المياه الجوفية تهدد مقابر "الكاتاكومب" الأثرية بالإسكندرية
مقابر "الكاتاكومب" من أهم الملامح الأثرية للعصر الروماني وتحفة المعمار الجنائزي السكندري الذي يجمع بين الفن الروماني والمصري القديم
لازالت مشكلة ارتفاع منسوب المياه الجوفية التي تعاني منها مقابر " الكاتاكومب" بمحافظة الإسكندرية تؤثر سلبا على سلامة الموقع الأثري المكتشف منذ عام 1901، والذي يعد أهم الملامح الأثرية للعصر الروماني وتحفة المعمار الجنائزي السكندري الذي يجمع بين الفن الروماني والمصري القديم.
- مصادر لبوابة "العين": مصر تبدأ توثيق الآثار المهربة لقطر
- الآثار المصرية: الصخرة سليمة وقلعة قايتباي بحالة جيدة
وصرح المهندس وعد الله أبو العلا، رئيس قطاع المشروعات بوزارة الآثار المصرية، بأن سبب ظهور المياه حاليا في المقابر، وارتفاع منسوبها عن المعتاد هو عطل فني يعرقل عملية شفط المياه الجوفية والاحتفاظ بها عند منسوب معين، وأشار إلى أن الوزارة تتصدى لتلك الأعطال حاليا.
ووعد أبو العلا أنه خلال أسبوعين سوف تختفي المياه كليا من المقابر، وأكد أن عملية سحب وشفط المياه تنفذ وفقا لآلية هندسية معينة وببطء حتى لا تؤثر سلبا على الآثار.
ومن جانبه قال الدكتور شريف عبد المنعم، معاون وزير الآثار لتطوير المواقع الأثرية، إنه من المقرر أن يستغرق العمل بهذه المرحلة نحو 10 أشهر يتم خلالها إقامة 6 "طلمبات" بالمقابر لسحب المياه الجوفية على أن يتم صرفها بترعة المحمودية مع زيادة عمق الآبار الحالية لتصل لنحو 45 م بدلا من 26 م، بالإضافة إلى عمل غرفة تحكم ومراقبة.
وأشار إلى أنه قد تم الانتهاء من أعمال المرحلة الأولى من المشروع في سبتمبر/أيلول الماضي، واستغرقت نحو 3 سنوات تم خلالها إعداد جميع الدراسات الخاصة بالمقابر، وعمل مجسات للتربة، ودراسة عدد الطلمبات اللازمة، وتحديد مسار المياه التى سيتم سحبها، هذا بالإضافة إلى الحصول على جميع الموافقات اللازمة للبدء في أعمال المرحلة الثانية من المشروع.
وأكد عبد المنعم على أهمية هذا المشروع حيث سيعمل بشكل كبير على حل مشكلة المياه الجوفية بمقابر الكاتاكومب، والتي تعاني منها منذ اكتشافها عام 1901 م، كما يتضمن في الوقت ذاته تدريب عدد من فنيي قطاع المشروعات بالوزارة على كيفية صيانة الموقع بعد الانتهاء من المشروع.
ومن جانبه قال الدكتور خالد أبو الحمد، مدير آثار الإسكندرية، إنه فور الإنتهاء من المشروع ستقوم وزارة الآثار بأعمال الترميم وتنظيف الجدران للمقبرة لإزالة آثار المياه الجوفية من النقوش، وذلك عن طريق مرممي ومهندسي قطاع المشروعات بالوزارة.
جدير بالذكر أن الصدفة وحدها أدت دورا مهما في اكتشاف تلك المقابر، حيث كان حمار يجر عربة فى منطقة كوم الشقافة قد وقع فى حفرة كبيرة ، وعندما حاول الأهالي إنقاذ الحمار اكتشفوا وجود مجموعة من المقابر المنحوتة فى الصخر تحت الأرض، بالإضافة إلى نحو 300 مومياء مدفونة بها، وقد سميت "كاتاكومب" نظرا للتشابه المعماري الكبير بينها وبين المقابر التي انتشرت في القرون الثلاثة الأولى الميلادية في إيطاليا وبعض الجزر اليونانية.