عنب غزة.. سياسات حكومية تفسد فرحة وفرة الإنتاج
كيلو العنب بأقل من دولار في غزة، والمزارعون يتهمون وزارة الزراعة في القطاع بالتسبب في الأزمة التي قد تكبدهم خسائر فادحة.
في مزارع "الشيخ عجلين" بقطاع غزة الفلسطيني، يعمل عشرات العمال بهمة ونشاط وحذر لجمع عناقيد العنب وتعبئتها في كراتين خاصة، تمهيدا لتوزيعها في الأسواق المحلية.
- الإجازة الصيفية.. تفتح أبواب رزق موسمية لشباب غزة
- النقد الدولي: النمو في الضفة وغزة يتحقق بتوافر الوظائف
وبدأ، الخميس الماضي، رسميا موسم جني العنب في قطاع غزة، وسط أجواء من الفرحة لوفرة الإنتاج، لكن تلك الفرحة لم تكتمل بعد أن انعكست الوفرة على الأسعار التي انخفضت وأحبطت المزارعين.
سياسة حكومية تدمر جهود المزارعين!
المزارع عبد الله زعرب بدا في حالة غضب، وهو يتابع عماله وهم يجمعون عناقيد العنب، وقال لـ"العين الإخبارية": "الموسم وفير وخير وبركة، لكن سياسة وزارة الزراعة ألحقت بنا خسائر فادحة بسماحها باستيراد العنب في ذروة الموسم، رغم أن إنتاجنا يكفي لتغطية السوق".
ويملك "زعرب" مزرعة مساحتها أكثر من 20 دونما يعمل بها 50 عاملا، وهو يواجه احتمال خسارة فادحة كما يقول.
وأمسك أحد قطوف العنب، وقال: "كان من المفترض في هذا التوقيت أن نكون قد انتهينا من جني المحصول.. لكننا أجلنا الحصاد في ظل انخفاض الأسعار، وصل سعر الكيلو الواحد في السوق المحلي إلى 2.5 شيكل (0.7 دولار)، في حين أننا اعتدنا بيعه في هذا الوقت بـ 7 شواكل (2 دولار).
7500 طن من مزارع العنب
وتبلغ مساحة الأراضي المزروعة بالعنب في قطاع غزة حوالي 7 آلاف دونم، تنتج ما يقارب 7500 طن من العنب، بحسب وزارة الزراعة بغزة.
المزارع "سمير حجي" يملك مزرعة عنب مساحتها 25 دونما بغزة عبر هو الآخر عن إحباطه من تدني الأسعار.
وقال "حجي" لـ"العين الإخبارية": "أسعار العنب في بداية موسمه متدنية تصل لـ2 شيكل قياسا بسعره في المواسم السابقة الذي كان يصل لـ7 شواكل بداية الموسم ولا ينزل سعره عن 5 شواكل طوال الوقت.
وأكد أن السعر الحالي يلحق بالمزارعين خسائر كبيرة، مشيرا إلى أن الإنتاج كبير لكن التسويق ضعيف حتى مع سعره المتدني.
وأضاف: "زراعة العنب تكلفنا كثيرا، وأعتقد أننا لن نتمكن في الموسم الحالي من جمع التكاليف التي أنفقناها".
الحكومة ترد
ويدافع إبراهيم القدرة، وكيل وزارة الزراعة بغزة عن الاستيراد من الخارج، نافيا أن يكون ذلك على حساب المنتج المحلي، مشيرا إلى أن أي قرار بالاستيراد يتم بعد حدوث نقص في احتياج السوق المحلي.
وبخلاف ما يجمع عليه المزارعون من وفرة الإنتاج وإغراقه السوق المحلي، يقول "القدرة": "إن ناتج محصول العنب هذا العام أقل من المتوقع، مقارنة بمعدل الإنتاج في العام الماضي، مؤكدا أن سياستهم ثابتة في دعم المنتج الوطني وحمايته".
ويعزو ذلك إلى الظروف الجوية لا سيما أن الحر جاء متأخرا، وهو ما ساهم في فساد جزء كبير من الحصاد.
غير أن المزارع "زعرب" يعزو فساد جزء من المحصول لتأخرهم في الحصاد نتيجة انخفاض الأسعار، حيث كانوا يأملون في ارتفاعها لاحقا.
وينطلق موسم حصاد العنب في قطاع غزة، نهاية شهر يونيو/حزيران من كل عام، ويستمر حتى شهر أغسطس/أب.
ويقر "القدرة" أن الأسعار التي يباع بها محصول العنب غير مرضية للمزارعين، نتيجة التدهور الاقتصادي في القطاع.
وفي قطاع غزة هناك 300 ألف فلسطيني دون عمل، حيث ترتفع نسبة البطالة إلى 52%، وتزيد في صفوف الخريجين الشباب لتتجاوز 55%، في حين تتلقى 80% من العائلات مساعدات.
أنواع العنب الغزاوي
وأمام احتجاجات المزارعين رضخت وزارة الزراعة وأوقفت استيراد العنب.
وقال أدهم البسيوني، المتحدث باسم وزارة الزراعة في غزة لـ"العين الإخبارية": "أوقفنا بالفعل استيراد العنب"، مشيرا إلى أن الكمية التي استوردت بلغت 150 طنا فقط، قبل نضوج العنب المحلي أو نضوج كميات قليلة.
ووفق "البسيوني"، فإن قطاع غزة يوجد به 3 أصناف من العنب: البذري، وغير البذري والحلواني. وذكر أن النوع الأول يشمل عدة أصناف منها: القريشي، والزيني والدابوقي، أما اللابذري، فيشمل نوع سلطانينا و120، وكريمسون، وبيرليت، في حين أن العنب الحلواني يتأخر قطفه.
وأشار إلى أن ما يزرع يغطي من 65 إلى 70%من حاجة سوق غزة من العنب.