الفنان حبيب غلوم: الشارقة سفير العرب الثقافي في "باريس للكتاب"
الفنان حبيب غلوم يتحدث لـ"العين الإخبارية" عن النهضة الفنية في الشارقة أثناء حضوره معرض باريس للكتاب، كما يشير لصعوبات أمام المسرح.
كشف الفنان الإماراتي حبيب غلوم أن انطباعات زوار جناح الشارقة في معرض باريس للكتاب تؤكد إدراكهم علامات تقارب كبيرة بين الشارقة وفرنسا من خلال الاهتمامات الثقافية المشتركة بعدما أصبحت الشارقة محركا رئيسيا للشأن الثقافي والفني في المنطقة العربية، من خلال دعمها وإقامتها المعارض والملتقيات والمهرجانات العربية.
وأضاف غلوم لـ"العين الإخبارية": هناك رجل عروبي يقود الشارقة يحاول قدر المستطاع أن ينهض بالحركة الثقافية في كثير من الأقطار العربية، كذلك هي فرنسا التي تدعم الشأن الثقافي الأوروبي داخل وخارج فرنسا، لتصبح الشارقة اليوم سفيرا ثقافيا للمنطقة في معرض باريس للكتاب".
واختارت فرنسا إمارة الشارقة كضيف شرف معرض باريس للكتاب لهذا العام؛ تقديرا لمكانة دولة الإمارات الثقافية، حيث احتفى المعرض في دورته الـ38 بالإمارة كضيف مميز، وضم جناحها أكثر من 150 كاتبا وفنانا ومثقفا؛ للتعريف بثقافة وتراث الإمارات العربية المتحدة.
وقال غلوم: إن الشارقة تظل حالة خاصة فيما يتعلق بالشأن الثقافي والفني والأدبي، وأنا دائما ما أقول إنه عندما يتبنى القرار السياسي التركيز على أي مجال يرفع منه، ويسلط الضوء عليه، ويعطيه دعما كبيرا ويحفز كل المؤسسات والهيئات والأفراد للاهتمام بهذا الجانب. وبوجود الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، ستظل الشارقة عاصمة الثقافة العربية، لذلك نشهد أن عاصمة الثقافة العربية انتقلت اليوم والتقت بعاصمة الثقافة الأوروبية وتكاملت الرؤى العميقة لماهية الثقافة والفنون والآداب والإبداع، لتأتي مشاركة الشارقة في معرض الكتاب في باريس مرتبطة وداعمة للمعرض العريق".
وأكد الفنان أن ما يحدث الآن في معرض الكتاب الفرنسي هو ترجمة لإيمان الفرنسيين بالدور الذي تلعبه الشارقة في رفد الساحة العربية بدماء جديدة من مثقفين عرب، ودور الشيخ سلطان القاسمي في تحقيق نجاحات كبيرة ساهمت رؤيته في الوصول إليها.
وأضاف: "نحن نفخر بأننا ننتمي للإمارات أولا وثقافة الشارقة وفنونها ثانيا، وكفنانين محليين يجب أن نعترف أننا نعتمد اعتمادا كاملا على الحالة المتدفقة في مجال الفن والآداب والثقافة التي تفرزها الشارقة كمدينة مستنيرة، ومن هنا وبشكل شخصي وكفنان إماراتي أشكر حكومة الشارقة على حرصها لوجود نخبة من مثقفي الإمارات في فرنسا بهذا الكم والزخم الكبير من المثقفين والأدباء والفنانين والإعلاميين الذي تواجدوا في هذه الاحتفالية بالشارقة ضيفة شرف معرض باريس للكتاب وسفيرة لدولة الإمارات والعرب".
وينظم جناح الشارقة خلال فعاليات المعرض سلسلة من الجلسات والندوات مع مفكرين فرنسيين وإماراتيين حول عدد من القضايا الدولية بينها سبل محاربة الإرهاب، كما تقام الأمسيات الشعرية بمشاركة عدد من شعراء الإمارات والدول العربية لإلقاء مقتطفات من دواوينهم أمام الجمهور الفرنسي، بالإضافة إلى تنظيم عروض فنية وتراثية تعكس ثراء الثقافة الإماراتية للجمهور الأوروبي.
واحتضن جناح الشارقة المشارك في معرض باريس للكتاب مساء الأحد ندوة بعنوان "مسرح مغاير" تناولت واقع "أبوالفنون" في الإمارات بمشاركة غلوم والفنان المسرحي صالح كرامة.
وأدار النقاش الكاتب محسن سليمان، الذي أشار في بداية الندوة إلى أن "الإمارات محظوظة؛ لأنها تحتضن كل سنة أيام الشارقة المسرحية، التي تقام هذه الأيام، ولا يقتصر النشاط المسرحي عليها"، مقدماً عقب ذلك أسئلة حول واقع المسرح اليوم في الإمارات.
واعتبر غلوم أن "الحركة المسرحية في الإمارات لا تختلف عن مجمل وضع المسرح في العالم العربي، حيث أن المسرح بصراحة في تراجع إذا ما استثنينا تونس، لكن على مستوى الدعم، أعتقد أن الشارقة علامة فارقة ليس على صعيد الإمارات وحدها بل على مستوى العالم العربي بأكمله".
وأوضّح غلوم أسباب التراجع الذي يشهده المسرح قائلا: "بسبب التلفزيونات ثم انتشار الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي، مضيفاً: "حتى المسرحيون أصبحوا يميلون إلى التلفزيون؛ لأنه يعطيهم أكثر معنوياً ومادياً، وهذه الحالة لا تقتصر على الإمارات وحدها، إلى جانب ذلك لم يستقطب التلفزيون المسرحيين وحسب، وإنما تجاهل المسرح ولم يعد يغطي نشاطه ما أن تحول إلى مؤسسات خاصة".
من جهته، قال صالح كرامة: "الركيزة الأساسية في المسرح هي حبّ الخشبة، وما أراه اليوم هو أن أكثر الممثلين يجعلون من المسرح مطية ويتعجّلون الذهاب إلى التلفزيون، في حين أن المسرح يحتاج إلى الكثير من المعاناة والوقت". وأضاف، في إجابة على مسألة علاقة المسرح اليوم بتكنولوجيا التواصل الحديثة: "ينبغي تسخير هذه التكنولوجيات للمسرح، وليس تسخير المسرح لتكنولوجيات التواصل".
aXA6IDMuMTMzLjc5LjIyIA==
جزيرة ام اند امز