تسليم هدار غولدن.. «حماس» تحل أزمة الجثمان وتنتظر مخرجا لعناصرها برفح
أعلنت كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة «حماس»، الأحد، تسليم جثمان الجندي الإسرائيلي هدار غولدن، بعد 11 عاماً على مقتله في رفح.
لكن هذا التطور لم ينه الأزمة، إذ لا تزال قضية نحو 200 عنصر من «حماس» عالقين في أنفاق رفح تشكّل عقدة مركزية في المفاوضات الجارية بين الحركة وإسرائيل، وسط وساطة مصرية وضغط أمريكي متصاعد.
وقُتل غولدن في الأول من أغسطس/آب 2014 خلال اشتباكات في رفح، حين نفذ الجيش الإسرائيلي «إجراء هانيبال» لمنع اختطافه، دون أن يتمكن من استعادة جثمانه.
ومنذ ذلك الوقت، ظل اسمه على قائمة الرهائن القتلى الذين تطالب إسرائيل باستعادة رفاتهم ضمن أي اتفاقات تبادل.
وفي وقت لاحق اليوم، أعلنت إسرائيل، استلامها عبر الصليب الأحمر، نعش رهينةٍ بعد تسليمه لقوات الجيش الإسرائيلي والشاباك داخل قطاع غزة. ومن هناك، سيُنقل إلى إسرائيل، حيث سيُسلم عسكريًا إلى الحاخام العسكري الأكبر، ثم يُنقل إلى المركز الوطني للطب الشرعي التابع لوزارة الصحة.
وبعد عملية تحديد الهوية، سيتم إبلاغ العائلة رسميًا.
إعادة الجثمان وملف الأنفاق
جاء تسليم جثمان غولدن في إطار ما وصفته «القسام» بـ«صفقة طوفان الأقصى لتبادل الأسرى»، إذ أعلنت في بيان رسمي العثور على رفات الضابط داخل نفق بمخيم يبنا في رفح، وتسليمه عند الساعة الثانية ظهر السبت.
ورغم ذلك، لم يتضح بعد ما إذا كان القرار جزءاً من صفقة شاملة تتضمن السماح لعناصر «حماس» المحاصرين بالانتقال إلى مناطق خاضعة لسيطرة الحركة أو مغادرة غزة إلى الخارج.
الصفقة الأمريكية قيد الإعداد
بحسب مسؤول أمريكي رفيع تحدث لوسائل إعلام، ترى إدارة الرئيس دونالد ترامب أن حل أزمة الـ200 عنصر من «حماس» قد يشكّل نموذجاً أولياً لنزع سلاح الحركة في غزة.
وتقضي الخطة، وفق التسريبات، بخروج المسلحين من الأنفاق وتسليم أسلحتهم إلى طرف ثالث، مقابل «عفو جزئي» وترحيل بعضهم إلى دولة لم تُحدد بعد، ثم تدمير الأنفاق بالكامل.
ومن المقرر أن يصل المبعوث الأمريكي للشرق الأوسط ستيف ويتكوف وصهر الرئيس جاريد كوشنر إلى المنطقة لمتابعة هذه الخطة، ضمن ترتيبات تسبق إطلاق المرحلة الثانية من «اتفاق غزة» الذي يشمل إقامة قوة استقرار دولية وتشكيل «مجلس السلام» برئاسة ترامب لإدارة القطاع مؤقتاً لمدة عامين.
الجانب الإسرائيلي: حذر وانتظار
صحيفة «يديعوت أحرونوت» نقلت عن مسؤولين إسرائيليين اتهامهم «حماس» بانتهاك الاتفاق لتأخرها في تسليم رفات غولدن، فيما قال رئيس الأركان الإسرائيلي إيال زامير إن المسلحين في الأنفاق «سيُقضى عليهم أو سيستسلمون».
وفي أعقاب إعلان «حماس» عن العثور على الجثمان، زار زامير عائلة غولدن، مؤكداً التزام الجيش بإعادة جميع الأسرى والرهائن، وداعياً إلى «ضبط النفس حتى اكتمال عملية التحقق».
وبتسليم جثمان غولدن، يبقى في غزة – وفق المصادر الإسرائيلية – رفات 4 آخرين، بينهم 3 جنود وعامل تايلاندي، بينما كانت «حماس» قد بدأت مؤخراً تسليم جثامين 28 رهينة في إطار تنفيذ المرحلة الأولى من خطة ترامب.