اليونان تجدد دعمها للجيش الليبي ورفض مذكرتي السراج وأردوغان
محادثات موسعة بين وفد من القيادة العامة للجيش الليبي برئاسة المشير خليفة حفتر والحكومة اليونانية حول الأزمة الليبية.
جددت اليونان إعلان دعمها للجيش الوطني الليبي، مؤكدة استعدادها للمساهمة في أي إجراءات دولية من شأنها تحقيق الأمن والاستقرار في هذا البلد.
وأكد رئيس الوزراء اليوناني كيرياكوس ميتسوتاكيس، الجمعة، أن موقف المشير خليفة حفتر القائد العام للجيش الليبي الواضح بشأن بطلان مذكرتي التفاهم بين حكومة فايز السراج وتركيا والتزامه بتعيين حدود المناطق البحرية مع اليونان أمر إيجابي للغاية.
وأوضح ميتسوتاكيس، بحسب وسائل إعلام يونانية، أنه ناقش الجمعة مع حفتر الوضع في ليبيا، وبطلان مذكرتي التفاهم بين حكومة الوفاق الليبية برئاسة السراج والرئيس التركي رجب أردوغان.
جاء ذلك في لقاء جمع رئيس الوزراء اليوناني والقائد العام للجيش الليبي، على هامش الزيارة التي يقوم بها الأخير إلى اليونان، حيث جرت محادثات موسعة بين الجانبين في وقت مبكر من صباح الجمعة في العاصمة أثينا.
ضم وفد القيادة العامة للجيش الذي يزور اليونان اللواء فرج المهدوي رئيس أركان البحرية والأمين العام للقيادة العامة اللواء عبدالكريم هدية والدكتور مرعي المغربي، وجرت محادثات رسمية مع الحكومة اليونانية برئاسة وزير الخارجية اليوناني نيكوس ديندياس ووزير الدفاع نيكولاوس بانايوتوبولوس.
وقال وزير الخارجية اليوناني، في مؤتمر صحفي عقب الاجتماع، إنه شجع المشير حفتر على الانخراط بروح بناءة في عملية برلين وتحقيق وقف لإطلاق النار واستعادة الأمن في ليبيا، وإخراج المرتزقة، وبطلان المذكرات غير القانونية بين تركيا وحكومة السراج.
وكشف عن استعداد اليونان لتقديم المساعدة في اليوم التالي في ليبيا، إما من خلال المشاركة في القوات اللازمة للهدنة (الآلية الدولية لمراقبة وقف إطلاق النار) أو بمشاركة القوات اليونانية في العملية الأوروبية لفرض حظر على الأسلحة ونقل المرتزقة إلى ليبيا.
كان القائد العام للقوات المسلحة العربية الليبية المشير خليفة حفتر قد وصل مساء الخميس إلى العاصمة اليونانية أثينا في زيارة رسمية إلى اليونان، لبحث تطورات الأزمة الليبية.
وتأتي هذه التصريحات قبل يومين ونصف فقط من انعقاد مؤتمر برلين الدولي حول ليبيا، الذي استبعد كلا من اليونان وقبرص.
وسبق أن التقى وزير الخارجية اليوناني نيكوس دندياس، المشير خليفة حفتر القائد العام للجيش الليبي في زيارة لبنغازي هي الأولى لمسؤول يوناني رفيع إلى ليبيا منذ عام 2011، التقى خلالها رئيس وزراء الحكومة الليبية المؤقتة عبدالله الثني، لبحث العلاقات الثنائية ومذكرة التفاهم الأمنية الموقعة بين تركيا ورئيس حكومة الوفاق غير الدستورية فايز السراج.
وأكد دندياس حينها موقف حكومة وبرلمان اليونان الداعم لمجلس النواب الليبي، باعتباره الممثل الشرعي الوحيد لليبيين، والمؤسسات المنبثقة عنه.
وأوائل ديسمبر/كانون الأول الجاري استقبلت اليونان رئيس مجلس النواب الليبي المستشار عقيلة صالح، في زيارة رسمية تم التأكيد فيها على رفض مذكرتي التفاهم الأمنية والبحرية، الموقعتين بين أنقرة وحكومة طرابلس، غير المعتمدة من مجلس النواب.
وطلبت اليونان من سفير حكومة الوفاق مغادرة أثينا على خلفية فشله في إرسال نص المذكرتين الموقعتين إلى اليونان للاطلاع.
وتصاعدت حدة التوتر بين اليونان وتركيا بعد توقيع أردوغان والسراج مذكرتي تفاهم حول ترسيم الحدود البحرية، مع إصرار أنقرة على المضي في تنفيذها، رغم الاعتراضات الدولية والإقليمية.
واعتبر وزير خارجية اليونان، في أول تعليق على المذكرة البحرية فور توقيعها الشهر الماضي، أنها "نوع من العبث وجهل بالجغرافيا التي تتجاهل الجزر اليونانية في المتوسط".
وحذر وزير الدفاع اليوناني نيكولاوس بانايوتوبولوس تركيا من تصعيدها على المستويين الخطابي والإجرائي، مؤكداً أن أثينا ستقوم بعملها اللازم حيال ذلك.
ومن المقرر أن ترعى المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل مؤتمرا دوليا بشأن ليبيا 19 يناير/كانون الثاني الجاري بمشاركة عدد من زعماء ورؤساء الدول المعنية بالملف الليبي.
وكانت ميركل قد وجهت الدعوة لعدد من الدول لحضور مؤتمر ليبيا في العاصمة الألمانية برلين، موضحة أن "اللقاء سيكون على مستوى زعماء الدول، وذلك بعد تشاور مع أنطونيو جوتيريس، الأمين العام للأمم المتحدة".
وأفادت الحكومة الألمانية بأن مؤتمر برلين ستشارك به الولايات المتحدة وروسيا وبريطانيا وفرنسا والصين والإمارات ومصر والكونغو وإيطاليا والجزائر وتركيا.
وأبدت اليونان استياءها بسبب عدم توجيه الدعوة إليها لحضور مؤتمر قمة ليبيا في العاصمة الألمانية برلين، يوم الأحد المقبل.
aXA6IDMuMTcuNzYuMTc0IA== جزيرة ام اند امز