اليونان تطالب تركيا بسحب مرتزقتها من ليبيا وسوريا والعراق
دعا وزير خارجية اليونان نيكوس ديندياس، الثلاثاء، تركيا إلى سحب جميع مرتزقتها من ليبيا وسوريا والعراق، في إطار الرد المشترك على التدخلات التركية بالمنطقة.
وقال ديندياس، في مؤتمر صحفي الثلاثاء، مع الأمين العام للجامعة العربية أحمد أبوالغيط بالعاصمة المصرية القاهرة : "هناك نفوذ يحاول إعادة الإمبراطورية التي اندثرت وانتهت- في إشارة إلى الإمبراطوية العثمانية- وهذا يذكرنا بأن الرد المشترك لابد أن يعتمد على قيمنا وصداقتنا وعلى احترام واستقلال جميع دول المنطقة بما فيها ليبيا وسوريا والعراق".
وأضاف: ندعو لسحب جميع القوات الأجنبية والمرتزقة من هذه الدول ونؤكد على التزامنا تجاه المجتمع الدولي و القانون الدولي وندين التهديدات باستخدام القوة تجاه الجيران ومخالفة مواثيق الأمم المتحدة ونؤكد على أهمية عدم التدخل في الشؤون الخاصة بالدول.
تحديات مشتركة
وشدد وزير الخارجية اليوناني على أن بلاده لديها علاقات وثيقة مع العالم العربي.. وإنها لطالما دعمت طموحات الوطن العربي والمصريين، مضيفا أن اليونان يجمعها علاقات مشتركة مع الدول العربية.
وأردف: "اليوم نشترك في مواجهة التحديات التي نواجهها جميعا في المنطقة وهي تحديات تهدد الأمن والاستقرار في المنطقة وتتمثل في التحديات المسلحة وغيرها".
ويرى مراقبون أن مصر وقبرص واليونان حائط صد لتجاوزات تركيا في شرق المتوسط، إذ أن التعاون الثلاثي نجح في ردع أنقرة ووقف اعتداءاتها بالمنطقة.
تعاون وتنسيق
ولفت إلى أن زيارته وهي الخامسة للقاهرة في أقل من عام ونصف، جاءت هذه المرة بمناسبة توقيع مذكرة التفاهم مع الجامعة العربية، موضحا أن هذه المذكرة هي مجهود مشترك يعتمد على المشاورات السياسية وتعميق أواصر الصلة بين الدول العربية واليونان وأيضا بين مصر واليونان.
وأعرب المسؤول اليوناني أن تعزز هذه المذكرة من المشاورات السياسية وفتح افاق جديدة من التعاون بين اليونان والدول العربية وجامعة الدول العربية.
وفي وقت سابق اليوم الثلاثاء، وقع كل المسؤول اليوناني مع الأمين العام لجامعة الدول العربية مذكرة تعاون مشتركة، تنص على إقامة مشاورات سياسية بين الجانبين، وكذلك بين اليونان والدول الأعضاء في الجامعة العربية.
بدوره، قال الأمين العام للجامعة العربية أحمد أبوالغيط، إن مذكرة التفاهم التي وقعت تمهد لعقد مؤتمر بين الجامعة العربية ووزارة الخارجية اليونانية بمناسبة عقد اجتماع الأمم المتحدة.
وأكد "أبو الغيط" أن اليونان لطالما كانت صديقة للعالم العربي، ليس فقط من أجل تبنيها لمواقف بناءة فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية.
وجاءت زيارة وزير خارجية اليونان للقاهرة، في وقت حددت فيه القاهرة شرطا آخر، بخلاف ملف الإخوان، لعودة العلاقات وتطبيعها مع أنقرة، وهو الملف الليبي، حسبما صرح وزير الخارجية المصري سامح شكري موخرا.
.ومنذ 2019، اشتد الصراع التركي مع دول الجوار خاصة اليونان وقبرص، للسيطرة على مياه إقليمية موضع خلاف دولي، بهدف تحويلها إلى مناطق امتياز تركية، يرجح أنها تحوي كميات من الغاز الطبيعي، الذي تحتاجه تركيا.
فيما قامت مصر بترسيم حدودها مع اليونان، إذ وافق السيسي في أكتوبر/تشرين الأول الماضي، على اتفاق الحكومتين المصرية واليونانية حول تعيين المنطقة الاقتصادية الخالصة بين البلدين الموقع بتاريخ 6 أغسطس/آب 2020.