غراسا ماشيل.. 48 عاما من العُمر لخدمة قضايا المرأة والطفل
وضعتها الظروف في موقع المسؤولية تجاه حقوق المرأة والطفل، فلم تدخر جهدًا لتقديم يد العون إلى هذه الفئات على مدار عقود.
ما سبق هو ملخص ما قدمته الموزمبيقية غراسا ماشيل، التي تشارك في القمة العالمية للحكومات في دبي، الإثنين، في سبيل الدفاع عن حقوق المرأة والطفل، فبدايةً من عام 1973، انضمت إلى جبهة تحرير موزمبيق إلى أن حصلت بلادها على الاستقلال سنة 1975، وأصبحت أول وزيرة في موطنها.
في الفترة بين عامي 1975 و1989، كانت "غراسا" مسؤولة عن الإشراف على زيادة المدارس الابتدائية، كما تولت رئاسة المنظمة الوطنية للأطفال، في عطاء لم يتوقف بعد مقتل زوجها الرئيس الموزمبيقي سامورا ماشيل، ثم زواجها من الرئيس الجنوب أفريقي الراحل نيلسون مانديلا.
بناء على ما سبق، أصدر الأمين العام للأمم المتحدة في عام 1994، قرارًا بتعيين "غراسا" كخبيرة لتقييم تأثير النزاع المسلح على الأطفال، وفي وقت لاحق، وبالتحديد من سنة 1996، أوصت بإعادة التأهيل والاندماج الاجتماعي للأطفال المتأثرين بالصراع، مع التأكيد على توفير جميع الفرص للوصول إلى التعليم وتنمية المهارات.
توصيات "غراسا" كانت بمثابة جدول أعمال جديد ومبتكر للحماية الشاملة للأطفال المحاصرين في الحرب، وتغيير سياسة وممارسات الحكومات ووكالات الأمم المتحدة والمجتمع المدني الدولي والوطني.
ما قدمته "غراسا" أهلها للحصول على ميدالية "نانسن"، تقديرًا لمساهمتها في رعاية الأطفال اللاجئين، حتى باتت بطلة لنجاحات أفريقيا وإمكاناتها.
في عام 2010، أسست "غراسا" صندوق "غراسا ميشيل تراست"، الرامي إلى الدفاع عن حقوق المرأة والطفل في القارة الأفريقية.
عملت السيدة كذلك في مجالس إدارة العديد من المنظمات التي تهدف إلى منع الصراعات ودفع التنمية، بما في ذلك مؤسسة الأمم المتحدة، ومنتدى المرأة الأفريقية، ومنتدى القيادة الأفريقية، ومجموعة الأزمات الدولية.
"غراسا" هي عضو مؤسس في منظمة "The Elders" التي دشنها رئيس جنوب أفريقيا وزوجها الراحل نيلسون مانديلا، وفي أكتوبر/ تشرين الأول من عام 2018، جرى تعيينها كنائب لرئيس المنظمة مع بان كي مون الأمين العام السابق للأمم المتحدة.
عملت "غراسا" كمستشارة لجامعة كيب تاون في جنوب أفريقيا على مدار 20 عامًا، بدايةً من سنة 1999 وحتى 2019، وهذا تقديرًا لجهودها التي تبذلها طوال حياتها لتعزيز حقوق الإنسان والتعليم والتنمية.
بمرور السنوات، ظل عطاء "غراسا" في المجال الحقوقي مشهودًا، ففي عام 2019 ألقت كلمة في افتتاح الدورة الـ41 لمؤتمر منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو)، حذرت خلالها من أزمة نقص الغذاء مستقبلًا.
قالت "غراسا" حينها: "بالنظر إلى تحديات الهجرة وويلات الجوع وسوء التغذية ونقص الاستثمار في التنمية الريفية، فإن هناك حاجة فورية إلى تغيير الطريقة التي نؤدي بها أعمالنا، وتوسيع نطاق مبادرات القضاء على الجوع، وإحداث ثورة في القطاع الزراعي ككل".
كما أن "غراسا" حاصلة على جائزة "Laureat of Africa" للقيادة من أجل النهاية المستدامة للجوع في عام 1992، وجائزة إنتر برس سيرفس الدولية لسنة 1998، وغيرها من التكريمات التي جاءت كتقدير تجاه ما بذلته من جهود مشهودة في مجال حقوق المرأة والطفل.
aXA6IDMuMTM3LjE3My45OCA= جزيرة ام اند امز