رسالة «غوتيريش» في COP16.. البشرية «في أزمة وجودية» تدمر الطبيعة
دعا الأمين العام للأمم المتحدة الثلاثاء العالم للخروج من "أزمته الوجودية" التي تتسبب في تدمير الطبيعة، أمام رؤساء دول ووزراء من العالم مجتمعين في كالي لتحفيز المفاوضات في الأيام الأخيرة لمؤتمر الأمم المتحدة للتنوع البيولوجي (كوب 16).
وأكد أنطونيو غوتيريش من منبر مؤتمر الأمم المتحدة السادس عشر المعني بالتنوع البيولوجي "كل عام نشهد ارتفاع درجات الحرارة أكثر وأكثر. وكل يوم نفقد أنواعا جديدة من الكائنات. وكل دقيقة نلقي حمولة شاحنة من النفايات البلاستيكية في محيطاتنا وأنهارنا وبحيراتنا هذه تحديدا هي الأزمة الوجودية".
في كالي، يحاول مندوبون من 196 دولة منذ 21 أكتوبر/تشرين الأول الاتفاق على طريقة لتحقيق الأهداف التي حُدِّدت قبل عامين بموجب "إطار كونمينغ-مونتريال العالمي للتنوع البيولوجي" بحلول العام 2030، ومن أبرزها وضع مساحة 30% من الكوكب تحت حد أدنى من الحماية وخفض أخطار المبيدات الحشرية وإدخال أنواع غازية وجمع 200 مليار دولار سنويا لحماية الطبيعة، وفقا لـ"فرانس برس".
المساعدات المالية من الدول الغنية
لكن قبل ثلاثة أيام من نهاية المؤتمر الذي يختتم أعماله في نوفمبر/تشرين الثاني، عادت المناحرات بين البلدان الغنية والنامية إلى الظهور، خصوصا في ما يتعلّق بمسألة المساعدات المالية من الدول الغنية، ما ينذر بمفاوضات صعبة في مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ (كوب29) المقرر في نوفمبر/تشرين الثاني في باكو.
وأضاف غوتيريش "لا بلد غنيا كان أو فقيرا، في منأى من الدمار الناجم عن تغير المناخ، وفقدان التنوع البيولوجي وتدهور نوعية الأراضي والتلوث".
وفي غياب الرئيس البرازيلي لأسباب طبية، استضافت القمة رؤساء أرمينيا المرشحة لاستضافة الدورة السابعة عشرة لمؤتمر الأطراف ضد منافستها أذربيجان، وغينيا بيساو وهايتي والإكوادور وسورينام، بالإضافة إلى 115 وزيرا مكلفين تأمين الثقل السياسي لإنجاح كوب 16.
وتتعثر المناقشات أيضا في مسألة اعتماد آلية تسمح بتقاسم الأرباح التي تحققها شركات متخصصة في مستحضرات التجميل والأدوية بفضل البيانات الوراثية الرقمية للنباتات والحيوانات والتي جمعت في البلدان النامية، مع المجتمعات التي حافظت عليها.
الوقت ينفد.. والفرص تتضاءل
لكن الوقت ينفد. فقبل خمس سنوات من الموعد المحدد لتحقيق الهدف، تقع 17.6 % فقط من الأراضي والمياه الداخلية و8.4% من المحيطات والمناطق الساحلية في مناطق محمية، وفقا للتقرير المرجعي الذي كشف الاثنين في كالي، ما يظهر عدم إحراز تقدم واضح منذ عامين.
ويستمر تدمير الطبيعة من خلال قطع أشجار الغابات والاستغلال المفرط وتغير المناخ. وبات واحد من كل 3 أنواع من الأشجار مهدد بالانقراض، وفقا للقائمة الحمراء للاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة التي حُدّثت الإثنين.
نجحت الدورة السادسة عشرة لمؤتمر الأمم المتحدة للتنوع البيولوجي في وضع أزمة الطبيعة "على قدم المساواة" مع أزمة المناخ، وفق ما قالت رئيستها الكولومبية سوزانا محمد الإثنين في مقابلة مع وكالة فرانس برس.
ومع إعلان 23 ألف مشارك، يعد هذا المؤتمر الأكبر من نوعه. واجتذبت "المنطقة الخضراء"، وهي منتدى ثقافي وناشط في وسط المدينة، أكثر من 300 ألف شخص بحسب الرئاسة الكولومبية.
الاعتراف بالشعوب الأصلية
على الجانب الإيجابي، فإن سلسلة من القرارات خصوصا بشأن الحماية المشتركة للتنوع البيولوجي والصحة البشرية والمكافحة المترابطة ضد تغير المناخ وتدمير الطبيعة وكذلك بشأن الاعتراف بالشعوب الأصلية، في الطريق إلى أن يتم اعتمادها.
لكنّ جوهر "كوب16" يتمثّل في وضع قواعد متابعة طموحة لمحاسبة البلدان على جهودها، وأن يُقدّم تقييم موثوق في الدورة المقبلة من المؤتمر عام 2026، يهدف إلى دفع الدول التي لا تقوم بجهود كافية إلى تكثيفها.
وبما أن إطار كونمينغ-مونتريال العالمي للتنوع البيولوجي ليس ملزما، فإن "هذا الشكل من الضغوط ضروري"، وفق ما أكّد سيباستيان ترييه من معهد التنمية المستدامة والعلاقات الدولية في باريس.
ويعتمد الاتفاق على هذه النقطة على التقدم في مجال المساعدات المالية. وفي بادرة في هذا الصدد، أعلنت ثماني حكومات من الدول الغنية الاثنين مساهمات رفعت قيمة الصندوق العالمي للتنوع البيولوجي الحديث العهد إلى 400 مليون دولار.
ويندرج هذا النهج في إطار هدف تقديم 20 مليار دولار من المساعدات السنوية للتنوع البيولوجي التي وعدت بها البلدان المتقدمة بحلول العام 2025. وفي 2022، وصلت هذه المساعدات إلى قرابة 15 مليار دولار، وفقا لمنظمة التعاون والتنمية في الميدان الاقتصادي.
aXA6IDEzLjU5LjIzNC4xODIg جزيرة ام اند امز