صيف "ملتهب".. احتجاجات الكهرباء تتواصل في العراق
"أطفال في ثلاجات، وفقراء يسبحون في نافورات ونهر دجلة"، جميعها مشاهد فجرت غضب الشعب العراقي ضد فشل الحكومة في إنهاء أزمة الكهرباء.
وخرج عراقيون، اليوم السبت، في مظاهرات احتجاجية للمطالبة بتحسين امدادات الطاقة الكهربائية التي تشهد انخفاضا كبيرا في ظل ارتفاع قياسي لدرجات الحرارة في البلاد يصل إلى 50 درجة مئوية.
وفي مشهد آخر، أعلنت السلطات العراقية، اليوم السبت، عن استهداف جديد لأبراج نقل الطاقة بمحافظتين شمالي البلاد، ما يفاقم "إرهاب الكهرباء".
وسجل العراق خلال نحو شهر، ما يقرب من 34 تفجيراً لأبراج نقل الطاقة الواقعة ضمن المناطق الشمالية من البلاد. وتبلغ الطاقة الإنتاجية من الطاقة بحسب وثائق رسمية من قبل وزارة الكهرباء، نحو 18 ألف ميجاوات، فيما تبلغ احتياجات البلاد أكثر من 28 ألف ميجاوات.
وقال شهود عيان إن العديد من المتظاهرين تجمعوا في ساحة الحبوبي وسط مدينة الناصرية في محافظة ذي قار (375 كم جنوبي بغداد) احتجاجا على انقطاع التيار الكهربائي .
وطالب المتظاهرون الحكومة العراقية بحسم ملف الكهرباء وإحالة المقصرين والفاسدين إلى القضاء العراقي.
وشهد العراق أمس الجمعة انقطاع تام للتيار الكهربائي في ساعات الصباح الأولى في ظل ارتفاع قياسي لدرجات الحرارة بسبب خلل فني رافقته عمليات تخريب وتفجير استهدفت أبراج نقل الطاقة الكهربائية.
وسارعت الحكومة العراقية على الفور بتشكيل لجنة وزارية عليا من وزارات الكهرباء والمالية والداخلية والنفط ومجالس المحافظات برئاسة رئيس الحكومة العراقية مصطفى الكاظمي لمتابعة تداعيات هذه الأزمة واتخذت إجراءات عدة منها إقالة ومعاقبة مسؤولين كبار بوزارة الكهرباء على خلفية هذه الأزمة.
ويشكو العراق منذ عام 2003 وحتى الآن من مشاكل تدني مستويات إنتاج وتوزيع الطاقة الكهربائية رغم إنفاق مليارات الدولارات على هذا القطاع بسبب الحرب ضد الإرهاب واتساع رقعة الفساد المالي والإداري في الحكومات المتعاقبة.
ما الحل؟
يرى الخبير الاقتصادي، خالد الشمري، أنه كان من المفترض أن يصل العراق إلى طاقة إنتاجية تصل لنحو 34 ألف ميجا وات، قبل عقد من الزمن ولكن الفساد المالي والسياسي حال دون ذلك.
ولفت الشمري في حديث لـ"العين الإخبارية"، إلى أنه "جراء ذلك الفساد تكبد العراق خسائر اقتصادية ومعاناة إنسانية كبيرة بسبب تعثر دوران ماكنة الطاقة الكهربائية".
من جانبه، يشير خبير الطاقة علاء الأسدي، إلى أن ارتفاع أسعار النفط والفروقات المتحققة مقارنة بما تضمنته موازنة 2020، توفر المال اللازم للذهاب نحو استثمار الكهرباء والانتهاء من تلك الأزمة بغضون سنتين.
ويوضح الأسدي، أن "الإيرادات المتحققة جراء فرق أسعار النفط الخام لشهري أبريل/نيسان ومايو/أيار، اقتربت من الأربعة مليارات دولار وهي تكفي لإنشاء أربع محطات بطاقة إنتاجية إجمالية تصل إلى 4 ميجا وات".
ويشدد الأسدي على ضرورة الاستفادة من خبرات الدول التي وجدت حلولاً لأزمات كانت تعانيها في مجال الطاقة"، لافتاً إلى أن "مصر لديها تجربة ناجحة في هذا المجال ينبغي التركيز عليها باهتمام كبير".
وتبلغ الحاجة الفعلية للعراق لسد احتياجاته من الطاقة الكهربائية نحو 28 ألف ميحاوات، فيما تبلغ نسبة العجز الحالية 12 ألف ميجاوات.
ووقعت بغداد إبان حكمة حيدر العبادي، اتفاقاً مع الرياض ، عام 2017، لإنشاء منظومة الربط الخليجي لتعزيز المنظومة العراقية ورفدها بسد احتياجها من الطاقة.
وكانت وزارة الكهرباء العراقية أعلنت قبل يومين، على لسان المتحدث باسمها، أحمد موسى، أن منظومة الربط الخليجي ستدخل العمل الفعلي مع حلول صيف عام 2022.
aXA6IDE4LjIxOS4yMDcuMTE1IA== جزيرة ام اند امز