نوبل تزور اليونان من بوابة الأدب.. "سفريس وإليتيس" أصحاب الفضل
اليونان، صاحبة الحضارة العريقة، حصدت جائزة نوبل في الأدب مرتين؛ الأولى للشاعر جيورجيوس سفريس، والأخرى لأوديسو إليتيس.
دول كثيرة نجح علماؤها وأدباؤها في حصد جائزة "نوبل" الأثمن في عالم التكريمات الدولية، لكن اليونان لم تنلها إلا عبر بوابة الأدب، حيث تمنحها الأكاديمية السويدية للمؤلفين أصحاب الإسهامات البارزة في هذا المجال منذ عام 1901.
وحصدت اليونان، الدولة الأورومتوسطية صاحبة الحضارة العريقة، جائزة نوبل في الأدب مرتين؛ الأولى عبر إبداعات الشاعر جيورجيوس سفريس، والأخرى بفضل أوديسو إليتيس أحد الدعاة الرئيسيين للحداثة الرومانسية في العالم.
في هذا التقرير نستعرض أهم المعلومات عن حياة الشاعرين اللذين تألقا بكلماتهما منذ منتصف القرن العشرين ولمعا في أكثر من مجال.
جيورجيوس سفريس
هو الاسم المستعار للكاتب اليوناني جيورجوس سفريادس، الذي ولد في إزمير عام 1900 لأب جامعي يعتبر أفضل من ترجم أعمال لورد بايرون، ثم انتقل إلى العاصمة الفرنسية لدراسة القانون والأدب وتخرج عام 1924.
عاد الشاب إلى أثينا والتحق بالعمل بوزارة الخارجية حيث تنقل بين السفارات، ففي 1941 عمل بالسفارة اليونانية في جنوب أفريقيا، وبين عامي 1942 و1944 كان ملحقا صحفيا للحكومة اليونانية بالقاهرة، وخدم كسفير لليونان في لبنان وسوريا والأردن والعراق، ووقع عليه الاختيار ليكون عضوا في الوفد اليوناني بالأمم المتحدة بنيويورك.
الديوان الأول للشاعر سفريس كتبه عندما كان صغيرا وصدر عام 1931 بعنوان "نقطة التحول"، إذ نشر بضع قصائد في مجلات أدبية غير معروفة، ولم يكتب عن الديوان سوى ناقدين، أحدهما صديق مقرب من الشاعر، ونجح في لفت نظر شيخ شعراء اليونان "بالاماس"، حيث أرسل له رسالة يوجه فيها النقد المهذب للديوان، وقال في رسالته "إن القصائد بها همسات صوفية حافلة بالأسرار".
ديوانه الثاني "البئر" صدر عام 1932 ونجح في جمع شباب الشعراء حوله، خاصة الذين يريدون حفر دروب جديدة غير تقليدية، والثالث كان بعنوان "أسطورة التاريخ" وأهميته تكمن في كونه أرسى اتجاها جديدا في الشعر اليوناني.
ثم توالت دواوين الشاعر الشاب التي جاءت في طبعات محدودة، منها "خزان المياه" في 50 نسخة و"كراسة التمارين" 350 نسخة، وطبع ديوانه "مذكرات على ظهر سفينة" بالإسكندرية واحتوى على 4 قصائد عن القاهرة.
الكاتب المصري الراحل نعيم عطية قال في ترجمته الأعمال الشعرية الكاملة لسفريس: "توافر في هذا الشاعر الشاب الإلمام بالأدب اليوناني، قديمه وحديثه، فضلاً عن ثقافته الأوروبية الرحيبة، بفضل دراسته في الخارج، ما مكنه من أن يقف على أحدث ما يقدمه الشعر الغربي المعاصر، ومن أن يصبح قادرا على التحرر من آثار قيود التقاليد القومية".
عام 1962 حاز الشاعر المخضرم جائزة نوبل في الأدب كأول حدث من نوعه في اليونان، ولقب بـ"شاعر اليونان القومي" رغم بعض الانتقادات التي وجهت لمنتجه الأدبي كونه غير واضح، وتوفي سبتمبر/أيلول 1971 في أثينا، وشيعت جنازته في موكب شعبي ضخم.
أوديسو إليتيس
ولد في جزيرة كريت 2 نوفمبر/تشرين الثاني 1911، ثم انتقل مع عائلته إلى اليونان حيث عاش ودرس هناك حتى تخرج في كلية الحقوق جامعة أثينا.
أولى القصائد التي نشرت للشاعر الشاب كانت في مجلة رسائل جديدة عام 1935، وبعد ذلك بعامين اتجه لأداء واجبه العسكري والتحق بالمدرسة العسكرية الوطنية كطالب للجيش.
عمل "إليتيس" مديرا لبرنامج المؤسسة اليونانية للإذاعة الوطنية في مرحلتين مختلفتين عامي 1945 و1953، وتولى رئاسة المجلس الإداري للإذاعة والتلفزيون اليوناني، وأيضا اختير عضو مجلس إدارة المسرح الوطني اليوناني، وعضو اللجنة الاستشارية لمنظمة السياحة الوطنية اليونانية.
"إليتيس" قرر نفي نفسه إلى باريس في عام 1969 اعتراضا على الحكم العسكري اليوناني، وظل في العاصمة الفرنسية حتى عام 1972.
وفي عام 1975 حصل على دكتوراه فخرية من كلية الفلسفة في جامعة سالونيك، ثم حصل على المواطنة الفخرية لمدينة ميتيليني اليونانية، أيضا مُنح شهادة دكتواه فخرية من جامعة السوربون الفرنسية.
يعد من شعراء اليونان البارزين، واتسم شعره بالانتشار والوجود النشط على مدار 40 عاما، ومن مميزاته التركيز على بعض عناصر اليونان القديمة، ويعتبره البعض من الدعاة الرئيسيين للحداثة الرومانسية في اليونان والعالم، حيث ترجمت دواوينه الشعرية إلى الكثير من لغات العالم، وحاز العديد من الجوائز أبرزها نوبل في الأدب لسنة 1979، وقبلها جائزة الدولة الأولى للشعر عام 1960.
في عام 1995 رشح لتولي منصب رئيس الجمهورية اليونانية، لكنه رفض المنصب، ومن أشهر من تعاون معهم لتحويل القصائد إلى أغنيات كان الموسيقار العالمي ميكيس ثيدرو ذاكيس.
توفي الشاعر اليوناني الكبير، الذي عُرف عنه الاشتراك في المقاومة ضد النازية الألمانية، يوم 18 مارس/آذار عام 1996، عن عمر ناهز 84 عاما.
aXA6IDMuMTQ1LjkxLjExMSA= جزيرة ام اند امز