تحقيق في اليونان و"تحصين" ببريطانيا.. "حرب الظل" تطارد يهود أوروبا
براكين السياسة المتفجرة تلقي بحممها على يهود أوروبا وتزج بهم في معارك تستعر عبر وقود التطرف في تهديدات تتحدى جهود التحصين والتحقيق.
واليوم الخميس، يستمع المحققون في اليونان لثمانية مشتبه بهم جدد من باكستان في قضية شبكة إرهابية يشتبه بتخطيطها لهجمات ضد أهداف يهودية في العاصمة أثينا.
ونقلت وكالة الأنباء الفرنسية عن مصدر في الشرطة اليونانية قوله إن "التحقيق لمعرفة ما إذا كان هناك أشخاص آخرون متورطون، ما زال مستمرا".
والمشتبه بهم الثمانية جرى توقيفهم سابقا بسبب إقامتهم بطريقة غير قانونية في اليونان، حسبما ذكرت وكالة الأنباء اليونانية، وهم على "اتصال وثيق" برجلين اعتقلا الثلاثاء خلال أول حملة للسلطات في هذه القضية.
ويُشتبه بأن الباكستانيين اللذين يبلغان 27 و29 عامًا وأصلهما من إيران، كانا يخططان لشن هجوم على مبنى للجالية اليهودية يتردد عليه إسرائيليون، في وسط أثينا ويضم كنيسًا ومطعمًا للأغذية اليهودية.
والثلاثاء، قالت المتحدثة باسم الشرطة اليونانية كونستانتينا ديموغليدو، إن "العقل المدبر" للعملية هو على ما يبدو "باكستاني يعيش خارج أوروبا".
فيما صرّح مصدر آخر في الشرطة -طلب عدم كشف هويته- بالقول إنه يقيم في إيران.
واتهمت إسرائيل طهران بالوقوف وراء الشبكة، وقالت إن جهاز استخباراتها (الموساد) ساعد في تفادي هجوم، لكن سفارة طهران في اليونان نفت أمس الأربعاء أي صلة لها بالقضية.
ومع اقتراب عيد الفصح اليهودي في أوائل أبريل/ نيسان المقبل، أدرجت اليونان على لائحة الدول الخاضعة لتوجيهات السفر الصادرة عن مجلس الأمن القومي الإسرائيلي.
زيادة التمويل
من جانبها، أعلنت بريطانيا، اليوم، زيادة التمويل للأمن في المدارس والمعابد اليهودية للعام المقبل، لتمكين تلك المؤسسات من حماية منشآتها بشكل أفضل من الهجمات المعادية للسامية.
وقالت الحكومة إن مبلغ 15 مليون جنيه استرليني (18.50 مليون دولار) في عامي 2023 و2024، بزيادة مليون جنيه استرليني عن العام السابق، سيمول أمورا مثل حراس الأمن وكاميرات المراقبة وأنظمة الإنذار للحماية من جرائم الكراهية والسلوك المعادي للمجتمع والإرهاب.
وستترأس سويلا بريفرمان وزيرة الداخلية البريطانية وحدة شرطية جديدة للمجتمع اليهودي، وهي فرقة الجريمة والأمن لتعزيز جهود التصدي للجرائم المعادية للسامية والعنف ضد المجتمعات اليهودية.
وتُظهر إحصاءات حكومية أن نحو ربع جرائم الكراهية ذات الدوافع الدينية في المملكة المتحدة في العام حتى مارس/ آذار 2022، كانت ضد اليهود.
"حرب الظل"
"حرب الظل" -كما يصفها خبراء- والمندلعة بالسنوات القليلة الماضية بين إسرائيل وإيران، فاقمت من توسع نطاق معاداة السامية في مختلف أنحاء العالم وبأوروبا بشكل خاص.
فبالتوازي مع هجمات استهدفت أصولا وبنية تحتية ومواطنين لدى الطرف الآخر، تستعر مواجهة بالوكالة عبر جرائم الإرهاب أو الكراهية، وجميعها تصب في خانة توظيف التطرف لخدمة أجندات سياسية معينة، بحسب مراقبين.
ومع ارتفاع وتيرة التهديدات التي تستهدف الإسرائيليين، أجرى يائير لابيد حين كان وزيرا لخارجية إسرائيل، في 2022، زيارة عاجلة إلى تركيا وسط مخاوف من هجوم على السياح الإسرائيليين هناك من قبل من سماهم عملاء إيران.
وكانت تلك أكثر مظاهر الحرب بين الجانبين علانية، حيث انخرط الطرفان لسنوات في عمليات سرية ضد بعضهما البعض، وتعتبر إسرائيل إيران التي تدعو إلى القضاء عليها أكبر تهديد لها.
بينما ترى إيران في إسرائيل عدوا يقف إلى جانب الولايات المتحدة ويعرقل نموها كقوة إقليمية.
وقبل ذلك، وتحديدا في 2020، اتخذت المواجهة منعطفا دراماتيكيا عندما ألقى قادة إيران باللوم على إسرائيل في مقتل عالمها النووي الكبير محسن فخري زاده، الذي قُتل بالرصاص في أثناء قيادته سيارة على طريق خارج طهران.