سباق التقنيات الخضراء في العالم.. تحدي المناخ الكبير
بين وصف دولة متقدمة وأخرى نامية قد يذوب الفرق أمام تغير المناخ الذي يجتاح العالم، في هذا التقرير نستعرض سباق التحدي الكبير.
ووفقًا لتقرير التكنولوجيا والابتكار 2023 صنف مؤتمر الأمم المتحدة للتجارة والتنمية (الأونكتاد) 166 دولة على مستوى استعدادها لبدء استخدام التقنيات الخضراء من خلال مؤشر الجاهزية للتكنولوجيا Frontier Technologies 2023 والذي يحلل حجم السوق لـ 17 من التقنيات الخضراء، مثل الذكاء الاصطناعي وإنترنت الأشياء والمركبات الكهربائية، وقدرتها على خلق فرص العمل.
تأتي الولايات المتحدة والسويد وسنغافورة وسويسرا وهولندا في الدول الخمس الأكثر استعدادًا لاستخدام أو اعتماد أو التكيف مع تلك التقنيات، والتي ستكون ضرورية للانتقال إلى التكنولوجيا الخضراء.
- وظائف المستقبل "خضراء".. كيف يعصف "تغير المناخ" بملامح أسواق العمل؟
- "الطريق إلى COP28" يبدأ من طلبة المدارس.. رؤية خضراء
يُصنف المؤشر الدول بناءً على نشر تكنولوجيا المعلومات والاتصالات والمهارات ونشاط البحث والتطوير ونشاط الصناعة والوصول إلى التمويل. على سبيل المثال، احتلت الولايات المتحدة المرتبة الثانية في مجال البحث والتطوير، والمرتبة 11 في مجال تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، والمرتبة 18 من حيث المهارات، والمرتبة 16 للصناعة، والمرتبة الثانية في مجال التمويل.
وتمثل التقنيات السبعة عشر التي يغطيها التقرير مثل الذكاء الاصطناعي وإنترنت الأشياء والهيدروجين الأخضر بالفعل سوقًا بقيمة 1.5 تريليون دولار، والتي يمكن أن تنمو إلى أكثر من 9.5 تريليون دولار بحلول عام 2030 - حوالي ثلاثة أضعاف الحجم الحالي للاقتصاد الهندي.
التقنيات الخضراء والفجوة بين الدول المتقدمة والنامية
حتى الآن، تنتهز الاقتصادات المتقدمة معظم الفرص، بينما تظل الاقتصادات النامية متخلفة عن الركب. فقد قفز إجمالي صادرات التقنيات الخضراء من الدول المتقدمة من حوالي 60 مليار دولار في عام 2018 إلى أكثر من 156 مليار دولار في عام 2021. وفي نفس الفترة، ارتفعت الصادرات من الدول النامية من خط بدء مماثل قدره 57 مليار دولار إلى حوالي 75 مليار دولار فقط. في غضون ثلاث سنوات، انخفض نصيب الدول النامية من الصادرات العالمية من أكثر من 48٪ إلى أقل من 33٪.
كما أن هناك فجوة واضحة بين الدول ذات الدخل المرتفع والدول ذات الدخل المنخفض. وتعتبر أمريكا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي وأفريقيا جنوب الصحراء هي الأقل استعدادًا لتسخير التقنيات الرائدة.
فقد احتلت الصين، أكثر الدول النامية استعدادًا، المرتبة 35، تليها البرازيل في 40، والهند في المرتبة 46، وجنوب أفريقيا في المرتبة 56. وقال التقرير إن مركز الصين الأقل من المتوقع يرجع أساسًا إلى التفاوتات بين المناطق الحضرية والريفية في تغطية الإنترنت وسرعة النطاق العريض.
وتأتي في ذيل القائمة غينيا وجمهورية الكونغو الديمقراطية وغامبيا وغينيا بيساو وجنوب السودان. وقد تم تصنيف كل من هذه الدول الخمس بنهاية جميع المؤشرات الفرعية الخمس للمؤشر. ومع ذلك، كان أداء عدد من الدول في آسيا أفضل من المتوقع، بما في ذلك الهند (المرتبة 55) والفلبين (المرتبة 57) وفيتنام (المرتبة 45).
الدول العربية تفرض مكانها في الاقتصاد الأخضر
وقد شهدت بعض الدول العربية تقدمًا ملحوظًا وأبرزها دولة الإمارات العربية المتحدة التي تقدمت خمس مراتب لتحتل المرتبة السابعة والثلاثين في التصنيف، حيث صُنفت الإمارات العربية المتحدة، كثاني أكبر اقتصاد في العالم العربي، ضمن مجموعة النقاط "المرتفعة"، بعد أن صُنفت سابقًا في المجموعة "المتوسطة العليا" في عام 2021، حسبما ذكرت وزارة الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة.
من المتوقع أن يصل الإنفاق على التكنولوجيا الرقمية - بما في ذلك تكنولوجيا المعلومات والاتصالات والتكنولوجيا الناشئة مثل الذكاء الاصطناعي وإنترنت الأشياء والبلوك تشين والروبوتات - في دولة الإمارات العربية المتحدة على مدى السنوات الثلاث المقبلة إلى 20 مليار دولار، وفقًا لمجموعة بوسطن الاستشارية.
وذكر التقرير أن دولة الإمارات في وضع جيد لمضاعفة مساهمة اقتصادها الرقمي في الناتج المحلي الإجمالي إلى 19.4% من 9.7% في غضون السنوات العشر المقبلة. ومن المتوقع أن ينمو الاقتصاد الرقمي لدولة الإمارات العربية المتحدة إلى أكثر من 140 مليار دولار في عام 2031، ارتفاعًا من حوالي 38 مليار دولار في الوقت الحالي، وفقًا لتقرير صادر عن غرفة الاقتصاد الرقمي في دبي.
توجهات نحو المستقبل
يدعو التقرير الحكومات في الدول النامية إلى:
• الاستثمار في قطاعات أكثر تعقيدًا وأكثر اخضرارًا من خلال أدوات السياسة مثل المجموعات ومبادرات التخصص الذكية والمشاريع الإيضاحية.
• تعزيز المهارات التقنية وتوسيع نطاق الاستثمارات في البنية التحتية لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات ومعالجة فجوات الاتصال بين الشركات الصغيرة والكبيرة وبين المناطق الحضرية والريفية.
• بناء القدرات لتسخير التقنيات الرائدة. وإلا فإن الثورة التكنولوجية الخضراء لن تقضي على التفاوتات العالمية بل ستوسعها.
aXA6IDE4LjExOS4xMDguMjMzIA== جزيرة ام اند امز