«العلاج الأخضر».. أطباء يصفون الطبيعة بديلا لأدوية التوتر
 
                                        في ظل تصاعد الضغوط النفسية، لجأ مئات الأطباء في الولايات المتحدة إلى وصف "العلاج الأخضر" لمرضاهم.
ومفهوم "العلاج الأخضر" يشير إلى الخروج للهواء الطلق للتغلب على التوتر، ورغم أن ذلك لا يحتاج إلى إذن طبي، إلا أن متخصصين يرون أن تحويل النصيحة إلى "وصفة" يساعد المرضى على التعامل معها بجدية أكبر.

وتقول الدكتورة سوزان هاكنميلر، طبيبة أمراض النساء في ولاية آيوا، إن وصف "وقت في الطبيعة" لمرضاها يمنحهم "إحساساً بالإذن" لالتقاط أنفاسهم بعيداً عن الضغوط اليومية، بعدما لاحظت بنفسها تأثير الطبيعة المهدئ عقب وفاة زوجها.
وتشير دراسات طبية متعددة إلى أن قضاء وقت بين الأشجار والمساحات الخضراء، يمكن أن يخفض ضغط الدم، ويقلل هرمونات التوتر، ويعزز المناعة. ويؤكد الدكتور برنت باور، مدير برنامج الطب التكميلي في "مايو كلينك"، أن هذا التأثير "ليس مجرد انطباع رومانسي"، بل تدعمه بيانات علمية.
ومن أجل تحويل النصيحة إلى ممارسة فعلية، ظهرت منذ نحو عقد مبادرات مثل "برنامج العلاج بالطبيعة" في أمريكا، الذي يوفر بروتوكولات لأطباء يصفون نشاطات خارجية لمرضاهم، بما يشمل نوع النشاط، ومكانه وقوته وتكراره، مع رسائل تذكيرية للمتابعة.
وسجّل في المنصة نحو ألفي طبيب حول العالم وأصدروا أكثر من 7 آلاف وصفة طبيعية منذ عام 2019، بحسب بيانات المؤسسة.
ويقول خبراء إن هذه الوصفات تساعد بعض الفئات، مثل الرؤساء التنفيذيين، الذين لا يعرفون من أين يبدأون. ويوضح الدكتور باور: "حين يسلمني أحدهم وصفة ورقية، تزداد احتمالات أن ألتزم بها".
ويبدو أن الشعور بفقدان السيطرة على أحداث العالم يعزز الرغبة في اللجوء إلى الطبيعة كملاذ، وفق هاكنميلر، التي ترى أن "الابتعاد عن ضجيج الأخبار يشكّل متنفساً نفسياً مهماً".
ولا يزال الجدل قائماً بشأن مدى فعالية هذا الاتجاه على المدى الطويل؛ إذ خلصت دراسة في عام 2020 أجرتها هيئات علمية أميركية إلى ضرورة إجراء المزيد من الأبحاث لقياس النتائج الصحية المستدامة.

لكن المبادرات تتوسع، حتى داخل الجامعات. ففي كلية ويليام وماري بولاية فيرجينيا، يصدر الطلاب أنفسهم وصفات لزملائهم بناء على طلبات إلكترونية تحدد التفضيلات والاحتياجات. وقد ارتفع معدل الطلبات من 12 وصفة شهرية عام 2020 إلى 22 وصفة في عام 2025.
وبالنسبة للطلبة الباحثين عن فسحة هدوء، مثل الطالبة كيلسي واكياما، فإن مجرد المشي بين الأشجار "يخفف توتر الجهاز العصبي ويستدعي ذكريات لطيفة". وتضيف: "بعد ساعات من الدراسة داخل المكتبة، يصبح الهواء النقي علاجاً لا غنى عنه".
ورغم غياب إجماع علمي كامل حول التأثير طويل الأمد، يتفق الأطباء على شيء واحد: الطبيعة لا تزال حاضرة لمن يرغب في الشفاء.
aXA6IDIxNi43My4yMTYuMTI2IA==
جزيرة ام اند امز
 
                                                            
                                                     
                                                            
                                                     
                                                            
                                                    