عبدالله جول ونظام برلماني.. مناورة جديدة لأردوغان
كشف معارض تركي تفاصيل لقاء جمع مؤخرًا بين الرئيس التركي رجب طيب أردوغان وسلفه، عبد الله جول، سعى خلاله الأول استمالة الأخير.
الكاتب التركي، جان آطاقلي، المعروف بقربه من الرئيس السابق جول، قال في تصريحات نقلها موقع "قورقوسوز" الإخباري التركي، إن الأيام الأخيرة شهدت لقاءًا ثنائيًا بين الرئيسين السابق والحالي.
وأوضح الكاتب الصحفي أن أردوغان عرض على سلفه جول العودة ليكون مرشحًا رئاسيًا للعدالة والتنمية، على أن يعود هو بنظام الحكم إلى البرلماني بدلًا من الرئاسي الذي أثبت فشله، ويصبح هو رئيسًا للحزب، غير أن جول رفض.
وأضاف الصحفي التركي "عبد الله جول لا ينظر بحماس لعرض أردوغان؛ فالرئيس السابق لن يتعاون أبدا مع الرئيس الحالي، ولن يدعمه، ولن يتعهد أبدا بعدم محاسبة أردوغان ورجاله".
كما زعم أن جول "سيعاود الظهور سياسيا من جديد، بعد رحيل أردوغان من السلطة، ولن يقوم بأي مساعٍ لمنع مثول أردوغان أمام القضاء حال إدانته".
يذكر أن جول انسحب من الانتخابات الرئاسية عام 2018 أمام الرئيس رجب أردوغان، وبرر ذلك بإنه "لم يجد إجماعا على دعمه".
وشهدت هذه الانتخابات مشاركة كل من ميرال أكشينار زعيمة حزب "الخير"، ومحرم إينجه عن حزب الشعب الجمهوري قبل أن ينفصل عنه لاحقا ويؤسس حزبا جديدا.
"انهيار غير مسبوق"
ويواجه أردوغان، ونظامه انهيارًا كبيرًا في الشعبية بعد أن فشل على مدار السنوات الأخير في الخروج بالبلاد من الأزمات التي تواجهها ولاسيما الأزمة الاقتصادية.
ومنذ فترة، تشهد تركيا سلسلة من الاستطلاعات التي تظهر نتائجها تراجع شعبية أردوغان وحزبه الحاكم وكذلك حليفه حزب الحركة القومية المعارض، بسبب الأوضاع المتردية التي تشهدها البلاد على كافة الأصعدة، ولاسيما الاقتصادية منها، والناجمة عن تبني سياسات غير ناجعة للقضاء على الأزمات.
كما تأتي تلك التطورات بالتزامن مع تزايد شكوك الأتراك حيال تعامل الحكومة مع عصابات الجريمة المنظمة، بعد الفضائح التي كشفها سادات بكر زعيم المافيا في البلاد مؤخرا بحق مسؤولين حاليين وسابقين بينهم وزراء داخلية.
وتتآكل شعبية أردوغان على وقع أزمة مالية ونقدية واقتصادية تعتبر الأكثر تعقيدا على الإطلاق تواجهها تركيا حاليا، جراء انهيار الليرة المحلية إلى مستويات تاريخية غير مسبوقة خلال العامين الماضي والحالي، نتج عنه تراجع مدو لمؤشرات وقطاعات اقتصادية عدة.
وتحمل المعارضة، وكذلك الشارع التركي، النظام الحاكم متمثلًا في أردوغان مسؤولية هذا التدهور، نتيجة تبنيه سياسات عقيمة غير مجدية، هذا إلى جانب المسؤولية التي حُملت لنظام الحكم الرئاسي،
وتم تطبيق نظام الحكم الرئاسي عقب الانتخابات العامة التي أجريت في 24 يونيو/حزيران 2018، ويعد عدم الاستقرار الاقتصادي من أكبر المشاكل في تركيا التي شهدت تغيرات في العديد من المجالات مع النظام الجديد.
ومن المقرر إجراء الانتخابات العامة في تركيا في 2023، لكن مراقبين يتوقعون إجراءها قبل هذا التاريخ بسبب الأوضاع الاقتصادية والسياسية الصعبة في البلاد.