المروحة الدوارة والأطفال في الثلاجة.. صور ترصد أزمة كهرباء العراق
لم يختلف حال المسنات في العراق اللواتي استخدمن المراوح الدوارة عن حالة الآباء الذين وضعوا أبناءهم في الثلاجات لمواجهة موجة الحر، التي تزامنت مع انقطاع الكهرباء.
تعددت الوسائل، والهدف واحد هو مواجهة الحر الشديد في بلد يعاني من أزمة كهرباء حادة، وتوقف أجهزة التكييف والمراوح وبرادات المياه.
لم يقف الشعب العراقي مكتوف الأيدي وسط فشل حكومي في حل أزمة انقطاع الكهرباء، وظهرت الحلول لمواجهة المشكلة، وسط حرارة تصل إلى 52 درجة مئوية.
- أسباب انقطاع الكهرباء في العراق.. مليارات جيدة وفشل بامتياز
- أزمة كهرباء العراق.. عودة تدريجية و3 قرارات للكاظمي
المشاهد في بغداد العاصمة والعديد من المدن، تشير إلى الغضب الشديد الذي يجتاح البلاد من الشرق للغرب، ومن الشمال للجنوب.
ألواح الثلج كانت الملاذ للعديد من العراقيين، الذي أقبلوا على المصانع التي تصنع مكعبات الثلج، لاستخدامه في تبريد الجو المحيط، وأيضا تبريد المياه المستخدمة للشرب.
موجة الحر، مع انقطاع الكهرباء اضطرت العديد من شباب العراق للخروج إلى الذهاب للمتنزهات المياه للقادرين ماديا، أو السباحة في نهر دجلة، لغير القادرين، بينما لجأ البعض إلى شلال في منطقة سياحية بالقرب من بلدة أكرا، على بعد حوالي 100 كيلومتر شمال أربيل.
ومن المشاهد الواضحة في شوارع بغداد أيضا، انتشار المراوح التي تقوم برش بخار المياه على المارة، أو تجمع العديد من الأشخاص حول النافورات المنتشرة في الميادين.
أيضا شهدت متاجر بيع أحواض الأطفال حالة من الرواج، حيث يستخدمها الأهالي لإنقاذ الأبناء من الحر الشديد.
علي كرار، موظف حكومي يسكن مدينة الحلة في بغداد يعاني مثل غيره من نقص الكهرباء. كان يعمد أحيانا إلى وضع ابنه الرضيع في ثلاجة المنزل للحظات معدودة لحمايته من حرارة الجو، لكنه لم يعد قادرا على ذلك وفق مراسل فرانس برس.
وفي الديوانية، المدينة الجنوبية، فقد راهي عبد الحسين الأمل بالكهرباء وتوجه للبحث عن قطع ثلج لتأمين مياه باردة لأطفاله.
في شوارع مختلفة بمدن البلاد، يقوم أصحاب محال تجارية بتركيب أنابيب ووضع مرشات مياه على جانب الطريق ليتمكن المارة المتسوقون من الاستحمام مرتدين ملابسهم التي سرعان ما تجف.
والوضع الأكثر سوءا تعيشه مدينة البصرة الساحلية الواقعة في أقصى جنوب العراق، حيث ترتفع معدلات الرطوبة مع تزايد درجات الحرارة كما هو الحال في كل صيف.
يتساءل 40 مليون عراقي: من المسؤول عن كل ما يحدث لبلادهم التي ضاع نصف مواردها النفطية في الأعوام العشرين الماضية.
وبات نقص الكهرباء موضوعا رئيسيا على شبكات التواصل الأجتماعي في العراق. وكتب الباحث سجاد جهاد في تغريدة أن وزارة الكهرباء تقول إن "السبب النفط والنفط تقول المالية والمالية تقول إيران وإيران تقول الحكومة (العراقية) والحكومة تقول الشعب والشعب يقول السياسيين والسياسيون يقولون هذا ما هو موجود".
ويعيش العراق حاليا صيفا لاهبا أكثر من أي عام، ولم تجدد وزارة الكهرباء وحداتها وبينها شبكة توزيع الطاقة ما يعني ضياع 40% من الإنتاج.
ولم تتمكن وزارة النفط رغم محاولاتها المتواصلة، من استثمار الغاز الطبيعي المرافق لعمليات الاستخراج والذي يحترق من خلال مشاعل على مدار الساعة، لتحويله إلى وقود لتشغيل محطات الطاقة الكهربائية.
كما أوقفت طهران التي تدين لها بغداد بستة مليارات دولار مقابل تصدير كهرباء وغاز للعراق، عن تصدير الغاز الذي يعتمد عليه العراق لتشغيل محطاته الكهربائية.
كما لم يستطع العراق دفع ديونه لإيران بسبب العقوبات الأمريكية المفروضة على طهران وبسبب وضعه الاقتصادي الناتج من تراجع معدلات تصدير النفط الذي يمثل المورد الرئيسي لميزانية البلاد، بسبب تداعيات انتشار كوفيد-19.
تعرضت أربع محافظات في جنوب العراق الثلاثاء، لانقطاع كامل للكهرباء، والسبب تعرض شبكة نقل الطاقة لهجمات متكررة، وفقا لوزارة الكهرباء.
وتتهم السلطات "إرهابيين" يصعب معرفة من يقف وراءهم، بالوقوف وراء تلك الهجمات.
وقال المتحدث باسم وزارة النفط أحمد موسى في لقاء تلفزيوني مؤخراً "هناك من يحاول إثارة الشارع لخلق حالة من الإرباك والفوضى" في البلاد.
وشهدت محافظات متعددة جنوب البلاد، بينها ميسان وواسط، احتجاجات متكررة عند محطات توليد الطاقة، وأصيب خمسة متظاهرين وسبعة من قوات الأمن بجروح خلال تلك التي جرت في واسط.
وفشل جميع وزراء الكهرباء الذي شغلوا هذا المنصب بعد عام 2003، في معالجة هذه المشكلة مع حلول كل صيف الأمر الذي يدفعهم للاستقالة وخصوصا مع إلقاء الحكومة المسؤولية على وزير الكهرباء، عند كل موجة احتجاجات.
aXA6IDMuMTIuMTUyLjEwMiA= جزيرة ام اند امز