غير رأيه.. فان باستن: جوارديولا صنع أفضل فريق في التاريخ
اعترف ماركو فان باستن، أسطورة الكرة الهولندية، بأن بيب جوارديولا، مدرب مانشستر سيتي الإنجليزي الحالي، أجبره على تغيير قناعاته.
ويعتبر فان باستن أحد أفضل من مروا على تاريخ الساحرة المستديرة، رغم أن مسيرته انتهت مبكرا حين كان عمره 28 عاما بسبب إصابة في الكاحل الأيمن، بينما كان يرتدي قميص ميلان الإيطالي.
واعترف أسطورة هولندا، خلال مقابلة مع وكالة الأنباء الإسبانية بمناسبة نشر سيرته الذاتية "باستا"، بأنه كان يعتبر ميلان الذي لعب بين صفوفه هو أفضل فريق في تاريخ كرة القدم، مؤكدا أنه "أفضل حتى من برشلونة في حقبة يوهان كرويف"، وهما الفريقان اللذان تزامنا في نهاية الثمانينيات ومطلع التسعينيات.
لكن بيب جوارديولا أجبر فان باستن على تغيير رأيه حيث قال نجم الطواحين السابق: "لكن برشلونة بقيادة بيب جوارديولا كان أفضل من ميلان تحت إمرة برلسكوني".
وأكد فان باستن أن مدرب مانشستر سيتي الحالي أصبح مرجعية، موضحا: "جوارديولا يقدم كرة القدم التي أفهمها وكذلك كرويف، وبأفضل صورة ممكنة" وهي الكرة الهجومية الممتعة.
يذكر أن جوارديولا تولى المسؤولية الفنية لبرشلونة في الفترة من 2008 إلى 2012، وقاده للتتويج بـ14 لقبا، بينها 3 للدوري الإسباني، ومثلها للسوبر المحلي، بجانب لقبين لدوري أبطال أوروبا ومثلهما للسوبر القاري وكأس العالم للأندية وكأس ملك إسبانيا.
عاشق الهجوم
كان الأسطورة الهولندية مسئولا بشكل أو بآخر عن قرار سيلفيو برلسكوني مالك ميلان السابق بالاستغناء عن خدمات المدرب أريجو ساكي الذي كانت لديه فلسفة مغايرة تجاه كرة القدم، حيث اعتمد أسلوب لعبه على الدفاع أكثر من الهجوم، وهو عكس ما كان يحبذه عاشق الهجوم فان باستن.
وبعد رفع كأس أمم أوروبا عام 1988 مع منتخب هولندا، تلقى فان باستن عرضا من جانب مواطنه كرويف الذي كان قد وصل لتوه إلى برشلونة لتدريب الفريق الكتالوني، وكان قد حظي بفان باستن تحت إمرته في أياكس من قبل، كي ينضم للبرسا.
وكشف اللاعب السابق في هذا الصدد: "رفضت ذلك، لأنني كنت قد وصلت قبل عام فحسب لميلان قادما من أياكس ولم أستطع اللعب تقريبا بسبب إصابتي في الكاحل، كما أن أفضل كرة في تلك الفترة كانت تلعب في إيطاليا، لذا أردت إثبات كيف أنني لاعب جيد، وفزنا بكأس أبطال أوروبا (دوري الأبطال بمسماها الحالي)".
وتوج النجم الهولندي السابق بأول دوري أبطال له مع ميلان في 1989 ومن ملعب كامب نو على حساب ستيوا بوخارست وبنتيجة كبيرة 4-0 أحرز فان باستن منها ثنائية، وكان الميلان قد أقصى ريال مدريد من نصف النهائي بنتيجة تاريخية 5-0 في مباراة الإياب، وقبلها بعام نال أول جائزة كرة ذهبية وأتبعها بالفوز بها مرتين أخريين في 1989 و1992.
يذكر أن مسيرة فان باستن لم تكن وردية على الدوام، حيث شهدت الكثير من اللحظات الحزينة، التي كانت أبرزها في 21 ديسمبر/ كانون الأول 1992، حين خضع للمرة الثالثة لجراحة في الكاحل، لم يتمكن بعدها من العودة إلى المستطيل الأخضر كلاعب محترف.
ويقول فان باستن عن ذلك: "كان الأمر بشعا، حيث عانيت آلاما لا تطاق، وعجز الأطباء عن مساعدتي بالعقاقير وساءت حالة كاحلي أكثر وأكثر، أمضيت وقتا طويلا قعيد الأريكة لا أستطيع حتى السير، ولم أكن أرغب في أن يراني الناس على هذه الحالة، وأصبت بالاكتئاب، وكانت فترة حالكة".
وأضاف: "كان الألم جسديا، لكنه كان له تأثير ذهني هائل.. كان لا يزال بوسعي اللعب لأعوام عديدة بعد، وإظهار ما أنا قادر على فعله، وقد سعيت لحل مشكلة الكاحل بطرق عديدة من أجل مواصلة مسيرتي الكروية، لكن لم يكن ذلك ممكنا".
وكشف أسطورة هولندا أن "قراءة السيرة الذاتية التي كتبها نجم التنس الأمريكي أندريه أجاسي والتي حملت اسم (أوبن) كانت مصدر إلهام له، خاصة بسبب معاناته هو الآخر من متطلبات والده التي لا تنتهي".