"جريكو" المقهى التاريخي في روما يحاول البقاء وسط صراعات الاستحواذ
على بعد 20 مترا من شارع فيا دي كوندوتي الذي يقع أسفل مدرجات إسبانيا يقع مقهى أنتيكو جريكو
في قلب روما، حيث تقع ساحة بيازا دي سبانا (ساحة إسبانيا)، التي تعد واحدة من أجمل الساحات هناك، وتتصل بمدرجات عديدة تعرف بمدرجات إسبانيا (سبانيش ستيبس)، والتي يبلغ عددها 135 مدرجًا، وهي مزيج من المنحنيات وتتصل من الأسفل بساحة إسبانيا ومن الأعلى بساحة ترينيتا دي مونتي.
وعلى بعد 20 مترا من شارع فيا دي كوندوتي الذي يقع أسفل مدرجات إسبانيا، يقع مقهى أنتيكو جريكو. وفي الخارج، تعد لافتة مكتوب عليها "250 عاما" شاهدا على تراث المقهى الذي يبعث على الفخر، وفي الداخل توجد طاولات من الرخام وكراسي ومقاعد تم تنجيدها ولوحات رسم زيتية قديمة تخلق جو المقهى.
ولكن كل هذا من الممكن أن يكون مآله إلى الزوال في القريب العاجل، على الأقل وفقا لما ذكرته مؤخرا تقارير وسائل إعلام إيطالية. فمن المفترض أن يغادر المستأجران الحاليان، وهما كارلو بيليجريني وزوجته فلافيا إيوزي، المكان نظرا لأن عقد الإيجار الذي بحوزتهما قد انتهى أجله في عام 2017 ولم يتم تمديده.
والأمر كله يتعلق بالمال أو بشكل أكثر دقة، بما يعتبر قيمة إيجارية مناسبة في هذه المنطقة مرتفعة الأسعار والتي تزخر بالمتاجر الفخمة.
وقال بيليجريني: "إننا ندفع حاليًا 22 ألف يورو (24 ألف دولار شهريا) ومستعدون لدفع المزيد، لكنهم يطلبون 120 ألف يورو شهرياً، أي ما يقرب من 6 أضعاف القيمة الإيجارية الحالية".
ويجلس بيليجريني بجوار زوجته فلافيا وابنه لوكا على أريكة صغيرة موروثة من ممتلكات مؤلف القصص الخيالية الدنماركي هانز كريستيان أندرسن، الذي عاش في السابق في المبنى التاريخي.
كان المقهى، الذي تم ذكره لأول مرة في وثيقة عام 1760، ملتقى للكتاب منذ المراحل المبكرة لتشييده، حيث كان يوهان فولفجانج فون جوته زبونا، وكذلك الشاعر الفرنسي ستيندال والشاعر البولندي آدم ميكيفيتش، وهناك لوحة رسم زيتية من أعمال دومينيكو موريلي معلقة فوق الأريكة.
وأشارت بعض التقارير الإعلامية إلى اهتمام علامات تجارية عالمية فاخرة بالاستحواذ على المبنى.
وقال متحدث باسم وزير الثقافة الإيطالي داريو فرانسشيني: "المقهى مهم للغاية لروما كمكان للثقافة الأوروبية، والترخيص مرتبط بشكل وثيق بالموقع".