غرونينغن.. قصة مؤلمة عن الغاز في هولندا ثمنها 24 مليار دولار
إنتاج الغاز في حقل غرونينغن في هولندا من المتوقع أن ينتهي الاستخراج منه بحلول عام 2024 على أبعد تقدير.
تعهدت الحكومة الهولندية بتقديم حزمة تعويضات تبلغ قيمتها نحو 22 مليار يورو (24 مليار دولار) إلى مقاطعتي غرونينغن ودرينثي عن عقود من الضرر بسبب استخراج الغاز.
وخلال زيارة إلى مقاطعة جرونينجن، قال رئيس الوزراء مارك روته الثلاثاء إن الحكومة مدينة للمناطق المتضررة بمساعدات نتيجة للضرر الناجم عن الاستخراج.
وقد تسبب استخراج الغاز في وقوع مئات الزلازل التي ألحقت أضرارا بالعديد من المباني وأثرت بشدة على حياة المواطنين، الذين لم يتم تعويض الآلاف منهم.
- الغاز الأفريقي بدلا من الروسي.. أوروبا تنقّب عن الحل في القارة السمراء
- أزمة غير متوقعة.. توقف خط لنقل الغاز الطبيعي إلى أوروبا من بريطانيا
واعتذر روته بالنيابة عن الحكومة لأنها "خذلت الناس لعقود".
وقال إن الحكومة سوف تستثمر 250 مليون يورو سنويا خلال السنوات الـ30 المقبلة لدفع التعويضات وزيادة الفرص الاقتصادية في المنطقة. وسيتم ترميم المباني التي لحقت بها أضرار بدون أي إجراءات روتينية.
وقد تسبب استخراج الغاز في حدوث 1600 زلزال منذ عام 1986. وتضررت عشرات الآلاف من المنازل بشدة، كما تضرر نحو 100 ألف شخص.
وفي عام 2018، قررت الحكومة الإنهاء التدريجي لإنتاج الغاز بحلول عام 2023. وقد تم اكتشاف حقل غرونينغن للغاز الطبيعي في عام 1959 وبدأ إنتاج الغاز في عام 1963.
وقالت الحكومة إن الإنتاج في غرونينغن، الذي كان في يوم من الأيام أحد أكبر موردي الغاز الطبيعي في أوروبا، سيتم تحديده عند 2.8 مليار متر مكعب في العام الذي بدأ في الأول من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، انخفاضًا من 4.5 مليار متر مكعب في بداية 2022.
لا يزال حقل غرونينغن، الذي تديره شركة مشتركة بين شل (SHEL.L) وإكسون موبيل (XOM.N)، يحتفظ باحتياطيات هائلة من الغاز الطبيعي.
لكن الاستخراج توقف بالكامل تقريبًا في السنوات العشر الماضية حيث ألقي باللوم في الزلازل على حفر المباني المتضررة وأثارت احتجاجات من قبل السكان والنشطاء.
على الرغم من تعرض الهولنديين لضغوط لتغيير المسار بسبب أزمة الطاقة الناجمة عن الحرب الروسية في أوكرانيا، قالت الحكومة مرارًا وتكرارًا إنه لا يمكن استئناف الإنتاج إلا كملاذ أخير إذا نفدت إمدادات الغاز للأسر الهولندية.
وقالت الحكومة إن جميع مواقع الإنتاج الـ 11 في المنطقة ستظل تعمل حتى أبريل/ نيسان 2023 على الأقل، من أجل أن تكون قادرة على زيادة الإنتاج في حالة الطوارئ.
وأصبحت هولندا أكبر منتج للغاز الطبيعي في أوروبا بعد النرويج. وحققت الدولة أكثر من 360 مليار يورو، بينما حققت شركتا النفط المشاركتان "شل" و"أكسون موبيل" نحو 66 مليار يورو.
وقف التنقيب عن الغاز في بحر وادن
وفي سياق منفصل، قضت محكمة إدارية هولندية الثلاثاء بعدم السماح لشركة الغاز والنفط الهولندية "وان دياس" ببناء منصة للتنقيب ووضع كابلات في الوقت الراهن في بحر وادن بسبب الضرر البيئي المحتمل.
وكانت الشركة ترغب في بدء العمل الإعدادي قبل بناء آبار غاز جديدة في المنطقة، إلا أن المحكمة قالت إنه لا يمكن استبعاد تعرض الطبيعة لأضرار.
ويعد بحر وادن هو أكبر نظام في العالم من مسطحات المد والجزر، وفقا لموقع بحر وادن للتراث العالمي وهو عبارة عن بحر ضحل. وتمتد المنطقة بطول سواحل الدنمارك وألمانيا وهولندا ومدرجة كموقع للتراث العالمي لليونسكو.
وقد طالبت العديد من المنظمات البيئية الألمانية والهولندية وكذلك مدينة "بوركوم" بإصدار أمر بوقف أعمال البناء.
وكانت شركة "وان دياس" قد حصلت على رخصة من الحكومة في لاهاي للتنقيب عن الغاز الطبيعية في المياه الهولندية بجزيرتي بوركوم وسخيرمونيكوخ في بحر وادن.