بعد تعليق اتفاق "ممر الحبوب".. أزمة الوفرة تهدد محاصيل وغذاء العالم
بعد هجمات غربية طالت سفنا بشبه جزيرة القرم، أعلنت روسيا تعليق مشاركتها في اتفاق تصدير الحبوب والمنتجات الزراعية من الموانئ الأوكرانية.
استهداف سفن تؤمن "ممر الحبوب"
وقد نقلت وكالة "تاس" للأنباء عن وزارة الدفاع الروسية قولها السبت 29 أكتوبر/تشرين الأول 2022، إن موسكو علقت مشاركتها في اتفاق تصدير المنتجات الزراعية من الموانئ الأوكرانية في أعقاب هجمات على سفن في شبه جزيرة القرم.
وذكرت الوزارة في بيان أن الخطوة تأتي "رداً على الهجوم الأوكراني في سيفاستوبول" بشبه جزيرة القرم، مشيرة إلى أن أوكرانيا هاجمت سفن أسطول البحر الأسود وسفناً مدنية مشاركة في ضمان أمن "ممر الحبوب"، بحسب "تاس".
وفي 22 يوليو/تموز الماضي، وقعت روسيا وأوكرانيا وتركيا العضو في حلف شمال الأطلسي والأمم المتحدة اتفاقاً، لفك الحصار المفروض على صادرات الحبوب والأسمدة الأوكرانية من موانئ البحر الأسود، بهدف المساعدة في تخفيف حدة أزمة الأغذية العالمية المتنامية.
والجمعة 28 أكتوبر/تشرين الأول 2022 دعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش "جميع الأطراف" إلى "بذل كل جهد ممكن" لتمديد الاتفاق الخاص بصادرات الحبوب الأوكرانية، مشدداً في الوقت نفسه، على ضرورة رفع "الحواجز" بسرعة أمام الصادرات الروسية.
وأفاد ستيفان دوجاريك المتحدث باسم غوتيريش، في بيان، بأن المدة الأولية للاتفاق بشأن الصادرات الأوكرانية "هي 120 يوماً ويمكن تمديدها تلقائياً في 19 نوفمبر/تشرين الثاني المقبل إذا لم يعترض أي طرف".
وتابع: "نحن لا نقلل من شأن التحديات لكننا نعلم أنه يمكن التغلب عليها"، مشدداً على أن "الحكومات وشركات الشحن البحري، وتجار الحبوب، والأسمدة والمزارعين في كل أنحاء العالم يحتاجون إلى إيضاح الأمور".
محاصيل العالم في خطر.. وتفاقم أزمة الغذاء في 2023 و2024
الأمين العام للأم المتحدة أنطونيو غوتيريش كان قد أعرب في 28 أكتوبر/تشرين الأول الجاري عن التزامه الراسخ ودعمه القوي لتجديد مبادرة البحر الأسود لنقل الحبوب وتنفيذها بالكامل، وكذلك للتنفيذ الكامل للاتفاق الموقع مع الاتحاد الروسي.
الأمين العام أوضح أن كلا الاتفاقين يهدفان إلى ضمان وصول الحبوب والأسمدة من أوكرانيا والاتحاد الروسي إلى الأسواق العالمية بالسرعة والسعر اللازمين، لتجنب أزمة الغذاء العالمية وضمان الأمن الغذائي.
وشدد على الضرورة الملحة للقيام بذلك للمساهمة في تحقيق الأمن الغذائي في جميع أنحاء العالم، وتخفيف المعاناة التي تسببها أزمة تكلفة المعيشة العالمية هذه لمليارات البشر.
وقال "إذا لم تصل المواد الغذائية والأسمدة إلى الأسواق العالمية الآن، فلن تتوفر لدى المزارعين الأسمدة في الوقت المناسب وبسعر يمكنهم تحمله مع بدء موسم الزراعة، مما يعرض المحاصيل للخطر في جميع مناطق العالم في عامي 2023 و2024، مع تأثير كبير على إنتاج الغذاء وأسعار المواد الغذائية في جميع أنحاء العالم".
ونتيجة لذلك "ستتحول الأزمة الحالية للقدرة على تحمل التكاليف إلى أزمة توافر"، على حد تعبيره.
تصدير 9 ملايين طن عبر اتفاق "ممر الحبوب"
ولفت الأمين العام الانتباه إلى أن تأثير الاتفاق الموقع في إسطنبول قد ظهر وأثبت بوضوح. وفسر بالقول إن صادرات الحبوب والمنتجات الغذائية الأخرى في إطار مبادرة حبوب البحر الأسود تجازوت 9 ملايين طن، مع المراقبة والتنسيق الوثيقين لمركز التنسيق المشترك، الذي يضم ممثلين من الاتحاد الروسي وتركيا وأوكرانيا والأمم المتحدة بموجب شروط الاتفاق.
وأوضح أن استئناف الصادرات ساهم بشكل كبير في انخفاض أسعار القمح والسلع الأخرى. انخفض مؤشر منظمة الأغذية والزراعة للأغذية لـ7 أشهر متتالية. "وفقا لتقديراتنا المستندة إلى نموذج البنك الدولي، أدى خفض أسعار المواد الغذائية الأساسية بشكل غير مباشر إلى منع حوالي 100 مليون شخص من الوقوع في براثن الفقر المدقع".
3 % من صادرات اتفاق الحبوب تذهب للدول الأشد فقرا
من جانبها، قالت روسيا إن الدول الأشد فقرا تحصل على 3% فقط من صادرات الغذاء التي تتم في إطار اتفاق توسطت فيها الأمم المتحدة لنقل الحبوب من الموانئ الأوكرانية، وإن نصف الشحنات تذهب للدول الغربية.
وقالت في بيان "اتضح أن الموقع الجغرافي للدول المتلقية لهذه الشحنات لا يتسق بالمرة مع الأهداف الإنسانية المعلنة من قبل".
وأضافت "تلقت الدول الأكثر حاجة مثل الصومال وإثيوبيا واليمن والسودان وأفغانستان ثلاثة بالمئة فقط من الغذاء، وأغلبها من برنامج الأغذية العالمي".
ومنذ أن وقعت روسيا وأوكرانيا في تركيا يوم 22 يوليو/تموز 2022 على مبادرة حبوب البحر الأسود المدعومة من الأمم المتحدة، صدرت أوكرانيا ملايين الأطنان من الذرة والقمح ودوار الشمس والشعير وبذور اللفت والصويا.
aXA6IDMuMTQ1LjkxLjExMSA=
جزيرة ام اند امز