مؤسسة "حادي بادي" لـ"العين الإخبارية": لعبة الصغار طريق أدبي لعلماء المستقبل
"حادي بادي" تتحول من لعبة قديمة يعشقها الأطفال في مصر والوطن العربي إلى مبادرة تثقيفية تسعى للنهوض بالأدب عند الصغار.
أطلقت 3 فتيات مصريات مبادرة باسم "حادي بادي" للنهوض بأدب الطفل المصري والعربي خلال الفترة المقبلة، ورفع وعيه الثقافي وتشجيعه على القراءة باللغة العربية لتنمية مهاراته وتنشئة عقله بقواعد علمية سليمة تساعده خلال المستقبل على إبداعه في شتى المجالات.
تقول الدكتورة هند عادل (31 عاما)، الحاصلة على بكالوريوس طب جامعة القاهرة، والمتحدثة باسم المبادرة في حوار لـ"العين الإخبارية": "إن الجميع يعرفون لعبة "حادي بادي" الشعبية القديمة للأطفال، فجاء اختيارهم لهذا الاسم وإطلاقه على المبادرة كي تكون قريبة من عقل الطفل وأسرته منذ الوهلة الأولى".
وتؤكد "أن الهدف من المبادرة هو إعادة الطفل المصري والعربي إلى تنشئة العظماء الذين تربوا على العلم والقراءة، وأصبحوا مستقبلا من كبار العلماء في شتى المجالات، لنحصل على قامات علمية وأدبية تضارع قاماتنا السابقة، مثل الراحلين نجيب محفوظ الحاصل على جائزة نوبل في الأدب، والراحل الدكتور أحمد زويل الحاصل على جائزة نوبل في الكيمياء عام 1999".. وإلى نص الحوار.
ما مبادرة "حادي بادي"؟
قمت بتأسيس هذه المبادرة الإلكترونية بمساعدة فتاتين مصريتين تدرسان في مجال الطفل، وهدفنا رفع وعي الطفل الثقافي وتشجيعه على القراءة باللغة العربية لتنمية مهاراته وتنشئته عقله بقواعد علمية سليمة تساعده خلال المستقبل على إبداعه في شتى المجالات، خاصة في الأدب.
لماذا اخترتن هذا الاسم للمبادرة؟
لأن "حادي بادي" كلمة تخرج من رحم لعبة مصرية قديمة كان يستخدمها الأطفال للاختيار بين شخصين أو شيئين، وتطورت فكرة "حادي بادي" لمراجعة أدب الأطفال واليافعين من مجموعة "حادي بادي كرنب زبادي"، التي أنشئت عام 2013 لتبادل الموارد والأساليب المختلفة لإثراء المحتوى العربي للطفل، فمن هنا كان اختيارنا لهذا الاسم للمبادرة كونه عالقا في أذهان الأطفال المصريين والعرب منذ قديم الأزل، ومنذ عام 2103، ما يجعل المبادرة وإنتاجها قريبا من قلب وعقل الطفل وعائلته على حد سواء.
من صاحب المبادرة؟
نحن فتيات مصريات نريد رؤية الأطفال المصريين في محافل علمية ناجحة منذ الصغر، وأن نساعدهم على التنشئة العقلية السليمة، خاصة أن مؤسستي المبادرة معي، ميرندا بشارة، ورنيم حسن، تدرسان في مجال الأطفال، فالأولى حصلت على بكالوريوس اقتصاد وعلوم سياسية، ومنذ أن أصبحت أما تدرس التحليل النقدي لأدب الطفل في باريس، وتعمل على مشروع كتابها الأول في هذا المجال، والثانية حصلت على ماجستير الأمراض النفسية من جامعة طب عين شمس عام 2014، وعملت في عيادة الأطفال في مستشفى العباسية من 2014 إلى 2019، وحاليا تستخدم القصص في جلسات العلاج النفسي للأطفال، فنحن جميعا نحاول تعزيز الحس النقدي عند القارئ الصغير.
هل تقتصر المبادرة على الطفل المصري؟
لا، هذه المبادرة انطلقت إيمانا بقدرات الطفل المصري والعربي معا، فنحن نريد ترسيخ المجال الأدبي وزرع رغبة القراءة في أذهانهم منذ الصغر، فتقدم المصري الصغير، لا يقل أهمية عن الطفل العربي، كلاهما سواء بالنسبة لمبادرتنا التي نسعى لتطويرها بآليات مختلفة خلال الفترة المقبلة.
كيف يستفيد الطفل المصري والعربي من المبادرة؟
نقوم بمراجعة أدب الأطفال واليافعين للمنفعة العامة، ونحرص على احترام حقوق الملكية الفكرية ونسبة كل عمل للقائمين عليه من مؤلف ورسام ودار نشر حسب مبادئ رخص المشاع الإبداعي لنشر المحتوى على الإنترنت، بالإضافة إلى تغطيتنا المستمرة لأخبار فعاليات أدب الأطفال العربية، وننشر من خلال الخطوة الأخيرة جميع المحتويات الخاصة بأدب الطفل على موقع المبادرة، حتى نتيح الفرصة كاملة أمام أسرة الطفل لتقديم ما نقوم بجمعه.
ومن واقع حرصنا على أطفالنا في مصر والوطن العربي، دائما نعرض سؤالا مكررا، على موقعنا "أين نجد كتب الأطفال بالعربي؟"، تكون إجابته بالإشارة إلى مواقع منافذ بيع كتب الأطفال بالعربي، سواء في المكتبات الرئيسية أو المواقع المتخصصة أو مواقع التسوق على الإنترنت.
ألا تفكرن في المشاركة في مؤسسات عالمية متخصصة لرفع مستوى الطفل؟
حتى الآن هذا الأمر لم يحدث، لكننا نعمل سويا على تحقيق هذا، لأنه سيعود على مبادرتنا بكل نفع وخير، خاصة أننا سنضع أطفالنا في أعلى الطرق العلمية التى تعمل بشكل متقدم لتنمية مهاراتهم الثقافية ورفع وعيهم في الأدب والمجالات كافة.
ما الآليات التي تشجع الطفل على القراءة وفقا لقواعد المبادرة؟
لا توجد آليات محددة، فنحن نحاول إلقاء الضوء على الكتب العربية كي تعرف الأسر والأطفال واليافعين ما الأعمال المتاحة، فيختاروا ما يرونه مناسبا بينها، كما أننا نراجع في بعض الأحيان كتبا أجنبية ربما أعجبتنا، ونتمنى أن نرى نفس المحتوى أو التناول باللغة العربية، أو حتى ترجمة الكتاب مثل مراجعتنا لكتاب "اسمي ليس لاجئا".
هل تهدف مبادرة "حادي بادي" للربح؟
غير صحيح، فهي غير هادفة للربح، وقائمة على الجهود الذاتية للمتطوعات الثلاث القائمات على المبادرة، ونعمل سويا على تطوير أفكارنا دون الحاجة المادية للآخرين، حتى لا نحمل أحدا أعباء إضافية فوق طاقته، فمشروعنا يهدف فقط إلى تنشيط ذهن الطفل الصغير المصري والعربي منذ النشأة، لدمجه في التقدم العلمي سريعا من البداية.
كيف ترصدن تأثير مبادرتكن؟
نتلقى كثيرا من التعليقات من أعداد كبيرة من الأسر في مصر والعديد من الدول العربية، والتي تحرص على مراسلتنا عبر مختلف وسائل التواصل الاجتماعي، خاصة عبر "الشات" الخاص بموقع "حادي بادي"، لمعرفة ما يكون مناسبا لتقديمه لصغارهم، سواء في المراحل الأولى من دخولهم واندماجهم في مبادرتنا، أو في الخطوات الأخرى، وهذا يدل على وجود نماذج صغيرة انخرطت في "حادي بادي"، وبدأت تسير على الطريق الصحيح منذ الصغر.
aXA6IDMuMTM3LjE4MS42OSA=
جزيرة ام اند امز