اغتيال "ماري أنطوانيت" هايتي.. سلسلة جرائم تفاقم الأزمة
سلسلة اغتيالات طالت ناشطة وصحفيا قبل أيام من مقتل الرئيس، جوفينيل مويز، تعكس واقع هايتي الصعب، وتفاقم الأزمات في البلاد.
وذكرت صحيفة "الجارديان" البريطانية أنه في ليلة 29 يونيو/حزيران، يبدو أن الناشطة السياسية الهايتية ماري أنطوانيت دوكلير لم تكن تدرك أن رجلين على متن دراجة بخارية كانا يتتبعان سيارتها عبر شوارع العاصمة "بورت أو برنس" سيئة الإضاءة.
في تلك الليلة، كانت دوكلير توصل الصحفي ديجو تشارلز، بعد حضورهما اجتماعا، إلى منزله بعاصمة هايتي الساعة 11 مساء. وبينما كان تشارلز يقترب من باب منزله فتح المسلحان النار، مما أسفر عن مقتله قبل مقتل دوكلير التي كانت تجلس داخل سيارتها.
وأضافت "الجارديان" أنه في تلك الليلة، قتل 15 هايتيا في عمليات قتل محددة الأهداف، من بينهم تشارلز ودوكلير. لكن لم تتصدر تلك القصة عناوين الأخبار الدولية.
وبعد مرور نحو أسبوع على الأمر، سيطرت عملية اغتيال أخرى على الاهتمام الدولي، وهي حادث اغتيال الرئيس مويز، الذي قتل بمنزله في بورت أو برنس بأيدي مرتزقة في محاولة انقلاب على ما يبدو.
وإن كان هناك صلة بين الحادثين، فهو أنهما يعكسان الوضع في هايتي؛ الدولة التي عصفت بها الاحتجاجات والعنف منذ عام 2018، حيث تعتبر البنادق -وأولئك المستعدون لاستخدامها- العملة الأساسية في البلاد.
وبعد اغتيال مويز بمقر إقامته، الواقع في منطقة مأمنة يعيش فيها نخب السياسة والأعمال، قبل أيام، وصلت الأزمة في البلاد إلى ذروتها.
وأصبح من المعتاد رؤية واحدة من أكثر الدول فسادا والأسوأ حكما، تتأرجح من كارثة إلى أخرى، وسط عمليات انقلاب، وحكومات فاشلة، وكوارث طبيعية.
لكن الأزمة الحالية تثير تساؤلات خاصة، وهو كيف استمر الوضع في التدهور بالرغم من تلقي هايتي مساعدات دولية بقيمة 13 مليار دولار منذ الهزة الأرضية المدمرة التي ضربت البلاد عام 2010 وقتلت ما يقدر بـ220 ألف شخص.
وأشارت "الجارديان" إلى أن هايتي ليست "دولة مساعدات" تعتمد على مساعدات التنمية الخارجية والتحويلات المالية من الهايتيين الذين يعيشون في الخارج فحسب، بل أيضًا دولة تسببت المساعدات إليها والتدخل الأجنبي فيها في تقويض إدارة تكاد تكون غير موجودة.
وحتى مع بداية الأزمة الحالية، كان جويل بوترو، نائب الممثل الخاص لبعثة الأمم المتحدة في هايتي واضحًا في حديثه خلال مقابلة منذ ثلاثة أعوام.
وقال بوتزو: "هايتي ستكون أفضل بدون المساعدات. أو على الأقل، بدون النوع السيئ للمساعدات الذي يسمح للإدارة والنخب أن تستمر بدون تغيير"، مضيفا "سيكون من الأفضل تهيئة الظروف الي يمكن أن يحدث فيها التغيير".
وفي هايتي، يتمتع الساسة والمجرمون بالحصانة على حد سواء، واعتمد الساسة تاريخيا على العصابات المسلحة، التي تعمل كقوات شبه عسكرية، بدلًا من المساءلة للبقاء في مناصبهم.