من قلب الطبيعة.. مكمل عشبي بسيط يحارب القلق بتكلفة زهيدة

أظهرت أبحاث حديثة أن زيت اللافندر، المكمل العشبي المعروف، يمكن أن يضاهي تأثير أدوية القلق الموصوفة طبياً.
وحسب مراجعة أجراها باحثون بولنديون، فإن تناول كبسولة يومية من زيت اللافندر بجودة صيدلانية يُظهر فعالية كبيرة في علاج القلق الخفيف والمتوسط والشديد، كما أنه يقدم بديلاً غير إدماني للأدوية التقليدية.
ويرى العلماء أن زيت اللافندر يعمل على الجهاز العصبي السمبتاوي، المسؤول عن موازنة التوتر وضبط معدل ضربات القلب، وهي وظيفة تقل فعالية ممارستها لدى الأشخاص الذين يعانون من القلق. ومن هنا يأتي دور الزيت في تهدئة هذه الاستجابات الجسدية، وبالتالي المساهمة في تخفيف أعراض القلق.
ويعد القلق واحدا من أكثر حالات الصحة النفسية شيوعًا في المملكة المتحدة، حيث يعاني أكثر من 8 ملايين شخص من اضطراب قلق في أي وقت. في المقابل، شهدت البلاد ارتفاعًا حادًا في وصف أدوية مضادات القلق المعروفة بالأنزوليتكس، والتي قد تتسبب في آثار جانبية تشمل اضطرابات جنسية، تلف الكبد، وإرهاق مزمن.
وحذر خبراء من الاعتماد المتزايد على هذه الأدوية، مؤكدين أن بعض المرضى قد لا يحتاجونها على الإطلاق. وقال الدكتور هانز بيتر فولز، اختصاصي الطب النفسي والعلاج النفسي: "الأطباء قد يميلون سريعًا إلى وصف الأدوية لمن يعانون ضغوطًا عاطفية، دون استكشاف خيارات بديلة. لذا من المهم البحث عن علاجات مكمّلة مثل العلاج بالكلام، اليقظة الذهنية، والمكملات العشبية التقليدية".
من بين هذه البدائل، يبرز زيت اللافندر كخيار فعال، يباع بسعر زهيد جدا، وأوضحت الدكتورة أنابيل غريم، مديرة الشؤون الطبية العالمية بشركة "شوفاية جروب" المتخصصة في الأعشاب الطبية، أن التجارب السريرية أظهرت فعالية زيت اللافندر بجودة صيدلانية في تخفيف أعراض القلق، موازياً تأثير بعض أدوية الأنزوليتكس مثل البنزوديازيبينات ومثبطات إعادة امتصاص السيروتونين الانتقائية، دون المشكلات المرتبطة بالنعاس أو الإدمان.
وتشير النتائج إلى أن زيت اللافندر يمكن اعتباره خيارا علاجيا أوليا للمرضى، خصوصا في حالات القلق الخفيف إلى المتوسط، مع قدرة تحمل جيدة ومخاطر أقل مقارنة بالأدوية التقليدية.
يأتي هذا البحث في وقت يزداد فيه تشخيص حالات الصحة النفسية بشكل ملحوظ، حيث أظهرت الإحصاءات الحديثة ارتفاع عدد الأشخاص الباحثين عن المساعدة النفسية بنسبة ثلثي عددهم تقريبًا منذ ما قبل الجائحة، ووصل العدد إلى نحو 4 ملايين شخص. كما أظهرت بيانات مكتب الإحصاءات الوطنية أن نحو ربع الأطفال في إنجلترا يعانون من "اضطراب محتمل في الصحة النفسية"، مقارنة بواحد من كل خمسة في العام السابق، مع زيادة بنسبة 55% في عدد الأطفال دون 18 عامًا الذين يتلقون علاجًا منذ بداية الجائحة.
ويؤكد الباحثون أن المكملات الطبيعية مثل زيت اللافندر تمثل فرصة لتقديم حلول بسيطة وفعالة لمشكلة القلق، بأسلوب مستدام وآمن وبتكلفة منخفضة، ما يجعلها خيارا جذابا للعديد من الأسر.