بالصور.. المصرية هدير ناجي تحلم بتألق الخط العربي عبر "الجرافيتي"
شابة مصرية في مقتبل العمر قرّرت أن تتعلم فنون الكتابة بالخط العربي وتستعرضها من خلال فن الجرافيتي وتأمل في انتشار تجربتها.
هدير ناجي، شابة مصرية في مقتبل العمر، طالما اهتمت بمتابعة حركة رسوم الجرافيتي الغربية، ولم تكن تجد صدى لهذه الحركة الفنية في مصر سوى بشكل محدود، وفي إطار اللغة الإنجليزية.
مرّ الوقت، ومع الزخم الذي أصاب الحياة السياسية في مصر مع أحداث يناير عام 2011، بدأ "الجرافيتي" يخرج من تقوقعه إلى الإعلان عن نفسه.
شغف ناجي بالجرافيتي جعلها تتساءل لما لا يرسمه الفنانون في مصر بالحروف العربية، كانت تشعر بالضيق من اللغة التي درجت وتعارف عليها الشباب تحت مسمّى "الفرانكو"، وهو عبارة عن كتابة الكلمات العربية بالحروف الإنجليزية، لذا قرّرت أن تتعلم فنون الكتابة بالخط العربي آملة في أن تصبح قادرة على صنع الجرافيتي بلغتها الأم، العربية.
تقول ناجي لـ"بوابة العين": "على الرغم من التراجع الذي شهدته اللغة العربية في المجتمع المصري لفترة طويلة، فإنني أرى أنها تمر الآن بمرحلة "صحوة".. الموجة التي هبط بها الحروف "الفرانكوفونية" على لغتنا اختفت وعاد استخدام العربية في الممارسة اللغوية المكتوبة، أراهن على عقل ونضج الشباب وستعود اللغة العربية لتحتل مكانتها التي تستحقها مرة أخرى".
تضيف أن عدد مدرسي الخط في مصر " كافٍ جدا" لكن يواجهون تضييقات عديدة، وتقريبا من يعمل منهم لا تتجاوز نسبتهم الـ10%، معلقة :"لا نريد أن يصبح تعلم الخط مجرد رفاهية ولا أن يتجه إلى الانقراض، ولا أن يعاني مدرسوه من قلّة الطلب عليهم".
ناجي تطالب وزارة التربية والتعليم المصرية بتقدير هذا الفن والقائمين عليه، كما ترى أن عليها تكثيف جهودها لوقف "التسرّب من التعليم"، إذ إن خروج الأطفال مبكرا من المدارس لأسباب اقتصادية واجتماعية مختلفة ألقى بظلاله على "ثقافة الخط العربي" وأسهم في محدودية انتشاره، وإضعاف فرص معلميه.
بداية احتراف ناجي للرسم بالحروف العربية كان مجرد "هواية" أحببتها بجوار دراستها للصحافة بكلية الإعلام، وبعد عامين ونصف العام، بدأت تفكر في موهبتها كعمل، أصبحت تراودها أفكار مختلفة كأن تفتتح معرضاً لخطوطها أو تشارك في مشروع فني، أو أن ترسم على جدران الأماكن المختلفة، إلا أنها مع ذلك لم تفكّر بعد في احتراف التدريب للراغبين في التعلم. تقول :"أريد ان أتأكد أولا أنّني متمكنة من كل أدواتي ومهاراتي حتى أشعر أنني أمينة تماما في نقل هذا الحرفة للناس بكل دقة".
تنصح ناجي من يريد تعلم الخط واحترافه كفن بالتوجه إلى مدارس مخصصة لذلك أو ورش بمدى قصير تتضمّن أساتذة لهم خبرة طويلة، معلّقة :"أيضاً يجب أن تقرأ جيداً عنه وعن تاريخه ونشأته كما عليك التحلّي بالصبر لأن الأمر يشبه تعلم لغة جديدة منذ البداية، كما أن تمرين اليد المستمر عنصر لا يمكن إغفاله".
تقول في نهاية حديثها :"أتمنى أن يهتم الناس بالخط العربي لما فيه ثراء وقيمة وجمال تجعله يستحق الانتشار أكثر مما هو عليه الآن.. هو فن يساعد على نشر الثقافة وصنع الجمال الحقيقي".