قصر "تاتوي" باليونان.. الملك تشارلز يرمم ميراث والده
يبدو أن يد العمران ستصل أخيرا للقصر المملوك لعائلة دوق أدنبرة الراحل الأمير فيليب، والد الملك تشارلز الثالث، بعد عقود من الإهمال.
وستبلغ تكلفة تجديد قصر تاتوي -الواقع على جبل بارنيثا بالقرب من أثينا– والذي كان مقرا للعائلة اليونانية المالكة قبل إلغاء النظام الملكي في عام 1973، حوالي 12.3 مليون جنيه استرليني، وفقا لصحيفة "ذا صن" البريطانية.
اشترى الملك جورج الأول القصر الذي تبلغ مساحته 10000 فدان بتمويل خاص من الدنمارك عام 1872 ليكون مصيفا لعائلته.
ويتكون المجمع المذهل المحاط بالغابات والأنهار والحياة البرية من مقرات للموظفين واسطبلات وخلايا نحل ومزارع، بالإضافة إلى مبنى القصر الرئيسي.
كما كان أيضًا المثوى الأخير لوالد فيليب وجد الملك تشارلز، الأمير أندرو أمير اليونان والدنمارك.
ووفقا للتقارير فقد ولد الأمير فيليب، زوج الملكة الراحلة إليزابيث الثانية، في اليونان قبل نفي عائلته عندما كان عمره 18 شهرًا.
عندما أجبرت العائلة المالكة اليونانية على الفرار من البلاد خلال فترة الاضطرابات السياسية العنيفة، تم تسليم القصر إلى الدولة، وكان لا يزال مليئًا بممتلكاتهم. وظل القصر على تلك الحال طوال العقود الماضية.
لكن اللقاء بين الملك تشارلز الثالث، ورئيس الوزراء اليوناني كيرياكوس ميتسوتاكيس وزوجته ماريفا غرابوفسكي ميتسوتاكيس العام الماضي، بدا وكأنه بداية لفصل جديد، حيث زار تشارلز القصر ضمن الذكرى المئوية الثانية لحرب الاستقلال اليونانية.
ويقال إن استثمارًا بقيمة 12.3 مليون جنيه إسترليني يهدف إلى إحياء القصر وتحويله إلى متحف بحلول عام 2025، كجزء من مشروع مشترك بين بريطانيا واليونان.
ويتردد أن مؤسسة الملك تشارلز ستقدم المشورة للحكومة اليونانية بشأن ترميم المجمع.
ومن المقرر أن تشمل الأعمال تحويل إسطبلات الملك جورج الأول إلى متحف وتجديد الحدائق التي تضم العديد من المقابر الملكية.
ويأتي ذلك بعد تسوية نهائية لمعركة قانونية طويلة حول ملكية القصر عام 2002، حيث قضت المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان بحصول العائلة المالكة السابقة على تعويض قدره 12 مليون يورو، أي ما يقدر بنحو 1% من القيمة الإجمالية للتركة.
وقامت الحكومة اليونانية بتسديد هذه الأموال من صندوق الكوارث الطبيعية اليوناني، مما دفع العائلة المالكة السابقة إلى إنشاء مؤسسة لمساعدة الأشخاص المتضررين من الكوارث الطبيعية في البلاد.
عندما استكشفت وزارة الثقافة الموقع في عام 2004، اكتشفت 9 حاويات شحن تحتوي على كنوز تخص أفراد العائلة المالكة المنفيين.
يشار إلى أن القصر يحوي قبور ما لا يقل عن 20 من أفراد العائلة المالكة و5 رؤساء للدولة.