يعتبر قطاع السياحة والآثار من الركائز الأساسية للاقتصاد المصري، حيث يلعب دورا مهما في تعزيز التنمية الاقتصادية وتوفير فرص العمل.
وتواصل الحكومة جهودها لتعزيز القدرة التنافسية للمقصد السياحي المصري من خلال تطوير البنية التحتية، مما يسهم في استقطاب المزيد من الزوار.
وتشمل هذه الجهود إنشاء الفنادق والمنتجعات السياحية وتحسين وسائل النقل والطرق.
ويعتبر مشروع التجلي الأعظم في مدينة سانت كاترين واحدا من المشاريع السياحية الرائدة التي تهدف إلى تعزيز السياحة الروحانية والاستشفائية في مصر، من خلال استقطاب الزوار من مختلف أنحاء العالم.
ويجسد هذا المشروع رؤية مستقبلية تعزز من قيمة السياحة في المنطقة، وتهدف إلى الحفاظ على التراث الثقافي والطبيعي.
تفاصيل مخطط مشروع "التجلي الأعظم" بمدينة سانت كاترين
أطلقت وزارة الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية مخططا متكاملا لمشروع "التجلي الأعظم" فوق أرض السلام في مدينة سانت كاترين، بهدف إنشاء مزار روحي فريد في أحضان الجبال المحيطة بالوادي المقدس.
ويعكس هذا المشروع رؤية شاملة لتحويل سانت كاترين إلى مقصد رئيسي للسياحة الروحانية والجبلية والاستشفائية على مستوى العالم.
كما يسعى المشروع إلى توفير جميع الخدمات السياحية والترفيهية للزوار، كما يهدف إلى تنمية المدينة ومحيطها مع الحفاظ على الطابع البيئي والبصري والتراثي الفريد للمنطقة.
وبالإضافة إلى ذلك سيتم توفير أماكن لتسكين العاملين في مشاريع المدينة، مما يسهم في دعم الاقتصاد المحلي ويعزز من تنمية المجتمع.
وتتولى وزارة الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية مسؤولية تنفيذ مشروع التجلي الأعظم في سانت كاترين، من خلال التعاون مع الجهاز المركزي للتعمير وجهاز تعمير سيناء.
تفاصيل مشروع الفندق الجبلي "جوهرة السياحة"
وأوضح وزير الإسكان أن مشروع "التجلي الأعظم" يتضمن إنشاء فندق جبلي متكامل على مساحة 12,900 متر مربع، ليكون بمثابة وجهة فريدة تعكس جمال طبيعة سانت كاترين.
ويتمتع الفندق بإطلالات ساحرة على دير سانت كاترين وهضبة التجلي ووادي الراحة.
ويعتمد المشروع على استغلال التجويف الكبير الموجود في الجبل بوادي الراحة، إذ سيتم إنشاء الفندق الجبلي بطريقة تبرز التكوينات الصخرية النادرة المحيطة به.
ويهدف الفندق إلى تقديم مقومات عالمية تشمل خدمات فندقية عالية الجودة، ومساحات ترفيهية، مما يجعله نقطة جذب رئيسية للسياحة الروحانية والاستشفائية.
تصميم النزل البيئي "الامتداد" في مشروع التجلي الأعظم
يتضمن مشروع "التجلي الأعظم" إنشاء النزل البيئي الجديد "الامتداد" في منطقة وادي الراحة، على مساحة 39,500 متر مربع.
ويتكون هذا النزل من 7 مبانٍ تضم إجمالي 192 غرفة فندقية بيئية و56 جناحا.
وبالإضافة إلى ذلك، سيتم إنشاء حديقة صحراوية رائعة بمحاذاة سفح الجبل، تربط النزل البيئي الجديد بالفندق الجبلي.
كما سيشهد المشروع إنشاء ممشى "درب موسى"، الذي يحاكي المسار التاريخي لسيدنا موسى عبر وادي الراحة وصولا إلى جبل التجلي، ليكون مسارا يثري تجربة الزوار.
وكجزء من تطوير النزل البيئي القائم، سيتم تحسين 74 شاليها وتحديث مطعم الصفصافة لتلبية احتياجات النزلاء.
تفاصيل الحي السكني الجديد بالزيتونة في مشروع "التجلي الأعظم"
وفي إطار مشروع "التجلي الأعظم" يتم إنشاء الحي السكني الجديد بالزيتونة، الذي يهدف إلى تلبية احتياجات الكثافة السكانية المتوقعة نتيجة التنمية المستدامة في المدينة.
ويشمل هذا الحي 21 مجمعا فندقيا، بإجمالي 546 وحدة سكنية، مع تقديم تشطيبات فوق المتوسطة والفاخرة، تتراوح مساحتها بين 100 متر مربع و230 متراً مربعاً.
كما يتضمن المشروع إنشاء خدمات متكاملة تشمل مدرسة ومسجدا وكنيسة، بالإضافة إلى محلات تجارية لتلبية احتياجات السكان والزوار.
تطوير المناطق السياحية المجاورة لمشروع التجلي الأعظم
يشمل مشروع "التجلي الأعظم" تطويرا شاملا للمنطقة السياحية، حيث يتم إنشاء منتجع سياحي جبلي يتضمن 4 فيلات فاخرة على مساحة 520 مترا مربعا و17 شاليها على مساحة 3,660 مترا مربعا.
كما سيتم تخصيص منطقة تجارية تضم 16 بازارا على مساحة 1,500 متر مربع، مما يسهم في دعم القاعدة الاقتصادية للمدينة وتوفير خيارات تسوق متنوعة للزوار.
ويهدف المشروع إلى خلق متنفس خدمي مع الحفاظ على الصورة البصرية الطبيعية والروحانية للمكان.
وبالإضافة إلى ذلك، سيتم إنشاء ناد اجتماعي جديد على مساحة 1,600 متر مربع، ليكون مركزا رياضيا وترفيهيا يخدم أهالي المدينة.
ويشمل المنتجع السياحي الجبلي أيضا استغلال الهضبة المميزة المطلة على المدينة ووادي الأربعين، لإقامة مشروع صحي استشفائي عالمي، مستفيدا من الكوادر المحلية التي تشتهر بالعلاج بالأعشاب الطبيعية.
كما يتضمن المشروع تطوير منطقة وادي الدير، التي تعتبر إحدى أهم المناطق في سانت كاترين، حيث يقع فيها دير سانت كاترين، المزار الروحي والأثري المعروف عالميا.
ويهدف المشروع إلى تعزيز تجربة الزوار من خلال إنشاء مسارات مخصصة للمشاة والجمال، مما يسهل الوصول إلى المعالم التاريخية.
وستستبدل الأرضيات الحالية بالتدبيش من الجرانيت ليتماشى مع البيئة المحيطة، مما يعكس اهتمام المشروع بالتكامل مع الطبيعة.
كما سيتم تطوير مبرك الجمال القديم وإنشاء مبرك جديد، مما يسهم في تحسين تجربة رحلة جبل موسى ودير سانت كاترين.
وينتهي مسار وادي الدير بمركز الزوار والطريق الرئيسي، ليكون نقطة انطلاق للزوار لاستكشاف جمال المنطقة الروحي والطبيعي.
وأوضح اللواء محمود نصار، رئيس الجهاز المركزي للتعمير، أن المشروع يشمل تطوير استراحة السادات التاريخية (استراحة كبار الزوار)، التي أقامها الرئيس الراحل في وادي الراحة، حيث تم وضع خطة تصميمية لإحياء وترميم الاستراحة وأعمال اللاندسكيب البيئي من حولها وإنشاء استراحة تليق باسم الرئيس الراحل محمد أنور السادات تستخدم لكبار الزوار وتشمل دورا أرضيا وجناحا علويا يضم استراحة السادات، وحديقة متحفية ومدرجات مشاهدة.
وأضاف اللواء محمود نصار "يتضمن المشروع كذلك تطوير مركز البلدة التراثية، وتشمل الأعمال رفع كفاءة وتطوير مسجد الوادي المقدس وتطوير المحلات القائمة، وإنشاء بازارات جديدة وتحويل المنطقة إلى منطقة سياحية تراثية للمشاة فقط تناسب طابع المدينة.
وأشار رئيس الجهاز إلى تطوير منطقة إسكان البدو التي تشمل تنسيق الموقع العام وإنشاء خدمات متنوعة، مع الحفاظ على الصورة البصرية الطبيعية والروحانية للمكان بشكلها الطبيعي البكر وتشكيل الجبال والوديان، فضلا عن إنشاء المجمع الشرطي الجديد ويمتد على مساحة 14800 م2 ويشمل دورا أرضيا ودور أول.
تفاصيل زيارة رئيس الوزراء لموقع المشروع
وتفقد السبت الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، مشروع إنشاء الفندق الجبلي، أحد المكونات الرئيسية لمشروع تطوير موقع التجلي الأعظم فوق أرض السلام في سانت كاترين.
ورافقه في هذه الزيارة عدد من الوزراء والمسؤولين البارزين، منهم الدكتورة منال عوض، وزيرة التنمية المحلية، وشريف فتحي، وزير السياحة والآثار، والدكتور سامح الحفني، وزير الطيران المدني، والمهندس شريف الشربيني، وزير الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية، بالإضافة إلى اللواء دكتور خالد مبارك، محافظ جنوب سيناء، والدكتورة إيناس سمير، نائبة المحافظ.
كما شهدت الزيارة حضور اللواء محمود نصار، رئيس الجهاز المركزي للتعمير، واللواء وائل مصطفى، رئيس جهاز تعمير سيناء ومدن القناة، والدكتور محمد إسماعيل خالد، الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، والدكتور ماهر استينو، استشاري مشروع تطوير مدينة سانت كاترين.
وفور وصوله موقع الفندق الجبلي تفقد الدكتور مصطفى مدبولي نموذجا لغرفة فندقية مؤثثة، واستشرف، من إحدى نقاط المشاهدة المرتفعة، الموقع العام وأعمال الإنشاءات الجارية بالمشروع.
وفي غضون ذلك، استمع رئيس الوزراء إلى شرح من المهندس شريف الشربيني، وزير الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية، الذي أشار إلى أن الفندق الجبلي يقام على مساحة 12900 م2، ويضم 144 غرفة متنوعة وأجنحة، ويتكون من مبنى أرضي و4 أدوار وحمامات سباحة وكبائن إقامة.
بينما أوضح الدكتور ماهر استينو، استشاري مشروع تطوير مدينة سانت كاترين، أن الفندق الجبلي يتمتع بإطلالات مُتعددة على دير سانت كاترين وجبل التجلي ووادي الراحة مع حديقة جبلية خلفية ذات تكوينات صخرية نادرة.
وأضاف أن المشروع يقوم على استغلال التجويف الكبير الموجود في الجبل بوادي الراحة لإنشاء الفندق الجبلي، ليضم مختلف المقومات التي تجعله فندقا عالميا يتمتع بإطلالات متعددة.
وأوضح اللواء محمود نصار أن أعمال تنسيق الموقع بمسار المشاة الرئيسي بوادي الأربعين تمتد من مركز الزوار حتى مركز المدينة، ليكون متنزها طبيعيا ومسارات مشاة ودراجات ومزارع أشجار زيتون.
وأضاف رئيس الجهاز أنه يتم تطوير وإنشاء شبكات الطرق للحركة الآلية وتطوير ورفع كفاءة البنية التحتية وشبكات المرافق إلى جانب تنفيذ أعمال الوقاية من السيول، وتشمل معالجة مخرات السيول التي تم مراعاة مساراتها في تصميم المخطط العام للمدينة ومعالجتها، حيث تصبح عنصرا إيجابيا ضمن شبكة المسارات وتنسيق الموقع بالمدينة.
وأوضح أنه جار الانتهاء من أعمال رفع كفاءة وتوسعة وازدواج الطريق من كمين النبي صالح وحتى مبنى الزوار بطول 9 كم، وكذا تنفيذ أعمال توسعة وازدواج ورفع كفاءة الطريق من مطار سانت كاترين حتى كمين النبي صالح بطول 9 كم.
وتطرق رئيس الجهاز لأعمال توصيل الكهرباء بالقدرة المناسبة لتشغيل التطوير والتوسع المستقبلي شاملة إنشاء محطة محولات سانت كاترين الجديدة، بالإضافة إلى توسعات محطة محولات كهرباء نويبع، والتي ستغذي محطة سانت كاترين، وكذا أعمال إنشاء خط الربط الهوائي بين المحطتين، فضلا عن رفع كفاءة خط مياه أبورديس وسانت كاترين.
وعقب الوزير بأنه جار التنسيق مع وزارة الكهرباء لتوفير مصدر تغذية ثان لمحطة محولات كهرباء سانت كاترين؛ لضمان استدامة التغذية بالتيار الكهربائي لمشروع تطوير موقع التجلي الأعظم، وكذا التنسيق مع وزارة الاتصالات لتوفير الأبراج اللازمة لتغطية شبكات الهاتف المحمول في نطاق المشروع، استعداداً لاستقبال الزائرين، وكذا التنسيق مع وزارة البيئة لوضع اللمسات النهائية للمشروع.