الربط الكهربائي مع الخليج "يضيء" ظلام العراق
مع تفاقم أزمة نقص الكهرباء في العراق ،بات مشروع الربط مع دول الخليج العربية هو السبيل لخروج العراقيين من هذه المشكلة المزمنة.
ويتطلع العراقيون صوب دول مجلس التعاون الخليجي، للخلاص من التعثر الدائم في عمل منظومة الطاقة على مدار 3 عقود، بعد استنزاف أكثر من 80 مليار دولار على تحسين القطاع دون أن يشعر المواطن العراقي بأي تحسن يتوازى مع تلك الأرقام المهولة.
كان العراق قد وقع في سبتمبر /أيلول 2019، مع "هيئة الربط الخليجي"، التابعة لمجلس التعاون الخليجي، لإنشاء خطين لنقل الطاقة الكهربائية - الضغط الفائق.
ورافق إبرام عقد الربط الكهربائي، جملة من خطوات التعاون المشترك خصوصا السعودية عقب افتتاح معبر جهينة الحدودي بعد غلق منذ مطلع التسعينيات.
صيف "ملتهب".. احتجاجات الكهرباء تتواصل في العراق
ويستنزف العراق، سنوياً نحو 4 مليارات دولار في استيراد الغاز والطاقة الكهربائية من إيران بأسعار باهظة لسد العجز من الانتاج المحلي.
وتبلغ الطاقة الانتاجية من الكهرباء في العراق نحو 18 ألف ميجاوات ، فيما تبلغ الحاجة الفعلية من الاكتفاء المستقر نحو 28 ميجا وات.
وقال الخبير الاقتصادي معن الجبوري، يعلق العراقيون على مشروع الربط مع الخليج الآمال الكبيرة لوضع نهاية لهذه الأزمة المتفاقمة،كما ستفتح آفاقاً جديدة في مجالات شتى من بينها الاقتصاد.
ويضيف الجبوري، لـ"العين الإخبارية"، "مع اكتمال الربط نأمل أن ينعكس ذلك على دعم اقتصاد العراق وأن يسترد عافيته ويسهم في دعم حركة السوق والتبادل التجاري.
ويشير الجبوري، إلى أن "الربط الخليجي يمثل مشروعاً متكاملاً يعيد العراق إلى محيطه العربي على كافة الأصعدة والمجالات بعد أن أخفق في علاقته مع إيران طوال السنوات الماضية".
وإيران الخاسر الأكبر حال استكمال الربط الخليجي مع العراق، كما يبين الجبوري، لأنها - طهران- تربحت ماليا من هذه الأزمة بالغة الكلفة.
ويضيف، دعم واشنطن لتقديم التسهيلات لإتمام الربط الخليجي مع العراق، يردع أي محاولة قد تبديها طهران لعرقلة الربط.
واتفق الخبير الاقتصادي، أحمد حسان، مع ما سبق،مضيفا في تصريحات لـ"العين الإخبارية"، تنفيذ مشروع الربط الكهربائي عبر الممر العراقي، ستكون له انعكاسات كبيرة على وقف استنزاف أموال بغداد الهائلة التي تبذل في مجال تحسين الطاقة".
تفاصيل الاتفاق
تتضمن اتفاقية الربط ، إنشاء خطين لنقل الطاقة الكهربائية بطول 300 كيلومتر، مقسمة على مسافتين، داخل العراق 80 كيلومترا، وداخل دولة الكويت 220 كيلومترا.
وقبل يومين أعلن رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي على وقع ضجيج تظاهرات غاضبة في عدد من المدن جراء انهيار منظومة الطاقة الكهربائية، إنجاز نحو 85 % من مشروع الربط الخليجي مع بلاده.
وتوقع أن يتم الانتهاء من أعمال الربط والتهيئة الفنية في الأراضي العراقية والكويتية بحلول صيف 2022.
من جانبه يؤكد المتحدث الرسمي باسم وزارة الكهرباء، أحمد موسى، على أن التوجه نحو منظومة الربط الخليجي، ضمن "استراتيجية لتصحيح مسار قطاع الكهرباء في العراق والمضي بتنويع مصادر الطاقة".
ويوضح موسى لـ"العين الإخبارية"، أن "التجهيز للطاقة الكهربائية عبر المشروع يتم عبر مراحل تبدأ بـ500 ميجاوات سيتم استهلاكها في محافظات البصرة والجنوب تحديداً".
وأكد المتحدث باسم وزارة الكهرباء، أن "العراق أكمل مسح الأراضي ونقاط الربط وتحديد المسارات بداية من صفوان والخور وصولاً إلى مدينة الفاو جنوب العراق تمهيداً لربطها مع محطة الزور الكويتية".