سر أزمة الكهرباء في العراق.. حاشية "مقتدى الصدر" تدير الفساد
حمّل وزير الكهرباء العراقي المستقيل، ماجد حنتوش، حاشية زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، سبب فشل وزارة الكهرباء.
واتهم وزير الكهرباء العراقي، الذي استقال الثلاثاء الماضي من منصبه، المقربين من زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، ونوابه في البرلمان، بأنهم وراء كل فساد العقود الخاصة بمحطات الكهرباء.
وتوجّه حنتوش برسالة إلى الصدر قائلا: "السيد مقتدى الصدر ليس ذنبنا الإخفاق والفساد في وزارة الكهرباء، ولم نطمح يوماً لمنصب الوزير وكنا على أبواب التقاعد، مَن اختارني وزيراً هم حاشيتك والمقربون منك بعد الاتفاق مع اثنين من كبار المقاولين في وزارة الكهرباء".
مع تجاوز درجات الحرارة الـ50 درجة، في عدد من محافظات العراق، ترتفع حدة الغضب الجماهيري من سوء الخدمات العامة خاصة الكهرباء، والتي وصل متوسط مدة انقطاعها نحو 16 ساعة في اليوم الواحد.
وخلال السنوات الـ6 الأخيرة، دائما ما يحرك صيف العراق اللاهب التظاهرات الاحتجاجية في مدن البلاد لانقطاع الكهرباء.
وزير خلف الستار
وأضاف حنتوش: "منذ اليوم الأول لاستلام المسؤولية كانت تدخلات مكتبكم المتمثلة بعباس الكوفي وبعلمكم شخصياً، لم يترك لنا خياراً في إدارة الوزارة سواء في عقودها أو في أمورها الإدارية، حتى أصبح يمارس دور الوزير خلف الستار ويُبرم العقود، ويُنصّب المديرين".
وتابع: "حاولنا جاهدين تحجيم دوره، وتقليل الخراب والدمار الذي تسبّب به، والذي وصل إلى مرحلة تنصيب مُشرفين على كل شركات الوزارة، وأصبح يُدير اجتماعات دورية في مقره في الكاظمية".
وأكد: "أقول قولي هذا وأنا أعلم جيداً بما سوف ينتج عنه من عواقب وخيمة، لكني سوف أكون حريصاً على عدم ذكر الأسماء، فقط ليعلم الرأي العام كيف تُدار الأمور، ومن هو السبب الحقيقي بدمار هذا الشعب الذي عانى الويلات".
وأشار إلى أنه "طوال السنوات السابقة صحيح أنني لا أنتمي إلى تياركم، ولكني لم يُترك لي خيار قيادة هذه الوزارة، وهذا ما دفعني إلى تقديم استقالتي سابقاً، ومحاولاتي للتقاعد وترك المنصب والجميع يشهد بها، لكنها فشلت بسبب تياركم، وحاشيتكم التي كان هدفها الأول والأخير إبرام أكبر عدد من العقود الفاسدة".
80 مليار دولار والأزمة كما هي
ورغم الأرقام الفلكية التي أنفقت على استعادة البنى التحتية للكهرباء والتي تقدر بنحو 80 مليار دولار منذ عام 2003، إلا أن جميع الحكومات المتعاقبة في العراق قد فشلت في وضع الحلول والمعالجات الناجعة.
وشهدت بعض محافظات العراق تظاهرات شعبية على وقع انقطاع تام للتيار الكهربائي استمر نحو 72 ساعة في مدن العراق الجنوبية، طالبوا من خلالها بمحاسبة المقصرين وإحكام مؤسسات الدولة من منافذ الفساد التي أطاحت بأموال طائلة تحت غطاء مشاريع وهمية.
وتوجّه حنتوش إلى الصدر قائلا: "هل تعلم أننا لم نكن نملك صلاحية تحريك أي مدير شركه من شركات الوزارة، ولا إبرام أي عقد فيها، وكان الوزير الفعلي هو منسوبكم عباس الكوفي الذي جنّد العشرات من تياركم مثل رائد عبد الحسين، وحسين عبوه، وأسماء لم ينزل الله بها من سلطان".
التيار الصدري يطالب بإقالة الوزير
وكان حساب ما يسمى "وزير القائد" المُقرَّب من زعيم التيار الصدري قد أطلق، يوم الأحد، هاشتاج إقالة وزير الكهرباء فوراً، وذلك بعد دقائق من تغريدة للصدر حدّد فيها أسباب تردي الكهرباء.
وأرجع الصدر في سلسلة تغريدات، تردي واقع الطاقة الكهربائية في العراق الى 18 سبباً، واقترح 15 حلاً للمشكلة.
كما قدّم 3 مطالب للحكومة لحل أزمة الكهرباء، مهدداً إيّاها في حال عدم اتباعها بعدم السكوت، قائلاً: "لن نسكت عن التقصير الواضح والجلي وستكون لنا وقفة".
دور إيران في تفاقم الأزمة
وغذت أزمة انقطاع الكهرباء خلال الصيف الحالي أسبابا عدة سرعت في دخول "جهنم" الحر مبكراً، بينها انقطاع إمدادات الطاقة والغاز الإيراني التي يعتمدها العراق منذ سنوات لسد العجز في الإنتاج المحلي.
وكانت إيران أقدمت مؤخراً على قطع إمداداتها من الغاز والكهرباء إلى العراق بسبب الديون المترتبة على الأخير والتي تصل إلى نحو 4 مليارات دولار.
أزمة سياسية وليست تقنية
في يوليو/تموز قبل عام من الآن، وجهت رئاسة البرلمان بتشكيل لجنة للتحقيق في عقود وزارة الكهرباء التي أبرمتها منذ عام 2005 على خلفية وجود شبهات فساد ومشاريع وهمية.
وكشفت لجنة التحقيق بعد 5 أشهر من تشكلها، أن مجموع الإنفاق على الكهرباء بلغ خلال 14 عاماً نحو 63 مليار دولار، ترافق معها الإطاحة بعدد من المسؤولين في الوزارة بتهم فساد بينهم الوكيل الفني الأقدم رعد الحارس.