هل أعاد افتتاح المتحف المصري الكبير إحياء فرضية الأهرامات والفلك؟
تضمن حفل افتتاح المتحف المصري الكبير مؤخراً لقطة أثارت اهتمام الجمهور وعلماء الآثار على حد سواء.
وبدا أن أحد المشاهد في الحفل قد صمم ليحاكي فرضية تربط الأهرامات الثلاثة في الجيزة بنجوم حزام أورايون، ما أعاد إلى الواجهة نقاشا مستمرا حول العلاقة بين الفلك والهندسة في الحضارة المصرية القديمة.

الفرضية التي طرحها الباحث روبرت بوفال في التسعينيات، تفترض أن ثلاثة أهرامات رئيسية في الجيزة، خوفو، خفرع، ومنكاورع، تعكس ترتيب نجوم حزام أورايون في السماء، المعروف أيضا باسم "نطاق الجبار".
ويتألف هذا الحزام من مجموعة نجمية تتكون من ثلاثة نجوم رئيسية تحمل أسماء عربية " النطاق – النيلام – المنطقة"، ووفق الفرضية فإن الأهرامات تتطابق في ترتيبها على الأرض مع مواقع النجوم الثلاثة في السماء، بما في ذلك المسافات النسبية والأحجام المختلفة للأهرامات، بطريقة دقيقة للغاية.
ويشير هذا التطابق إلى أن الأهرامات لم تُبنى بشكل عشوائي، بل كانت جزءا من خطة هندسية كبرى تجمع بين المعرفة الفلكية، الهندسة الدقيقة، والاعتبارات الدينية والعقائدية للفراعنة.
وتذهب هذه الفرضية إلى أن نهر النيل يمثل على الأرض انعكاسا لمجرة درب التبانة في السماء، التي كانت تمثل "النيل السماوي"، في حين يحاكي نسق أهرامات الجيزة نسق ترتيب النجوم في مجموعة أورايون من حيث الحجم واللمعان والموقع النسبي.

ويرى مؤيدو الفرضية أن هذا الترتيب لم يكن عشوائيا، بل يرمز للإله أوزوريس ويربط بين الكون والحياة بعد الموت، واعتبر المؤيدون المشهد في حفل افتتاح المتحف وسيلة لتسليط الضوء على البُعد الفلكي والثقافي للحضارة المصرية، مؤكدين أن هذه الرمزية تعزز تجربة الزائرين وتربط بين السماء والأرض.
أما المنتقدون، فيرون أن النظرية تفتقر إلى دليل أثري مباشر، وأن الربط بين ترتيب الأهرامات ونجوم حزام أورايون ربما يكون مجرد تفسير رمزي أو مبالغة، مؤكدين أن الأهرامات بنيت أساسا كقبور ملكية لا علاقة لها بالنجوم.
ويميل المؤرخ و كاتب علم المصريات بسام الشماع في تصريحات لـ"العين الإخبارية" إلى تأييد تلك الفرضية، كونها لا تخرج عن ما هو معروف عن اهتمام المصري القديم بعلم الفلك، والذي كانت له العديد من الشواهد، مثل ظواهر تعامد الشمس على كثير من المعابد.

ورغم اعتراض الشماع على كثير مما يردده بعض ممن يتبنون هذه النظرية، إلا أنه لا يجد مشكلة من مناقشة فرضيتهم التي تربط بناء الأهرامات الفلك، مشيرا إلى أن استدعائها في حفل الافتتاح فرصة لإحياء نقاش علمي قديم حول العلاقة بين الأهرامات والنجوم.
وأضاف أن كاتب نص حفل الافتتاح لم يقل في نصه الذي جاء على لسان الفنانة شريهان أنه تبنى النظرية، لكنه قال إن الأهرامات لا تزال بناء غامض، يثير الكثير من الفرضيات العلمية.
aXA6IDIxNi43My4yMTYuMTU0IA==
جزيرة ام اند امز