"التعافي الأخضر".. الممر الآمن لعبور تداعيات الجائحة
تقود دولة الإمارات خلال "أسبوع أبوظبي للاستدامة" العالم نحو التعافي الأخضر من جائحة كورونا التي كبدت الاقتصاد العالمي خسائر فادحة.
ووفق خبراء،أصبح يقينا للعالم أجمع أن التعافي الأخضر هو الطريق الأمثل لعبور جائحة كورونا وتداعياتها على الاقتصاد العالمي.
ويستند مفهوم الانتعاش -التعافي- الأخضر بعد جائحة (كوفيد 19) على اتباع مجموعة واسعة من الإصلاحات البيئية والتنظيمية والمالية، لاستعادة الازدهار، وانتشال البلدان من الركود الاقتصادي، بطريقة تكافح الاحتباس الحراري.
خسائر فادحة
وقدر النائب الأول لمدير عام صندوق النقد الدولي، جيفري أوكاموتو، خسائر الناتج الإجمالي العالمي جراء جائحة كورونا، بنحو 22 تريليون دولار، بما يعادل 2.8% من قيمة الناتج العالمي.
وحذر تقرير نشرته شبكة بلومبرج الإخبارية الأمريكية من أن الاقتصاد العالمي قد يتكبد خسائر بقيمة 36 تريليون دولار سنويا بحلول العام 2050، حال تقاعست حكومات العالم عن مواجهة التغيرات المناخية.
وأكد خبراء المناخ التابعون للأمم المتحدة، في مسودة تقرير، سيُنشر في مطلع عام 2022 الجاري، أن التمويل اللازم للتكيف مع تغير المناخ بحلول العام 2050، قد يصل إلى ألف مليار دولار سنويًا في سيناريوهات معينة للانبعاثات.
وتندرج تهديدات التغير المناخي تحت مظلة الكوارث الطبيعية التي كبدت العالم خسائر اقتصادية قدرها 268 مليار دولار عام 2020، وفق بيانات المنتدى الاقتصادي العالمي.
في حين أن شركات التأمين لم تغط سوى خسائر تبلغ 78 مليار دولار العام الماضي.
وقدّر برنامج الأمم المتحدة للبيئة، أن احتياجات تمويل التكيف ومواجهة التغير المناخي يمكن أن ترتفع إلى 300 مليار سنويًا في عام 2030، وإلى 500 مليار بحلول عام 2050.
ودعت مجموعة أفريقيا، بدعم من الاقتصادات الناشئة مثل الصين، والهند، الدول المتقدمة خلال "كوب 26" إلى تعبئة 650 مليار دولار على الأقل سنويًا من أجل التكيف فقط، اعتبارًا من عام 2030.
وبالموازاة، اقترحت دولة "فيجي"، وجُزُر أخرى سقفًا منخفضًا بمرّتين لكن اعتبارًا من العام 2025، بحسب ما قال وزير الاقتصاد وتغير المناخ أياز سيد خيوم، الذي دعا الدول الغنية إلى الاعتراف بالحالة الطارئة.
ويضيف "عندما نبني منزلًا، لا يمكننا أن نبني حائطًا واحدًا كلّ عشر سنوات، ونأمل أن يكون مأوىً لنا. نحن بحاجة لمأوى الآن".
ولكن هناك بارقة أمل، حيث أشار تقرير لمنتدى الاقتصادي العالمي إلى أن التركيز على التعافي الاقتصادي من جائحة كورونا بشكل يراعي البيئة من شأنه أن يعزز الاقتصاد العالمي بعشرة تريليونات دولار سنويا ويولد 395 مليون وظيفة مع حلول عام 2030.
"أبوظبي للاستدامة"
وينعقد أسبوع أبوظبي للاستدامة خلال الفترة بين 15 و19 يناير/كانون الثاني 2022 ويعد منصة عالمية تستضيفها شركة أبوظبي لطاقة المستقبل "مصدر"، التي يتمثل هدفها الرئيسي والمتجدد في تسريع وتيرة التنمية المستدامة.
وباعتباره أول حدث دولي رئيسي في مجال الاستدامة يقام بعد مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ "كوب-26"، يستقطب أسبوع أبوظبي للاستدامة مجموعة متميزة من القادة والخبراء المهتمين بتغير المناخ بمن فيهم زعماء الدول وصناع السياسات وخبراء الاستدامة ورواد التكنولوجيا إضافة إلى عدد من القيادات الشابة في هذا المجال.
ويعد "أسبوع أبوظبي للاستدامة" أحد أكبر التجمعات المعنية بمناقشة قضايا الاستدامة يوفر أسبوع أبوظبي للاستدامة منصة عالمية للتعاون وتبادل المعرفة والاستثمار والابتكار، ويستقطب أكثر من 45 ألف مشارك سنويا يمثلون ما يزيد عن 170 دولة، ويستضيف أكثر من 1000 شركة دولية.
ويركز أسبوع الاستدامة 2022 على اتخاذ خطوات وإجراءات فعالة في ثلاثة مجالات تشمل التعاون الدولي والقيادة والتنمية الاقتصادية والتكنولوجيا والابتكار.
ويقام حفل افتتاح أسبوع أبوظبي للاستدامة وتكريم الفائزين بجائزة زايد للاستدامة في مركز دبي للمعارض 17 يناير 2022 ضمن فعاليات إكسبو 2020 دبي بما يؤكد التزام دولة الامارات بجهود تعزيز الاستدامة والحد من تداعيات تغير المناخ.
وتكثف دول العالم جهودها والتزاماتها تجاه العمل المناخي من خلال تخصيص أموال إضافية لهذا الهدف وخفض الانبعاثات والجهود المبذولة لدعم المجتمعات الأكثر تضررا وحماية الموائل الطبيعية.
ريادة إماراتية
وفي وقت سابق من عام 2021 أعلنت دولة الإمارات عن مبادرتها الاستراتيجية سعيا لتحقيق الحياد المناخي بحلول عام 2050 مما جعلها أول دولة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا تعلن عن مثل هذه المبادرة وفي إطار هذه الخطوة ستستثمر الإمارات أكثر من 600 مليار درهم في الطاقة النظيفة والمتجددة خلال العقود المقبلة.
وستشكل قمة أسبوع أبوظبي للاستدامة فرصة لتعزيز الالتزام العالمي تجاه تحقيق الحياد المناخي كما ستمهد الطريق لمؤتمر الأطراف "كوب 28" المقرر عقده في الإمارات عام 2023.
وستستضيف القمة التي تعقد 17 يناير 2022 مجموعة من أبرز القادة العالميين من قطاعات الحكومة والاستدامة والتكنولوجيا لاستكشاف أحدث التوجهات التكنولوجية والاقتصادية التي تساهم في صياغة أجندة الاستدامة.
وتنسجم أهداف أسبوع أبوظبي للاستدامة مع وثيقة "مبادئ الخمسين" والتي تشكل المسار الاستراتيجي لدولة الإمارات خلال المرحلة المقبلة وتعكس رؤية القيادة وحرصها على تعزيز جهود التنمية في شتى المجالات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية.
aXA6IDE4LjIxNy4yMDguMjIwIA== جزيرة ام اند امز