في مواجهة الاستراتيجية التصعيدية لإيران تتبنى الولايات المتحدة في إدارة الصراع، استراتيجية الضغوط الكبرى.
في مواجهة الاستراتيجية التصعيدية لإيران تتبنى الولايات المتحدة في إدارة الصراع، استراتيجية الضغوط الكبرى والتي تتكون من مجموعة من العناصر.
أولها، العقوبات الاقتصادية المتدرجة أو تصفير صادرات إيران النفطية، كون إيران استغلت عوائد النفط في دعم الإرهاب والمليشيات التابعة لها كـ"الحوثيين" و"حزب الله" و"الزينبيون" وغيرها من المليشيات كأذرع أو قوى بالوكالة لتنفيذ السياسة الإيرانية التوسعية والعدائية تجاه دول المنطقة ومصالح أمريكا.
ومن المتوقع أن تتوسع واشنطن في فرض عقوبات اقتصادية شاملة، لتشمل قطاعات أخرى على غرار ما حدث من قبل في سيناريو العراق وكوريا الشمالية، بالتالي تحقيق أقصى قدر ممكن من ضغوط اقتصادية وسياسية واجتماعية على نظام الحكومة المركزية في طهران لخلق انهيار في العمق وشل قدرته على مواصلة التوسع العدائي فيرضخ للعودة للمفاوضات ويقبل بشروط المجتمع الدولي، وخاصة الشروط الـ13 التي أعلنها التحالف العربي الخليجي الأمريكي في مواجهة إيران.
لتأكيد هذا الخيار وحتى تشعر طهران به كخطر حقيقي عليهم، هناك تحالف دولي بدأ يتشكل في مواجهة إيران، وأطرافه الأساسية هي الولايات المتحدة ودول الخليج العربي وبريطانيا وأستراليا، كما أن الإشارات الصادرة من دول أخرى تؤكد أن هذا التحالف قد يتوسع ليشمل دولا أوروبية وإسلامية كمصر والأردن وغيرها
صحيح أن العقوبات التي أقرها الرئيس الأمريكي في 23 يونيو ضد مسؤولين بارزين على رأسهم المرشد الأعلى في إيران علي خامنئي، ووزير الخارجية جواد ظريف لم تكن كافيه بالقدر المطلوب ولكنها لن تكون الأخيرة، بالتأكيد هناك سلسلة أخرى تنتظرها بالمستقبل القريب. وإذا كانت تقديرات مايك بومبيو صحيحة بأن ثروة خامنئي الشخصية تقدر بنحو 95 مليار دولار أمريكي، فلا شك أن قرار يوم الإثنين سيحرم المرشد الأعلى ومكتبه والمقربين منه من الوصول إلى موارد ماليه أساسية.
أما ثانيا، تبني فكرة تطبيق الحصار العسكري المتدرج كأداة فعالة ومهمة وخاصة استخدامه في فرض وتنفيذ كل صور العقوبات الاقتصادية المفروضة؛ ولهذا دفعت الولايات المتحدة بقواتها إلى منطقة الخليج وبحر العرب وخليج عمان على مراحل، حيث عززت قدراتها الهجومية بحاملات طائرات وفرقاطات وغواصات وطائرات متنوعة وقاذفات متعددة الأغراض، فضلا عن الزوارق وكاسحات الألغام وغيرها. بالإضافة إلى إرسال قوات إضافية إلى المنطقة، في حدود ألف جندي في 17 يونيو مع إعلان البنتاجون أنه سيقوم خلال الأيام المقبلة بزيادة عدد القوات هناك بشكل أكبر لردع والتعامل مع التهديدات الإيرانية.
وتصف الإدارة الأمريكية الصراع مع إيران باعتباره “صراعا شاملا لمواجهة التهديد الإيراني للأمن القومي الأمريكي وللمصالح الأمريكية في المنطقة ولحياة الجنود الأمريكيين، ومن ثم للأمن والسلام الدوليين"، هو مفهوم له دلالته الاستراتيجية في إطار السياسية الأمريكية لمواجهة إيران؛ إذ إن هذا الوصف أو التسمية دائما ما يطلق في أدبيات الخارجية الأمريكية على أعلى وأخطر التهديدات التي تواجه الأمن القومي الأمريكي والتي دائما ما يترتب عليها تدخلا عسكريا أمريكيا بشكل أو آخر.
التصريحات الصادرة أيضا من المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات كوزير الدولة للشؤون الخارجية عادل الجبير ووزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية د.أنور قرقاش، كلها تؤكد أن ما تفعله إيران يرقى إلى مثابة تهديد أمن واستقرار المنطقة، وأنه بمثابة إعلان حرب واضحة وصريحة عليها، وأن السعودية والإمارات رغم أنهما لا يرغبان في الحرب ويفضلان الوسائل الدبلوماسية، إلا أنهما مستعدتان لها جيدا ولن تسمحا بتهديد مصالح شعوب المنطقة.
نتيجة لذلك أصبحت إيران تحت الضغط والتهديد من عدة اتجاهات وهو ما تؤكده تصريحات وزير الدفاع الأمريكي المستقيل باتريك شانهان ووزير الخارجية مايك بومبيو، حيث قال كل منهما منفردا: "واشنطن تدرس مجموعة كاملة من الخيارات لمواجهة إيران بما فيها الخيار العسكري".
ولتأكيد هذا الخيار وحتى تشعر طهران به كخطر حقيقي عليهم، هناك تحالف دولي بدأ يتشكل في مواجهة إيران، وأطرافه الأساسية هي الولايات المتحدة ودول الخليج العربي وبريطانيا وأستراليا، كما أن الإشارات الصادرة من دول أخرى تؤكد أن هذا التحالف قد يتوسع ليشمل دولا أوروبية وإسلامية كمصر والأردن وغيرها.
هذا التحالف الدولي جاد جدا في استراتيجيته التصعيدية في مواجهة إيران لتأمين مصالحه المشروعة دوليا، وله أهداف لن يحيد عن تحقيقها، وما على إيران لتفادي سيناريوهات التصعيد على درجاتها المختلفة ضدها، من حصار اقتصادي ثم بحري ثم جوي وصولا للحرب، إلا أن تعود إلى فكرة الدولة الطبيعية متخلية عن استراتيجيتها التوسعية العدائية بعناصرها ومشاهدها المختلفة.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة