"قرقاعون وقرقيعان".. احتفالات تراثية خليجية تعود بعد غياب
بعد غيابها عامين بسبب جائحة "كورونا"، عادت احتفالات دول الخليج التراثية بليلة النصف من رمضان هذا العام 2022.
وتختلف مسميات الاحتفال بتلك الليلة، من دولة إلى أخرى فتسمى "القرقاعون" في البحرين، و"القرقيعان" في الكويت وفي الجانب الشرقي من السعودية، و"القرنقعوه" في قطر، فيما يطلق عليها أهل عمان اسم "القرنقشوه".
وعادة ما تقام احتفالات بتلك المناسبة خلال ليالي 13 و14 و15 من شهري رمضان وشعبان تكريما للأطفال ومكافأتهم على إتمام صيام نصف شهر رمضان ولتشجيعهم على الاستمرار والمواظبة على صيام النصف الباقي منه.
أما في دولة الإمارات فتسمى تلك الاحتفالات "حق الليلة"، وتكون هذه الليلة في النصف من شعبان، وتقام احتفاءً بهذه الليلة وابتهاجا بقرب موعد حلول شهر رمضان الفضيل.
عادة تراثية
وتختلف الأهازيج من دولة لأخرى، ففي قطر ينادي الأطفال "قرنقعوه.. قرقاعوه"، وفي الكويت تكون "قرقيعان ..قرقيعان" ثم يكمل الأطفال "عطونا (أعطونا) الله يعطيكم.. بيت مكة يوديكم.. يا مكة يا المعمورة.. يا أم السلاسل والذهب يا نورة.. عطونا من مال الله.. يسلم لكم عبد الله".
ويطرق الأطفال على الأبواب بغية ملء الأكياس التى يحملونها بشتى أنواع الحلوى والمكسرات التي يعدها الأهالي خصيصا قبل أيام من هذه المناسبة.
وقبل حلول ليلة منتصف رمضان بأيام، تسعى المحال التجارية الكبرى لتسويق بضائعها من مكسرات وزينة، كما ينشط تفصيل وبيع الأزياء التراثية.
ورغم كونها عادة تراثية قديمة، إلا أن أهل الخليج، ما زالوا متمسكين بإحيائها، وإن أخذ الاحتفال طابعا أكثر عصرية، وأضحت الاحتفالية عادة تحرص المؤسسات الحكومية والخاصة على إحيائها.
عودة بعد غياب
ففي الكويت نظمت جمعية الهلال الأحمر الكويتي، الخميس، حفل (قرقيعان) لأبناء الأسر المحتاجة في الكويت بهدف تكريس الدور الانساني لهذه المؤسسة.
كما نظم قسم التربية الكشفية بوزارة التربية والتعليم بالبحرين احتفالية القرقاعون، بمشاركة أكثر من 250 كشافاً مع عوائلهم، وذلك في أحد المجمعات التجارية.
وتخللت المناسبة مجموعة متنوعة من الأنشطة والفعاليات التي تجسد روح التراث البحريني الأصيل والموروث الشعبي للمملكة، وشمل ذلك أغاني شعبية، بحسب وكالة الأنباء البحرينية.
بدورها أعلنت هيئة البحرين للسياحة والمعارض عزمها تنظيم فعالية القرقاعون مساء الجمعة.
وقالت وكالة الأنباء العمانية إنه سيتم الاحتفال السبت في عدد من ولايات سلطنة عُمان، بـ"القرنقشوه"، الذي يُقام في ليلة النصف من شهر رمضان المبارك وهو الاسم السائد في معظمها، بينما يُسمى في بعض الولايات "القرقيعان".
من جهتها نقلت وكالة الأنباء السعودية عن المواطن يوسف سالم السبيعي حرص أبناء الشرقية على الحفاظ على "القرقيعان"، وإقامته في ذات الوقت من كل عام في النصف من الشهر الفضيل، لما يحمله من موروث شعبي لساحل الخليج العربي.
وأشار السبيعي إلى أن الأطفال يطوفون بيوت الحي والأزقة في ليلة النصف من شهر رمضان، حاملين معهم حقائب قماشية مصنوعة يدويًّا، مطلقين أهازيج موروثة تقول كلماتها: "قرقيعان وقرقيعان... عطونا الله يعطيكم، بيت مكة يوديكم"، ويوزع الجيران المكسرات، والحلوى على الأطفال بكميات صغيرة، فيما يقوم البعض بتجهيز المقرمشات، والعصير، وبعض التوزيعات المحببة للصغار مع عبارات تحوي أمنيات خيّرة، وحين يعود الأطفال للمنزل يكون اجتماع العائلة.
كما تحرص بعض الأسر في المنطقة الشرقية على تخصيص بنت صغيرة تضرب الدف (أو الطبل) وتغني للأطفال، والبعض الآخر يستعين بالتقنية الحديثة لتفعيل القرقيعان وإطلاق الأهازيج عبر الأجهزة الذكية المصاحبة للأطفال في رحلتهم، فيما تقوم بعض الأسر بتخصيص عربات مجهزة بالزينة، تجرها الدواب حاملة الأطفال وهم يصدحون بأهازيج القرقيعان بما تحمله من سعادة لهم ولجميع من يقطن بجوارهم في لفتة تمد جسور التواصل بين حاضرهم وماضي أسلافهم.