، وترسم صورة لخسائر هائلة في النظام المالي.
لكن المفاوضات تعثرت بسبب الخلاف بين الحكومة والبنك المركزي بخصوص حجم الخسائر وكيفية توزيعها.
والإثنين الماضي، استقال آلان بيفاني العضو البارز في فريق التفاوض اللبناني مع صندوق النقد الدولي من منصب المدير العام لوزارة المالية، قائلا إن المصالح الخاصة تقوض خطة الحكومة للتعافي الاقتصادي.
وقال بيفاني إن خسائر النظام المالي تبلغ 61 مليار دولار.
وقال صندوق النقد إن أرقام الحكومة تبدو في النطاق السليم من حيث الحجم لكن بيروت بحاجة إلى التوصل لفهم مشترك من أجل المضي قدما.
ولاقت الأرقام معارضة من المصرف المركزي وقطاع المصارف ولجنة برلمانية تشكك في الخسائر والافتراضات.
أسعار الخبز
وعلى المستوى الداخلي رفعت الحكومة اللبنانية، الثلاثاء، سعر الخبز المدعوم جزئيا زنة 900 جرام إلى 2000 ليرة من مستواه قبل أزمة أكتوبر/تشرين الأول الماضي البالغ 1500 ليرة.
وخسرت الليرة اللبنانية المربوطة رسميا عند 1500 للدولار، أكثر من 80% من قيمتها منذ أكتوبر /تشرين الأول ويجري تداولها الآن في السوق السوداء عند حوالي 9000 للدولار بعد انخفاضات حادة في الأيام القليلة الماضية.
ومنذ أكتوبر/تشرين الأول الماضي، انغمس لبنان في أزمة مالية تسببت في إغلاق شركات وقفزة في الأسعار والبطالة.
والأزمة هي أسوأ تهديد لاستقرار لبنان منذ الحرب الأهلية التي عصفت به بين عامي 1975 و1990 .
ويبقى البلد المثقل بالديون على سعر الربط الرسمي للعملة عند 1507.5، لكن الدولارات عند هذا المستوى متاحة حصريا لواردات الوقود والأدوية والقمح.
وفي الأيام القليلة الماضية اصطف اللبنانيون في طوابير عند المخابز مع توقف أصحابها عن بيع خبزهم إلى المتاجر، بسبب زيادة تكاليف إنتاجهم بسبب الهبوط السريع في قيمة الليرة.
وهددت المخابز أيضا بوقف توزيع الخبز، قائلة إنها تخسر أموالا.
وأثارت أزمة الخبز المزيد من الاحتجاجات المناهضة للحكومة يومي السبت والأحد قام خلالها المتظاهرون بإغلاق طرق سريعة رئيسية في أرجاء البلاد.