الإجازة الصيفية.. تفتح أبواب رزق موسمية لشباب غزة
في قطاع غزة هناك 300 ألف فلسطيني بدون عمل، وترتفع نسبة البطالة إلى 52%، وتزيد في صفوف الخريجين الشباب لتتجاوز 55%.
مع حلول الإجازة الصيفية، تنتعش العديد من المهن؛ وتفتح الكثير من أبواب الرزق أمام الشباب في قطاع غزة، يواجهون بها أعباء الحياة والبطالة المتفشية.
على ساحل بحر غزة، وجد الخريج الجامعي حمادة سلامة، فرصته في العمل باستراحة على الشاطئ، بواقع 10 ساعات يوميا، مقابل 50 شيكلا نحو 13 دولارا.
وقال سلامة لـ"العين الإخبارية": "الإجازة الصيفية موسم مميز بالنسبة لي، حيث أحصل على فرصة عمل لا تتاح في أوقات كثيرة من العام".
- مقاولون فلسطينيون يلاحقون فساد اللجنة القطرية في قطاع غزة
- حضر الناس وغابت عمليات الشراء.. أجواء العيد لم تحرك "ركود" أسواق غزة
سلامة "24 عاما" خريج لغة إنجليزية منذ عامين، ولكنه لم يجد فرصة عمل ثابتة مثل آلاف الفلسطينيين، وواحد من عشرات الشباب الفلسطيني الذين أتاحت لهم إجازة الصيف فرص عمل مؤقتة تستمر لأشهر محدودة، يواجهون بها أعباء الحياة والبطالة المتفشية.
بطالة متفشية
في قطاع غزة هناك 300 ألف فلسطيني بدون عمل، وترتفع نسبة البطالة إلى 52% وتزيد في صفوف الخريجين الشباب لتتجاوز 55%.
ووفق الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني، يبلغ معدل البطالة بين الخريجين (15-29 سنة) من حملة الدبلوم المتوسط فأعلى 55.8% خلال العام الحالي (37.8% للذكور و72.0% للإناث) مقارنة مع 41.5% في عام 2007 (31.7% للذكور و52.5% بين الإناث).
يوسف حمد (39 عاما) صاحب بسطة مشروبات ساخنة وذرة بأنواعها على بحر مدينة غزة، هو الآخر وجد في حلول الصيف فرصة للعمل عبر مشروعه الصغير.
وقال حمد لـ"العين الإخبارية": "أقدم خدمات البيع الصيفي من خلال البسطة، وصار لنا شهرة في موسم الصيف بالذرة التي نقدمها للمصطافين على البحر".
وعلى جزء من ساحل مدينة غزة يوجد 170 بسطة أغلبها مشروبات وذرة، في حدود الـ2 كيلو التي يتركز حولها الناس في بحر غزة، وهذا العدد كبير مقارنة بكل صيف، وفق حمد.
مشاريع بسيطة
وعلى امتداد ساحل القطاع، هناك آلاف البسطات الثابتة تنتشر على طول بحر القطاع، بالإضافة لآلاف الباعة المتجولين يبيعون الساندوتشات والمسليات والعصائر والبراد والإسكيمو والبسكويت والأطباق الطائرة والألعاب، فضلا عن ركوب الجمال والخيل.
وتتكلف إقامة البسطات مبالغ زهيدة ما بين 100 شيكل إلى 500 شيكل (الدولار 3.6 شيكل) لأغلب تلك البسطات، وفق ما أجمع عليه عدد من أصحابها، وهي توفر ربحا من 30 إلى 50 شيكلا في المتوسط.
وقال حمد: "لا يوجد فرص عمل حقيقية، ولذلك نحن نلاحق المواسم والإجازات لنخلق لأنفسنا فرصا نعيش منها ولو بالحد الأدنى".
وأكد أن هناك إقبالا كبيرا من الناس على زيارة الشاطئ خلال يومي الخميس والجمعة، مشيرا إلى ارتفاع مبيعاته خلال اليومين إلى نحو 1000 "كوز ذرة" وهذا عدد كبير جدا، وفقا لما يرويه حمد.
ويعيش أكثر من مليوني نسمة في قطاع غزة، وأمام حالة الفقر التي تصل لـ53% يجد غالبية الناس المساحات المفتوحة في البحر متنفسا لهم.
مهن أخرى
وإلى جانب مهنة العمل في الاستراحات، تنتعش الكثير من المهن الأخرى لا سيما على ساحل البحر في قطاع غزة في الصيف، حيث تركز غالبيتها على الجانب الترفيهي والخدماتي.
فهناك من يحضر الأحصنة والجمال ليركبها الأطفال والفتية مقابل دفع مبلغ مالي بسيط، وهناك من يجهز قوارب يبحر عبرها الراغبون بجولات محدودة في البحر.
فرأفت (32 عاما) اعتاد منذ سنوات اصطحاب جمله للبحر ليركبه الأطفال بشيكل واحد لمسافة عدة أمتار والتقاط الصور، ليدر دخلا عليه دخلا يتراوح بين 40 -55 شيكلا، وهو مبلغ جيد في ظل البطالة التي تضرب غزة.
أما محمود السوري فاختار أن يستغل الموسم، عبر تنظيم دورات في السباحة، مقابل مبالغ مالية رمزية.
وقال السوري الذي افتتح مدرسة لتعليم السباحة والغوص عل شاطئ خانيونس: إن 10 متدربين بدأوا معه ويتوقع زيادة الأعداد في الأيام المقبلة.
دون جدوى اقتصادية
ويؤكد الدكتور ماهر الطباع، الخبير الاقتصادي، أن شاطئ بحر غزة يشهد حركة تجارية نشطة في موسم الإجازة الصيفية وكذلك المتنزهات العامة والخاصة".
وأشار الطباع خلال حديثه لـ"العين الإخبارية" إلى وجود أكثر من 2000 كشك على طول بحر القطاع توظف آلاف الخريجين والشباب، بالإضافة إلى الاستراحات والمقاهي التي توفر هي الأخرى آلافا من فرص العمل المؤقتة.
وقال: "هناك المتنزهات الرئيسة في القطاع تشهد حركة تجارية نشطة، فضلا عن البيع في شوارع غزة الرئيسية خلال هذا الموسم، وتتركز المبيعات في السلع الخفيفة من مشروبات ساخنة وباردة وذرة ومأكولات شعبية".
والوظائف الموسمية، وفق الطباع، لا تحل المشكلة الاقتصادية بغزة لكنها تساعد الأسر في إبعاد شبح الفقر قليلا، خاصة أن في غزة أكثر من 300 ألف عاطل عن العمل.
وتصل نسبة الفقراء إلى ما يزيد على نصف السكان في قطاع غزة، فقد بلغت 53%، أما الفقر المدقع فيصل إلى 33.8%، وفق مسح الإحصاء الفلسطيني.
ويؤكد الطباع أن هذه المشروعات والفرص الموسمية تحقق عوائد مالية للقائمين عليها، لكن لا يمكن حساب جدواها الاقتصادية لانتهائها بانتهاء الموسم.