غوانتانامو.. "معتقل الأشرار" الأغلى في العالم
مع تعهد الرئيس الأمريكي الجديد جو بايدن، بإغلاق معتقل غوانتانامو قبل انتهاء ولايته، عادت الأنظار شاخصة نحو السجن الأغلى في العالم.
والجمعة، أعلنت المتحدثة باسم البيت الأبيض، أن بايدن، الذي تسلم منصبه الشهر الماضي، يريد إغلاق معتقل غوانتانامو قبل انتهاء عهدته.
وهذه ليست المرة الأولى التي تتحدث فيها واشنطن عن عزمها إغلاق معتقل غوانتانامو، حيث سبق بايدن في هذه الرؤية، الرئيس الأسبق باراك أوباما الذي لم يتمكن من الوفاء بما قطعه لعدم وجود تسوية مع الكونجرس الذي كان يقع تحت سيطرة الجمهوريين آنذاك.
أما الملياردير الجمهوري دونالد ترامب، فكثيرا ما عبّر خلال حملته الرئاسية عام 2016، عن نيّته الإبقاء على هذا المعتقل مفتوحا و"جعله مليئا بالأشرار".
وعلى مدار الأعوام السابقة، سنّ الكونجرس تشريعا يمنع نقل المعتقلين في غوانتانامو إلى الولايات المتحدة لمحاكمتهم.
ويهدف التشريع إلى إجبار الحكومة على محاكمة المتهمين بالإرهاب أمام اللجان العسكرية داخل غوانتانامو وليس في المحاكم الفيدرالية.
وما بين وعود السابقين واللاحقين، تستعرض "العين الإخبارية" أصل المعتقل المثير للجدل وقصته.
النشأة
في العاشر من ديسمبر/كانون أول 1903، استأجرت الولايات المتحدة من كوبا أول قاعدة عسكرية لها في الخارج على مساحة 45 ميلا مربعا، مقابل 200 دولار سنويا.
واليوم ، ترتبط القاعدة في خليج غوانتانامو بصور لمعتقلين يرتدون بذلات برتقالية اعتقلوا بعد هجمات 11 سبتمبر على مركز التجارة العالمي، بتهمة الإرهاب.
وفي يناير/كانون الثاني عام 2002، افتتحه الرئيس الأمريكي السابق جورج دبليو بوش، ليؤوي أولئك السجناء الأجانب المشتبه بهم، بينهم شخصيات بارزة في القاعدة والعقل المدبر لهجمات 11 سبتمبر خالد شيخ محمد.
وعند افتتاحه كان المعتقل يضم أكثر من 700 سجين، تقلص عددهم اليوم إلى نحو أربعين باتوا محط جدل مع ارتفاع تكلفة إيوائهم.
الأغلى في العالم
ووفق تقرير لصحيفة نيويورك تايمز، فإن التكلفة الإجمالية لإيواء 40 سجينا، ودفع رواتب الحراس، وإدارة المحاكم العسكرية هناك، بلغت 540 مليون دولار ، أو ما يقرب من 13 مليون دولار لكل سجين، عام 2018.
وكما كتبت مراسلة نيويورك تايمز، فهي ليست بالضبط مقارنة بين التفاح والبرتقال بين سجن غوانتانامو والسجون الفيدرالية الأخرى، نظرا لوقوعه في جزيرة خارج الولايات المتحدة، حيث يتعين على البنتاجون إرسال حراس للتناوب هناك - عادة ما يكونون من الحرس الوطني أو جنود الاحتياط، بالإضافة إلى حساب التكاليف مثل دوريات خفر السواحل في المياه القريبة، والطاقم الطبي، والمحامين.
وفي عام 2013 ، بلغت تكلفة السجين الواحد داخل معتقل غوانتانامو حوالي 2.7 مليون دولار.
تكاليف يراها العقيد المتقاعد بالقوات الجوية غاري براون ، المستشار القانوني السابق للرئيس السابق للمحكمة العسكرية في غوانتنامو، بأنها "إهدار رهيب وكارثي للمال".
وسبق أن أعرب الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب عام 2019، عن استيائه من التكلفة المادية للإبقاء على السجن المثير للجدل.