غوتيريش في COP28 بقمة العمل المناخي.. إشادة وتحذير وأمل
حملت كلمة الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش في ثاني أيام فعاليات مؤتمر الأطراف COP28، التي افتتحت أمس الخميس، العديد من الرسائل المهمة.
رسائل مناخية تراوحت بين الإشادة والتحذير والأمل جاءت في قمة العمل العالمي للمناخ التي افتتحها الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات، ضمن فعاليات مؤتمر الأطراف COP28، الذي تستمر فعالياته حتى 12 ديسمبر/كانون الأول الجاري.
إشادة
بدأ غوتيريش كلمته بتهنئة الدكتور سلطان بن أحمد الجابر، رئيس مؤتمر الأطراف، على البداية الإيجابية لمؤتمر الأطراف بالموافقة السريعة على جدول الأعمال والتشغيل التاريخي لصندوق الخسائر والأضرار.
وتم في الساعات الأولى من اليوم الأول للقمة نجاح رئاسة مؤتمر COP28، الخميس، الإعلان عن تبني قرار تنفيذ إنشاء صندوق "الخسائر والأضرار" المناخية.
وقال الدكتور سلطان بن أحمد الجابر، وزير الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة الإماراتي رئيس مؤتمر الأطراف COP28، بعد اعتماد قرار "تشغيل" الصندوق "أهنئ الأطراف على هذا القرار التاريخي.. إنه يبعث إشارة زخم إيجابية للعالم ولعملنا".
وبمجرد إعلان القرار التاريخي الذي أتى تتويجا للمبادرة المصرية التي أشاد بها سابقا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، حيّاه مندوبو نحو مئتَي دولة مشاركة بالتصفيق وقوفا.
وأعلنت بريطانيا عن المساهمة بما يصل إلى 60 مليون جنيه استرليني في الصندوق، فيما أعلنت ألمانيا عن المساهمة بمبلغ 100 مليون دولار، وأمريكا بمبلغ 17.5 مليون دولار، واليابان بمبلغ 10 ملايين دولار.
بدوره أعلن الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، وزير الخارجية الإماراتي، مساهمة دولة الإمارات في الصندوق بمبلغ 100 مليون دولار، داعيا جميع الدول القادرة إلى المساهمة في هذه الجهود وتكريس روح التكاتف بين البشر".
الأمل
رسالة أمل أيضا حملتها كلمة الأمين العام للأمم المتحدة بشأن العمل المناخي وتحقيق أهداف اتفاقية باريس للمناخ بشأن الاحترار العالمي والحفاظ على 1.5 درجة مؤية فوق مستويات ما قبل الثورة الصناعية، مؤكدا أنه "لم يفت الأوان بعد"، قائلا "يمكنك منع تحطم الكواكب وحرقها، لدينا التقنيات لتجنب أسوأ فوضى المناخ - إذا تصرفنا الآن".
جاء ذلك بعد إشارته إلى ذوبان الجليد في أنتاركتيكا، والأنهار الجليدية في نيبال، معتبرا هاتين البقعتين بعيدتين، لكنهما متحدتان في الأزمة "حيث يختفي الجليد القطبي والأنهار الجليدية أمام أعيننا، مما يسبب الفوضى في جميع أنحاء العالم: من الانهيارات الأرضية والفيضانات، إلى ارتفاع البحار".
وتابع غوتيريش أن هذا "مجرد عرض واحد من أعراض المرض الذي يجعل مناخنا على ركبتيه"، داعيا القادة في قمة العمل المناخي إلى علاج هذا "المرض" المناخي.
وأوضح أنه لم يتبقّ للحد الأقصى البالغ 1.5 درجة إلا قليلا، موضحا أن الفريق الحكومي الدولي المعني بتغير المناخ رسم مسارا واضحا إلى عالم 1.5 درجة، لكن هناك حاجة إلى القيادة -التعاون- والإرادة السياسية، وهذا يجب أن يتم الآن.
ولفت أمين عام الأمم المتحدة إلى أن العالم غير متكافئ ومنقسم، موضحا أن المنطقة تشهد كثيرا من الصراعات التي تسبّب معاناة هائلة للناس.
وأكد أن الفوضى المناخية تؤجج نيران الظلم، حيث تعمل التدفئة العالمية على خرق الميزانيات، وتضخم أسعار المواد الغذائية، وضرب أسواق الطاقة، وتغذي أزمة تكلفة المعيشة.
وعاد غوتيريش لرسالة لأمل لافتا إلى أن "العمل المناخي يمكنه قلب المفتاح، الطاقة المتجددة هي الهدية التي تستمر في العطاء، فهي جيدة لكوكبنا وصحتنا واقتصاداتنا وتنظيف هواءنا".
تحذير
اعتبر الأمين العام للأمم المتحدة أن تلبية الطلب المتزايد على الطاقة في العالم، وربط الملايين من الناس بالكهرباء بأسعار معقولة يجلب الاستقرار والأمن إلى الأسواق، خاصة أن الطاقة المتجددة الآن أرخص من أي وقت مضى.
وشدد غوتيريش على أن التشخيص واضح، حيث يعتمد نجاح مؤتمر الأطراف هذا على التقييم العالمي الذي يصف علاجا موثوقا به في ثلاثة مجالات:
- خفض الانبعاثات بشكل كبير
- تسريع الانتقال العادل والمنصف إلى مصادر الطاقة المتجددة
- تحقيق العدالة المناخية التي طال انتظارها
دعوة
دعا غوتيريش إلى أن تقود مجموعة العشرين، التي تمثل 80 في المائة من انبعاثات العالم، قائلا "أحث البلدان على تسريع صافي جداولها الزمنية الصفرية، للوصول إلى هناك في أقرب وقت ممكن من عام 2040 في البلدان المتقدمة و2050 في الاقتصادات الناشئة.
كما دعا أن يلتزم التقييم العالمي أيضا بمضاعفة مصادر الطاقة المتجددة، ومضاعفة كفاءة الطاقة، وجلب الطاقة النظيفة للجميع بحلول عام 2030.
وكانت الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ قد أوصت بإنهاء "الإدمان" على الفحم بحلول عام 2030 في بلدان منظمة التعاون والتنمية في الميدان الاقتصادي و2040 لبقية العالم.
رسائل الوقود الأحفوري
وفي رسائل موجزة له لقادة شركات إنتاج الوقود الأحفوري أكد الامين العام على أن "طريقك القديم يتقدم في العمر بسرعة.. لا تضاعف نموذج العمل الذي عفا عليه الزمن.. قيادة الانتقال إلى مصادر الطاقة المتجددة.. لا تخطئ -الطريق إلى استدامة المناخ هو أيضا المسار الوحيد القابل للتطبيق للاستدامة الاقتصادية لشركاتك.
وحث غوتيريش الحكومات على مساعدة الصناعة على اتخاذ الخيار الصحيح، من خلال التنظيم والتشريع ووضع سعر عادل على الكربون وإنهاء إعانات الوقود الأحفوري واعتماد ضريبة غير متوقعة على الأرباح.
وشدد في نهاية كلمته على تحقيق "العدالة المناخية التي طال انتظارها"، مشيرا إلى تعرض البلدان النامية للتدمير بسبب الكوارث التي لم تسببها.
وقال "إن تكاليف الاقتراض الابتزازية تعرقل خطط عملها المناخية.. والدعم قليل جدا، ومتأخر جدا"، مؤكدا أنه يجب أن يلتزم التقييم العالمي بزيادة التمويل، بما في ذلك التكيف والخسائر والأضرار.
كما يجب أن تدعم إصلاح مصارف التنمية المتعددة الأطراف للاستفادة من المزيد من التمويل الخاص بتكاليف معقولة.
كذلك يجب على البلدان المتقدمة أن تظهر كيف ستضاعف تمويل التكيف إلى 40 مليار دولار سنويا بحلول عام 2025 كما وعدت، وتوضيح كيفية تسليمها 100 مليار دولار كما وعدت.
يشار إلى أن قمة العمل المناخي التي انطلقت اليوم الجمعة تتضمن كلمات للرؤساء ورؤساء الوزراء على مدار يومين، حيث من المقرر أن يتحدث 137 رئيسا ورئيس وزراء، على أن تستكمل القمة يوم السبت 9 ديسمبر/كانون الأول بحديث باقي القيادات وممثلي منظمات المجتمع المدني والمنظمات الدولية.
aXA6IDE4LjExOC4xMzcuOTYg جزيرة ام اند امز