بالصور .. الجامع الكبير قبلة السياحة بـ"لؤلؤة المغرب العربي"
يعد رابع أقدم مسجد بالجزائر، وشيدت مئذنته بعد قرن من بناء المسجد، ويعد تحفة معمارية مزجت بين العمارتين المرابطية والموحدية.
تعد مدينة تلمسان (600 كلم غرب الجزائر العاصمة) من أهم المدن الجزائرية التي وثّقت بمعالمها وآثارها الكثيرة والنادرة جانباً مهماً من التاريخ الإسلامي في الجزائر، فهي "عاصمة المساجد العتيقة" في هذا البلد العربي والإسلامي الواقع في شمال أفريقيا، وفي الضفة الجنوبية للبحر الأبيض المتوسط.
- مسجد "نَدْرومة المُرابطي".. ثالث أقدم مسجد بالجزائر منذ 10 قرون
- مدينة تلمسان.. لؤلؤة المغرب المغربي وعاصمة المساجد العتيقة بالجزائر
وتضم المدينة التاريخية أقدم مسجدين في الجزائر، إضافة إلى "المسجد الكبير" بمنطقة ندرومة الذي يعد ثالث أقدم مسجد بالجزائر (1081 ميلادي)، فإن تلمسان تحتضن على أرضها "رابع أقدم مسجد" في الجزائر، وهو "المسجد الكبير" أو "العتيق" الواقع في قلب هذه المدينة الجميلة والمختلفة عن بقية المدن الجزائرية في تاريخها وهندستها المعمارية.
وهو ما جعل المؤرخين يطلقون على مدينة تلمسان "لؤلؤة المغرب العربي" لما تزخر به من كم هائل من الآثار الإسلامية والمساجد التي لا تزال تتزين بها إلى يومنا هذا.
- تاريخ المسجد الكبير بتلمسان
يعتبر هذا المسجد الذي قاوم عوامل الزمن منذ نحو 900 عام، من أهم وأجمل الشواهد الحية على العمارة المرابطية في الجزائر، وواحداً من مساجد الدولة "المرابطية" التي حكمت تلمسان من 1079 ميلادي إلى 1143 ميلادي.
يعود تاريخ تشييد المسجد إلى عام 530 هجرية الموافق لـ 1136 ميلادي، على يد القائد المرابطي "يوسف بن تاشفين" أول خليفة لدولة المرابطين، ثم جاء خليفته "علي بن يوسف بن تاشفين" الذي أضاف للمسجد زخارفه الحالية ووسع فيه وأعاد ترميمه.
- هندسة المسجد
بُني المسجد العتيق في تلمسان من الحجارة والطوب والجص، واعتمد المصممون في الزخارف على الرخام والجص المنحوت والخزف والخشب والزليج، ويحتوي على 8 أبواب وقاعة صلاة كبيرة.
يصل طول المسجد إلى نحو 60.45 متر، وعرضه 30.49 متر، أما طول فنائه فيبلغ 27 متراً وعرضه 15 متراً.
شيدت قاعة الصلاة بشكل مستطيل، بها 72 سارية و19 رواقاً بين عمودي ومواز لجدار القبلة، أما سقف القاعة فمصنوع من الخشب المزخرف ومغطى بسقف آخر محدب من القرميد.
يتميز محراب المسجد بشكله متعدد الأضلاع، وهو شبيه بمحراب جامع قرطبة الأندلسي، إذ يتكئ قوسه على عمودين، تعلوها قبة صغيرة و5 لوحات مستطيلة، وبه أقواس مزخرفة بكتابات وخطوط كوفية.
بجانب المحراب توجد مساحة مزينة ببلاط واسع، تخرج منه قبتان، تتشكل كل واحدة منهما من 16 ضلعاً، كما استوحى المصممون المرابطون في هندستهما على تصميم قباب مساجد القيروان في تونس والأزهر في القاهرة وقرطبة في الأندلس.
يتوسط سقف المسجد العتيق بتلسمان الجزائرية، ثريا معلقة بالقبة تحمل 360 شمعة أضفت لمسة جمالية على الجامع.
- مئذنة الموحدين على مسجد المرابطين
ما ميز الجامع العتيق في تلمسان هو تشييده بدون مئذنة، وبقي على ذلك الحال لمدة قرن كامل، ولم تشيد المئذنة إلا بعد دخول "الزيانيين" مدينة تلمسان، وكان ذلك عام 1236 ميلادي، على يد القائد الزياني "يغمراس بن زيان".
يبلغ طول المئذنة 35 متراً، وتتكون من برجين كبيرين سفلي وعلوي، فيما يعد السفلي الأعلى ارتفاعاً بشكله المربع، ويبلغ طول ضلعه 6.30 متر، وارتفاعه 26.15 متر.
أما البرج العلوي والمسمى بـ"الجوسق" الذي يعلو البرج الرئيسي، فيصل ارتفاعه إلى 4.70 متر، وعرضه 2.90 متر، وينتهي بقبة صغيرة فوقها عمود معدني.
وتعتبر مئذنة المسجد الكبير بمدينة تلمسان الجزائرية من أطول المآذن التي بناها الزيانيون في الجزائر، وبها سلم يبلغ عدد درجاته 130 درجة، عرض كل واحدة منها يصل إلى 0.95 متراً، وبها 16 شرفة، كما تشبه في تصميمها مئذنتي مسجدي "الكتيبة" و"حسان" بمدينتي مراكش والرباط المغربيتين.