الإضرابات الفرنسية تغرق باريس ومارسيليا في القمامة
المسؤولون عن جمع النفايات ومعالجتها في إقليم "إيل دو فرانس" يحتجون ضد تعديل المعاشات التقاعدية بالتوقف عن جمع القمامة
تتراكم أكوام القمامة لعدة أيام في شوارع العاصمة الفرنسية باريس، وكذلك في مدينة مرسيليا بسبب حركة الإضراب ضد إصلاح نظام التقاعد، باضراب محطات معالجة النفايات في "إيل دو فرانس" ما يعطل عملية جمع النفايات، خاصة في باريس، عند سفح المناطق السياسية ببرج إيفل ومتحف اللوفر.
وذكرت صحيفة "لوباريزيان" الفرنسية أنه "بينما يضرب الأطباء والمحامون وحتى رجال الإطفاء، للضغط على الحكومة الفرنسية للتراجع عن تعديل قانون المعاشات، ظهرت قوة جديدة أكثر إزعاجاً ولكن ليست بصوتها، إنما بالرائحة، إذ يضفون لحركة إضرابهم رائحة خاصة، وهم جامعو القمامة".
وأوضحت الصحيفة الفرنسية أنه "على مدار 10 أيام كان المسؤولون عن جمع النفايات ومعالجتها في إقليم "إيل دو فرانس" يحتجون بطريقتهم الخاصة، ضد تعديل المعاشات التقاعدية، بالتوقف عن جمع القمامة، الأمر الذي يهدد بخطر انتشار القوارض في العاصمة الفرنسية.
وجاءت فكرة الإضراب بناء على دعوة من شركة "سي.جي.تي إنرجي مين" للطاقة، بتوقف المحارق الثلاثة التي عادة ما تحرق النفايات، للانضمام إلى حركة الإضرابات، فيما أعلنت شركة "سيكتوم" التي تدير قمامة 6 ملايين من سكان "إيل دو فرانس"، أن معمل إعادة التدوير في "سان- أوين" الوحيد الذي يعمل لمعالجة نحو 500 طن قمامة يومياً من بين المعامل الأخرى المتوقفة بسبب الإضرابات.
وأشارت الصحيفة الفرنسية إلى أن إضراب جامعي القمامة ليست مشكلة في العاصمة الفرنسية فحسب، بل امتدت للمدن الكبرى، في مرسيليا بإقليم "بوش دو رون".
من جانبها، قال الأمين العام لاتحاد النقابات العمالية والخدمات العامة ناتاشا بومييه إن "هذه الفئة تريد أن يدرك المسؤولون مدى صعوبة مهنتهم التي تمت إهمالها في مشروع إصلاح المعاشات التقاعدية، وبالتالي فإنه نتيجة لذلك تتراكم النفايات بالأطنان خلال الأيام الأخيرة في باريس ومارسيليا".
ووفقاً للصحيفة الفرنسية، فإن جامعي القمامة أضربوا على الطرق السريعة لإدانة ظروف عملهم، مما أدى إلى تراكم القمامة على الأرصفة في العاصمة، وتحول رائحة باريس إلى رائحة كريهة".
ولفتت "لوباريزيان" إلى أن وجود صناديق للقمامة والنفايات على الأرض أمام المعالم الأثرية الباريسية يزعج السياح أيضًا، كما هو الحال في "ساحة الأوبرا" إحدى أهم ركائز السياحة في باريس، كما تغمر الروائح مفترق الطرق والمقاطعات.
وفي مرسيليا، بات سكان المدينة على حافة الهاوية، حيث تراكمت بالفعل 3 آلاف طن من النفايات على الأرصفة، على الرغم من اعتيادهم على هذا النوع من الإضراب، ولكن الوضع لا يطاق، إذ يضطر السكان تجاوز أكوام القمامة لدخول منازلهم.
وفي إيفري، قام 400 محتج بغزو موقع معالجة النفايات بأكبر محرقة في أوروبا للمطالبة بسحب قانون نظام التقاعد.
aXA6IDMuMTcuMTY2LjE1NyA=
جزيرة ام اند امز