هل يعيش جوارديولا حقبة أليكس فيرجسون مع مانشستر سيتي؟
يبدو أن مانشستر سيتي يعيش بداية حقبة السيطرة على لقب الدوري الإنجليزي مثلما فعل جاره اليونايتد في الماضي.
فسابقا في المواسم التي لم يستطع فيها مانشستر يونايتد الفوز بالدوري الإنجليزي الممتاز في سنوات مجد أليكس فيرجسون، كانت جماهيره تسخر من المنافسين بالقول إن اللقب خرج على سبيل الإعارة.
وسار مشجعو مانشستر سيتي على الخط ذاته عندما شق ليفربول طريقه نحو اللقب في الموسم الماضي لينهي سيطرة الفريق السماوي، لكن في الحقيقة ربما كانت الجماهير تخشى من تحول حقيقي في موازين القوى.
ومع ذلك، فالطريقة التي استعاد بها الإسباني بيب جوارديولا مدرب السيتي هيمنته حتى بعد البداية السيئة هذا الموسم تشير إلى أنه ليس الفريق الأفضل فقط بل أن إزاحته من على القمة ستكون أصعب من أي وقت مضى، وقد يكون في بداية طريقه لحقبة مماثلة لما عاشها يونايتد تحت قيادة مدربه الأسطوري أليكس فيرجسون.
حلم الأفضل
وبعد حصد لقب الدوري الإنجليزي وكأس رابطة المحترفين، يسعى السيتي خلف لقب دوري أبطال أوروبا للمرة الأولى في تاريخ النادي، وهو إنجاز من شأنه أن يؤكد تربع الفريق على عرش الأفضل في العالم.
وسيكون هذا الإنجاز بمثابة "الكرز على الكعكة" بالنسبة لجوارديولا الذي تحدث دائما في بداية كل موسم عن أن الفوز بالدوري الممتاز هو أولويته، رغم أن أحلام جماهير السيتي وإدارته تتمثل في التتويج بالكأس ذات الأذنين.
النجاح في الموسم الحالي يعد استمرارا لمواسم سابقة، حيث أنه عندما قاد المدرب الإسباني السيتي للفوز بلقب البريميرليج في موسم 2017-2018، كان بعيدا تماما عن منافسيه وحصد 100 نقطة متقدما بفارق 19 نقطة على يونايتد.
وفي الموسم التالي، كان الصراع على أشده على اللقب وانتهى بوجود السيتي في القمة برصيد 98 نقطة مقابل 97 لليفربول.
وفي الموسم الحالي، لن يتمكن سيتي من حصد أكثر من 92 نقطة، لكن الطريقة التي سيطر بها على القمة بعدما حصد 12 نقطة فقط من أول 8 مباريات كانت رائعة.
العودة غير المتوقعة
في الوقت الذي خسر فيه مانشستر سيتي 0-2 أمام توتنهام هوتسبير في نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، تسبب ذلك في تراجع الفريق إلى المركز العاشر وطُرحت أسئلة مشروعة حول ما إذا كان جوارديولا يفقد بعض بريقه، لكن رد فعله هو وفريقه كان مدمرا.
ومنذ الخسارة أمام توتنهام، فاز السيتي في 22 من أصل 27 مباراة بما في ذلك 15 مواجهة متتالية وعادل رقما قياسيا بالانتصار في 11 لقاء متتالي خارج أرضه في الدوري.
ورغم أن الفضل في تفوق السيتي يعود إلى قوته الهائلة والإبداع المتقن، فإن انتفاضته منذ نوفمبر، وحتى حصد اللقب، كانت مبنية على أساس متين.
وخلال 15 مباراة بالدوري بعد الهزيمة أمام توتنهام، اهتزت شباك السيتي 3 مرات فقط حيث شكل روبين دياز، القادم من بنفيكا مقابل 61 مليون جنيه استرليني في سبتمبر/ أيلول الماضي، شراكة قوية مع الإنجليزي جون ستونز في خط الدفاع.
حلول جديدة
ومع معاناة المهاجم الأرجنتيني سيرجيو أجويرو من الإصابات والمرض، لعب السيتي بدون مهاجم صريح هذا الموسم في أغلب الأوقات، لكن الفريق استفاد من لاعب وسطه إلكاي جوندوجان كمصدر لتسجيل الأهداف حيث يتصدر قائمة هدافي الفريق في الدوري برصيد 12 هدفا.
ويرمز جوندوجان بجانب كايل ووكر ورياض محرز وستونز وجواو كانسيلو إلى الطريقة التي استغل بها جوارديولا فريقه لرفع مستواه بعد تراجع الموسم الماضي.
واستعاد ووكر بريقه وأثبت بأنه أفضل ظهير أيمن إنجليزي، بينما قدم الجناح الجزائري رياض محرز أفضل ما لديه منذ قدومه إلى السيتي في 2018.
نقطة أخيرة يجب الإشارة إليها، وهي أن جوارديولا ورغم اعترافه بأنه محظوظ للعمل مع فريق بقيمة 924 مليون جنيه استرليني وفقا لموقع "ترانسفير ماركت"، فإنه كانت له بصماته مع اللاعبين القادمين من أكاديمية النادي، وعلى رأسهم فيل فودن، المتوهج بشكل استثنائي هذا الموسم.
aXA6IDE4LjExOS4xNjIuMjI2IA== جزيرة ام اند امز