الجارديان: أردوغان يقود مقامرة في سوريا ستنقلب عليه
الصحيفة البريطانية تؤكد أن تركيا تلعب لعبة خطرة في سوريا في تحد صارخ لكل من روسيا والولايات المتحدة الأمر الذي قد يقلب الوضع على أنقرة.
بدأت أنقرة مغامرة وبالأحرى "مقامرة" تزيد حالة عدم الاستقرار داخل سوريا، بعد أن اجتاحت القوات التركية بلدة عفرين شمال غرب سوريا، في خطوة وصفتها صحيفة الجارديان البريطانية "بالمقامرة الخطرة".
وحذرت "الجارديان" في تقرير لها من أن تلك الخطوة تقوض جهود السلام في سوريا بتأثيرها السلبي على المفاوضات السورية، وذلك بسبب هوس الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بمحاربة الأكراد المتاخمين لحدود بلاده.
الخطوة تمثل تعديا صارخا وتحديا لكل من روسيا والولايات المتحدة ونظام الرئيس السوري بشار الأسد نفسه.
وبدأ الجيش التركي، السبت، عملية عسكرية على منطقة عفرين السورية تحت مسمى "غصن الزيتون"؛ تستهدف الأكراد في شمال سوريا، خاصة وحدات حماية الشعب الكردية التي تقاتل ضد تنظيم داعش الإرهابي، وأوقعت العملية العسكرية التركية قتلى ومصابين أغلبهم مدنيون من الأكراد.
وتؤكد الصحيفة أن تلك الخطوة التركية التي اعتبرتها في "غاية الخطورة على عملية السلام في سوريا" تضع تركيا في مواجهة مباشرة مع الولايات المتحدة، أحد حلفاء الأكراد الأساسيين في حربهم ضد تنظيم داعش الإرهابي في سوريا.
وترى الصحيفة أن التحرك التركي يأتي كرد على إعلان الولايات المتحدة عزمها تدريب نحو 30 ألف مقاتل من المناطق الكردية في سوريا، وبالرغم من أن وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيليرسون أكد أن تلك الخطوة تم فهمها بشكل خاطئ، إلا أن إعلان وزارة الدفاع الأمريكية، أنها ستستمر في الوجود داخل سوريا دفع أردوغان للتهور وإرسال جنود لدخول الأراضي السورية.
ويرى سايمون تيسدال، رئيس وحدة التحليلات الخارجية بصحيفة "الجارديان"، أن خطوة تركيا في هذه الحالة ستعيد إشعال الوضع داخل سوريا، إلا أن اللاعبين لن يكونوا فقط من الداخل السوري، بل قد تتدخل الولايات المتحدة للدفاع عن حلفائها الأكراد ضد الهجمات التركية، الأمر الذي سيضع الناتو، التي تعد تركيا عضوا به، في موقف معقد للغاية.
روسيا أيضا لن تنسحب من المعركة، بحسب تيسدال، حيث قد تستمر في حماية مصالحها داخل سوريا المتمثلة في القواعد العسكرية التي تم إنشاؤها خلال السنوات القليلة الماضية، إضافة إلى شك شبه مؤكد على زيادة دور طهران داخل سوريا، حليف الأسد الأول، واستغلال الوضع لصالحها.
وترى الصحيفة أن جميع تلك العوامل ستضرب عملية السلام في سوريا في مقتل بعد سنوات طويلة من المفاوضات المباشرة والغير مباشرة، الأمر الذي سيحول دائرة العنف في سوريا إلى وضع أكثر تعقيدا عن ذي قبل.
وفي تصريحات صحفية، قال رئيس الوزراء التركي بن علي يلدريم، الأحد، إن القوات دخلت صباح اليوم مدينة عفرين في إطار العملية التي أطلقها الجيش لمحاربة وحدات الشعب الكردية التي تعتبرها أنقرة منظمة إرهابية.
من جانبها، نفت وحدات الشعب الكردية في عفرين ما ذكره المسؤول التركي، مؤكدة أن القوات التركية حاولت عبور الحدود ولكنها فشلت بعد اشتباكات ضارية.
يأتي ذلك بعد يوم من ضربات جوية تركية في المنطقة مستهدفة وحدات حماية الشعب الكردية المدعومة من الولايات المتحدة.