انتخابات اليونان.. غرق الناخبين في جدل الهجرة
قبل أكثر من شهر من الآن توجه اليونانيون إلى صناديق الاقتراع لانتخاب برلمان جديد، لكن أي حزب لم يحصل على الأغلبية، ما استدعى إعادة الكرة.
وها هم اليونانيون يعودون من جديد إلى صناديق الاقتراع اليوم الأحد للمرة الثانية خلال ما يزيد قليلا على شهر لانتخاب برلمان جديد، من المتوقع أن يمنح الناخبون فيه ولاية جديدة للمحافظين تحت قيادة رئيس الوزراء السابق كيرياكوس ميتسوتاكيس.
وفتحت مراكز الاقتراع أبوابها الساعة السابعة صباحا (04:00 بتوقيت غرينتش) في أنحاء اليونان، وتغلق بعد مرور 12 ساعة على فتحها، مع توقع إعلان النتائج بحلول الساعة 1700 بتوقيت غرينتش تقريبا.
ويغرق الناخبون اليونانيون في تبعات حادث غرق سفينة مهاجرين في 14 يونيو/حزيران، تشير التقارير إلى أنه أودى بحياة مئات الأشخاص قبالة سواحل جنوب اليونان.
وأحدثت الكارثة الأسوأ بين رحلات الهجرة منذ سنوات انقسامات بين الأحزاب حول قضية الهجرة.
وأدت كارثة غرق سفينة المهاجرين إلى تهميش قضايا أخرى في الفترة التي سبقت الانتخابات، بما في ذلك أزمة تكاليف المعيشة، وحادث تحطم قطار أسفر عن سقوط قتلى في فبراير/شباط، والذي كشف عن أوجه القصور في نظام نقل السكك الحديدية.
وفي الانتخابات التي أجريت في 21 مايو/أيار الماضي، تفوق حزب "الديمقراطية الجديدة" الذي يتزعمه ميتسوتاكيس بفارق 20 نقطة عن حزب "تحالف اليسار الراديكالي-التحالف التقدمي" المعروف اختصارا باسم (سيريزا) الذي تولى السلطة في اليونان من عام 2015 إلى 2019.
بيد أن حزب رئيس الوزراء السابق لم يستطع تأمين الأغلبية المطلقة الكافية لتشكيل ائتلاف حكومي، الأمر الذي استلزم خوض انتخابات جديدة، مع اتباع قواعد جديدة تسهل على الحزب الفائز الحصول على أغلبية في البرلمان الذي يتألف من 300 مقعد.
استطلاعات الرأي في الأيام الأخيرة تشير إلى حصول حزب "الديمقراطية الجديدة" على أكثر من 40 بالمئة من الأصوات، فيما يحل حزب "سيريزا" برئاسة أليكسيس تسيبراس في المركز الثاني بنسبة 20 بالمئة فقط.
وقال ميتسوتاكيس، الذي اتخذت حكومته موقفا متشددا تجاه الهجرة، إن "تجار البشر الأشقياء" هم المسؤولون عن الكارثة، وأشاد بجهود خفر السواحل لإنقاذ الناجين.
لكن تسيبراس تساءل عن سبب عدم تدخل خفر السواحل مبكرا.
وفي ظل حكومة حزب سيريزا السابقة وصل أكثر من مليون لاجئ ومهاجر إلى الجزر اليونانية أثناء محاولاتهم الوصول إلى أوروبا في عامي 2015 و2016.