السندات الخضراء.. ملاذ استثماري "جذاب" وسط الأزمات
وسط اضطرابات الأسواق العالمية، والتضخم المتسارع والفائدة المرتفعة، يبزغ نجم السندات الخضراء متفوقة على الأوراق المالية التقليدية.
وقد تماسكت إصدارات السندات الخضراء بشكل أفضل من الأوراق المالية التقليدية خلال عام 2022 الجاري، بانخفاض 3% فقط، مقارنة بتراجع نسبته 19% للسندات القياسية، وفقاً لبيانات "بلومبرج".
نمو وصعود جدير بالملاحظة للديون "السندات" الخضراء، وذلك بالنظر إلى أن السندات الخضراء كانت أقل من أداء الإصدارات التقليدية في كل شهر من الأشهر الستة الأولى، وهو الاتجاه الذي اتخذ مساراً عكسياً خلال يوليو فقط.
وتميل صفقات السندات الخضراء المتخصصة إلى الحصول على مستوى اكتتاب مفرط، مقارنة بالصفقات التقليدية؛ كما أفادت سوزان بارون، الرئيس العالمي لأسواق رأس المال المستدامة في "باركليز" (Barclays Plc)، وهو أحد أكبر 10 مؤسسات تدير مثل هذا الإصدار منذ بداية عام 2019.
تدعم الصفقات الأخيرة هذا الرأي، فقد كانت صفقة السندات الخضراء التابعة لشركة المرافق "إس إس إي" (SSE) لأجل سبع سنوات هي أكثر الصفقات من حيث الإقبال على الاكتتاب في السوق الأوروبية الأساسية خلال الأسبوع الأخير من شهر يوليو.
وفي ذلك الشهر، اجتذبت السندات الخضراء البالغة 2.25 مليار دولار من شركة "جنرال موتورز" (.General Motors Co) طلبات بلغت ذروتها 7 مليارات دولار.
لدى العديد من المشترين الآن إرشادات داخلية للاستثمار المستدام، والذي قد يحافظ على ارتفاع الطلب.
فيما تخطط "إيست سبرينج إنفستمنتس" (Eastspring Investments) لإضافة المزيد من الأوراق المالية المستدامة كنسبة من محافظها، حيث يرى مدير المحفظة رونغ رين غوه، أن ذلك يأتي "في الوقت الذي تواصل محفظة الاستثمار توسعها الصحي"، مضيفاً أن جهات الإصدار في كلٍ من اليابان وكوريا، وإلى حد ما الصين، كانت جذابة.
وتابع: "حتى في ظل تدهور بيئة المخاطر خلال الأشهر القليلة الماضية وسط تشديد الأوضاع المالية، لم تتسع هوامش الائتمان لهذه الإصدارات بشكل كبير، مما زاد من وضعها كأصول دفاعية".
ومع ذلك، أجّل المقترضون في الولايات المتحدة وأوروبا كلاً من الصفقات التقليدية والصفقات الخضراء (البيئية والاجتماعية وحوكمة الشركات) هذا العام استجابةً لارتفاع معدلات الفائدة والمخاوف بشأن الاقتصاد والأوضاع الجيوسياسية.
وانخفض مؤشر "بلومبرج" للسندات الخضراء بـ18.8% على أساس إجمالي العائد حتى الآن هذا العام، متجاوزاً الانخفاض بـ13.2% في السندات العالمية.
و تسمى السندات الخضراء، بالديون الخضراء لأن حصيلة الديون عبر هذا النوع من السندات، تُستخدم لتمويل مشاريع خضراء أو إعادة تمويلها في قطاعات مثل النقل والطاقة المتجددة وكفاءة استهلاك الطاقة.
كما تعرف على أنها صكوك استدانة تصدر للحصول على أموال مخصصة لتمويل مشروعات متصلة بالمناخ أو البيئة.
وتجذب هذه السندات مستثمرين من القطاع الذي يركز على الاستثمارات المستدامة والمسؤولة، والمستثمرين الذين يجعلون المعايير البيئية والاجتماعية وتلك المتصلة بالحوكمة جزءاً من تحليلهم الاستثماري.
الاستخدام المحدد للأموال التي يتم الحصول عليها لمساندة تمويل مشروعات معينة، هو الذي يميز السندات الخضراء عن السندات التقليدية، حيث يقيّم المستثمرون الأهداف البيئية المحددة للمشروعات التي تهدف السندات إلى مساندتها.
وتتمثل مزايا السندات الخضراء، في أنها:
- تتيح لمصدريها الوصول إلى مستثمرين جدد، وهو ما يجعل هؤلاء المصدرين أقل اعتماداً على أسواق معينة.
- تساعد السندات الخضراء على زيادة الوعي بالبرامج البيئية للمصدرين.
- أداة فاعلة في زيادة الوعي وفتح حوار موسع مع المستثمرين بشأن المشروعات التي تساعد على التصدي لتحدي تغير المناخ وغيره من التحديات البيئية، بحسب البنك الدولي.
كما تتمثل أهم المشروعات التي يمكن إصدار سندات خضراء لتمويلها، في:
- مشروعات الطاقة المتجددة وكفاءة استخدام الطاقة والإدارة المستدامة للنفايات.
الاستخدام المستدام للأراضي، والنقل النظيف، والإدارة المستدامة للمياه، والتكيف مع تغير المناخ والمدن الجديدة.
aXA6IDMuMTMzLjE1MS45MCA=
جزيرة ام اند امز